يبدو أن العديد من الدول الأوروبية فى طريقها للتعايش مع وباء كورونا، والخروج من دائرة الإغلاقات التى بدأت منذ منتصف مارس الماضي، فى خطوة يراها خبراء الصحة بمثابة مجازفة تنذر بموجة ثانية من الوباء، فيما يراها القائمون على الاقتصاد "طوق نجاة" يوقف نزيف الخسائر الذى طال الجميع.
وفى الوقت الذى يتراجع فيه انتشار كورونا فى بعض الدول الأوروبية بدأت استعدادات مكثقة لبحث إمكانية عودة حركة السفر من بلد إلى آخر.
وأعلنت فرنسا إعادة فتح حدودها تدريجيا للقادمين من خارج منطقة "شينجن" اعتبارا من 1 يوليو القادم.
وذكر بيان لوزارتي الداخلية والخارجية الفرنسيتين إن باريس سترفع في 15 يونيو القيود المفروضة على حدودها أمام المسافرين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي.
وذكر البيان " في ضوء التطور المواتي في الوضع الصحي بفرنسا وأوروبا ووفقا لتوصيات المفوضية الأوروبية...فإن فرنسا سترفع يوم 15 يونيو كل القيود المفروضة على حدودها أمام حركة المرور الداخلية الأوروبية (البرية والجوية والبحرية) التي جرى تطبيقها لمحاربة وباء كوفيد-19".
وأضاف البيان أن المسافرين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأيضا من أندورا وأيسلندا وليختنشتاين وموناكو والنرويج وسان مارينو وسويسرا والفاتيكان سيتمكنون من دخول الأراضي الفرنسية دون قيود.
وأوضح البيان أن قيود فرض الحجر الصحي لمدة أسبوعين لدى الوصول ستستمر على الحدود مع إسبانيا والمملكة المتحدة وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل.
كما اشار البيان انه سيتم السماح للطلاب الدوليين ، بغض النظر عن بلدهم الأصلي ، بالمجيء إلى فرنسا وسيتم تسهيل شروط استقبالهم،كما سيتم منح طلبات التأشيرة وتصاريح الإقامة الأولوية.
وأعلنت إيطاليا منذ الثالث من يونيو أنها ستفتح حدودها أمام جميع المسافرين الأوروبيين، في وقت كانت لا تزال غالبية الدول الأعضاء تبقي قيوداً مع هذا البلد الذي كان في فترة معينة بؤرة الوباء في أوروبا.
وتريد كرواتيا أيضاً إنقاذ موسمها السياحي وقد استبقت الأمر وفتحت حدودها اعتباراً من الخميس، على غرار بولندا، التي باتت تسمح بدخول جميع المواطنين الأوروبيين اعتباراً من السبت.
واختارت دول كثيرة فتح حدودها في الأسابيع الأخيرة على جيرانها أولاً، قبل توسيع نطاق التنقل. وكذلك أصبح ممكناً التنقل من دون قيود في دول وسط أوروبا أو بين دول البلطيق نفسها.
وفي القارة التي أغلقت كل دولها حدودها منذ منتصف مارس، هناك دولتان شكلتا استثناءً، السويد التي أبقت في المبدأ حدودها مفتوحة أمام المسافرين من الاتحاد الاوروبي ولوكسمبورج.
وتتيح بلجيكا واليونان صباح الاثنين مجدداً حرية التنقل مع كافة دول القارة. وتذهب أثينا، التي يرتكز اقتصادها بشكل كبير على السياحة، أبعد من ذلك وتدعو مسافرين من دول خارج الاتحاد الأوروبي على غرار أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية والصين.
وسينتظر الألمان والنمساويون حتى منتصف ليل الاثنين الثلاثاء ليتمكنوا من السفر في السيارة أو القطار أو الطائرات إلى سائر الدول الأوروبية.
وأبقت بعض الدول التي سترفع القيود أو سبق أن رفعتها (المجر وبلغاريا والنمسا وتشيكيا وسلوفاكيا ولاتفيا) على بعض التدابير بالنسبة للمسافرين القادمين من دول أوروبية تسجّل معدّل عدوى يُعتبر مرتفع كثيراً.
ووضعت كل دولة لائحتها للمناطق التي تعتبر خطيرة، وتشمل اللوائح إجمالاً السويد وبريطانيا وغالباً ما تضاف إليها إسبانيا والبرتغال وأحياناً هولندا وبلجيكا وفرنسا.
ويحظر السفر أحياناً من وإلى هذه الدول أو يُطلب من المسافرين في أحيان أخرى أن تكون نتيجة فحص الكشف عن كوفيد-19 سلبية أو حتى الخضوع لعزل لمدة 14 يوماً.
وأكدت فرنسا أنها ستُطبّق مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول التي تفرض قيوداً على رعاياها.