من بين كثيرين يطلون علينا عبر الشاشات، قليلون من يكون ظهورهم مؤثرًا، من بين كثيرين يتحدثون عبر برامج التوك شو، قليلون من نثق بكلمتهم، قليلون من نستأنثهم، ونعتبرهم فردا من العائلة، من بين هؤلاء القليلون "بسمة وهبة"، إعلامية لها باع أمام الشاشة، أطلت علينا منذ عشرات السنوات وفى كل مرة كانت إطلالتها مختلفة، رغم اتسامها بنفس صفاتها الشخصية "إطلالات قوية، جريئة، متفردة، منحازة تماما، للحق، للضمير، للإنسان، للجمال، لكل قيمة"، لذلك لم تفقد قوتها ولا تأثيرها الذى كان واضحا تماما فى برنامج "كل يوم" الذى تقدمه على شاشة قناة ON التابعة لمجموعة قنوات المتحدة منذ بداية العام الحالى، وخلال هذا البرنامج قدمت بسمة وهبة مجموعة حلقات استثنائية فى شهر رمضان الماضى وحتى قبل رمضان.
حول هذه الحلقات وظروف العمل فى رمضان وفى ظل أزمة كورونا والحظر وتأثيرهما على عمل الإعلاميين وحياتهم الشخصية، كان لـ"اليوم السابع" هذا الحوار مع الإعلامية الكبيرة بسمة وهبة.
كان لكِ عدة جولات فى المحافظات وسلسلة من الحوارات مع أسر الشهداء خلال شهر رمضان، أبرزها مع أسرة الشهيد أحمد منسى؟
مجرد إحساس، أنا احترم كل الضيوف وأقدرهم جميعًا، وأسر شهداء القوات المسلحة لها وضع خاص، وأسرة الشهيد منسى تستحق الكثير، وكنت أريد أن أصل لأعلى درجات الاحترام والتقدير لهذه الأسرة وأردت أن أذهب إليهم وكنت فى غاية السعادة، ولم نكن قررنا بعد تناول وجبة الإفطار مع أسرة الشهيد، وعندما سألتنى زوجة منسى "عاوزة" تفطرى إيه؟، قلت لها أريد تناول الأصناف التى كان يفضلها "منسى"، وهناك كنت أشعر أننى فى زيارة تاريخية لمعلم من معالم مصر التى نعتز ونفتخر بها وكأننى فى متحف وكنت حريصة على معرفة كل تفاصيل حياته الشخصية "بيتفرج على إيه، بيقعد فين وإزاى" والمجاملة كانت لى أنا فى موافقتهم على استقبالى فى منزل الشهيد البطل.
لم تكن زيارتك لأسرة الشهيد المنسى هى الأولى.. هناك زيارات أخرى لأكثر من أسرة شهيد، لماذا كان الحوارات فى منازلهم وليس فى الاستوديو رغم أنها فى عدة محافظات مختلفة؟
وإحنا راجعين من بيت الشهيد المنسى كنا بنتحرك مساءً وكان معى محمد معوض معد من البرنامج شغال معايا بقاله سنين وفاهم أنا بحب إيه، قالى هبعت لك صورة بصى عليها، فشفتها والصورة خطفتنى، فسألته مين دى، قالى دى والدة الشهيد أبانوب لحظة استلام الأسرة جثة الشهيد، قلت له أنا عاوزة أروح لها، قالى تمام، بكرة، فقلت له مفيش بكرة إحنا هنطلع عليهم دلوقتى، قالى هجيبهم منين دلوقتى؟ قلت له اتصرف، واتصلت بمحمد مجدى السيسى محرر اليوم السابع لأنه اشتغل معايا كتير وأنا عارفة أنه شاطر، قلت له أنا عاوزة أوصل لهم دلوقتى قالى تمام "ادينى دقايق وهرجع أكلمك تانى"، ثم عاود الاتصال بى وقالى لى "أنا بعت لك رقمهم وكمان كلمتهم وهما فى انتظارك"، وكلمتهم فى القناة قلت لهم ابعتوا لى كاميرا ولو مفيش هصور موبايل وكنت مصرة على الذهاب فى نفس اليوم لأنى رأيت فى الصورة مشاعر لا يمكن تغافلها أو تجاهلها أو تفويتها، رأيت وجع الأم على ابنها وحسرة قلبها وقهرتها، وكانت أريد أن أواسيها وأقدم لها واجب العزاء فورًا، ورجعنا القاهرة صليت الفجر وغيرت ملابسى واتسحرت ونزلت فورًا.
ملابسك فى هذه الحلقة مع أسرة الشهيد أبانوب كانت مميزة للغاية "جلابية سوداء وطرحه على رأسك وبدون ماكياج تمامًا"، من صاحب فكرة هذا اللوك؟
أنا أصريت على هذه الملابس وعلى التصوير بدون ماكياج لأنى عندما قررت الذهاب إليها كان الهدف الأول هو تقديم واجب العزاء ومواساة السيدة، كما أن هذه الملابس غير جديدة وأنا أحبها وارتديها دائمًا عندما أذهب إلى البلد مع أهل علاء أو أهل والدى، وظهورى بعدم ماكياج لم يزعجنى إطلاقًا، أزعج الإعداد الذى استغرب وقال لى أحدهم، "هتنزلى كده طيب نركب لك رموش حتى"، فرفضت تمامًا لأنه لا يمكن أن أدخل على أم فى قلبها حزن على ابنها بأى مظهر مبهرج أو بماكياج أو ملابس لافتة، فقررت ارتداء العباية السوداء والطرحة لأنى كنت احترم الظرف الذى تمر به، والهدف من الزيارة هو تقديم الواجب والدعم، وياللعجب هى من قدمت لى الدعم والسند و"أدونى طاقة إيجابية فى حياتى" بسبب قوتهم وصبرهم واحترامهم والوفاء للوطن.
بمناسبة تقديم الدعم، الصوت الإعلامى الوحيد الذى قدم الدعم لحسن شاكوش فى أزمته مع نقابة الموسيقيين كان صوت بسمة وهبة باستضافتك له فى منزلك وفى الاستوديو والدفاع عنه ضد كل الأصوات المهاجمة.. هل هذا الدفاع لإعجابك بموهبته أم لإيمانك بقضية "كل واحد حر والناس هى اللى تقرر"؟
الإجابه "الاتنين".. أنا وجهة نظرى أن من حق كل فرد عنده موهبة أنه يقدمها للناس وأنا مع حرية الفن والإبداع.. بس فى نفس الوقت لازم يكون فيه ضوابط، وأنا واحدة من الناس اللى اتضايقت بسبب الجملتين اللى كانوا عاملين قلق فى الأغنية لكن لما صلحهم، سألت نفسى ليه بنحاسب الناس على غلطها ولما تصلح الغلط أحاسبه برضه بدل ما أعمل منه بنى آدم تانى؟!.. اللى يغلط يصلح غلطة مش يتنفى، وأنا أحب تحويل الخطأ إلى صح، وطلبت منه أن يغنى أغانى لمصر ولذوى الإعاقة وعملنا أغنية لذوى الإعاقة بالفعل لكنها لم تخرج للنور نظرًا لظروف كورونا.
بما أننا تطرقنا لقضية الحريات ونشر المواهب، كيف ترى بسمة وهبة ما يحدث على السوشيال ميديا والمحتوى المقدم عليها؟
أرى أنها مسخرة وإسفاف وظاهرة لازم نقضى عليها وأنا عملت مناشدة للقضاء على ظاهرة الناس اللى بتطلع على تيك توك، ولو تركنا هذا الموضوع دون رقابة فهذا خطأ كبير "ومسخرة" لازم كلنا نتصدى لها كل فرد وهيئة وجهاز ومؤسسة بطريقتها، هناك فيديوهات على السوشيال ميديا أخجل من رؤيتها أمام والدتى أو أبنائى، لكن هذا لا يعنى أن كل السوشيال ميديا سيئة، هناك مواهب جيدة جدًا يتم اكتشافها على السوشيال ميديا وهناك فوائد كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعى، لكن الرقابة مهمة، والتصدى للمحتوى المخل واجب.
قبل انطلاق برنامج كل يوم نشرتى فيديو من أمريكا قلتى فيه "محتاجين حرية ومحتاجين مساحة والإعلاميين عاوزين يتنافسوا، ثم فيديو أخر فى اليوم التالى يقول أن الفيديو الأول "مقلب للجماعات الإرهابية وإعلامها المعادى لمصر"، من أين جاءت الفكرة؟
لم أتصور يومًا فى الحياة أن هذه الجماعة الإرهابية وإعلامها المُعادى بهذا الجهل والغباء، ولم أتصور كل رد الفعل الكبير، لكن رد فعلهم كان أقوى مما أتخيل وأرادوا استقطابى وعرضوا عليا عروض عمل معهم، وهذا دليل على أنهم فاضيين وفارغين ويريدون "أى حاجة تسيئ للبلد"، واتصل بى مساء فى الأوتيل عدة أشخاص "إحنا معاكى، وإنتى مش لوحدك، وإحنا تحت أمرك، ومترجعيش مصر"، والحقيقة "أنا اتخضيت جدًا من كل هذا الكلام، وأرعجنى لأنى لم أتصور أن يصل رد الفعل لهذه الدرجة والتواصل معى بشكل مباشر.
وماذا كان رد فعلك على الاتصالات التى تلقيتها منهم قبل الرد بالفيديو الثانى؟
كنت بقول بإذن الله وربنا يعمل اللى فيه الخير، ربنا يسهل، وطبعًا من يتحدث لم يخبرنى من هو تحديدًا، وقالولى نصًا "لو أى حاجة حصلت هنكون عندك الصبح".
بسمة وهبة أم عندها أولاد بيخافوا عليها وهى إعلامية قوية وبتواجه، موقف أبنائك من هذا الفيديو ورد الفعل عليه، وموقفهم من كل المثار حولك يوميًا؟
ولادى مش بس بيخافوا ويقلقوا، أصلاً هم ضدى ولا يريدون أن أعمل وكل أملهم فى الحياة هو إنى أقعد فى البيت خالص، مثلاً عبد العزيز ابنى فى أولى ثانوى وعبد الرحمن ضد عملى أصلاً، لأنهما يرون أنى أتعب جدًا لأنى بشتغل بكل جوارحى وبتعب جدًا فى شغلى، وأولادى يرون هذا الأمر، أنا خسيت 15 كيلو بسبب الشغل والضغط، ومش مضايقة بالعكس، رغم إنى الوحيدة تقريبًا اللى خسيت فى الحظر.
العالم كله "تخن" فى الحظر وإنتى خسيتى إزاى، معملتيش كيك؟
عملت "كيك وشالولح" وعملت كل حاجة وصورت نفسى فى المطبخ، وزوجى علاء قالى أوعى تنزلى الفيديو ده، وطلع طعمه تحفة.
اكتشتفى نفسك فى المطبخ وقت الحظر ولا من الأول بتطبخى كويس؟
لا.. أنا ست بيت من زمان ومن أنا صغيرة وأمى وجدتى علمونى المحشى أول حاجة فى المطبخ، وكنت أنزل "لتنقية الخضار" بنفسى وست البيت مش إنها تطبخ الأكل وخلاص، ست البيت "تنقى الخضار بمواصفات معينة".
طيب عملتى إيه فى الحظر من ساعة ما بدأ؟
الليفينج رووم فكيت كل القماش وغسلته لأنه تقريبًا تعب مننا من كتر القعدة عليه، وأنا مش بشوف الشارع حتى بالنهار لأنى ملتزمة جدًا بالحظر ومش بنزل غير أيام الحلقات من البيت للاستوديو ومفيش أى اختلاط خالص واكتشفت حاجات كتير فى البيت كنت أهملتها "الطبق ده مكانه مش هنا، ليه الكيس ده مفتوح، الحاجات دى تتغسل إزاى".
طيب والأولاد بيعملوا إيه فى الحظر، وصلوا لأى مرحلة من الزهق؟
أنا عايش معايا نادين ابنه علاء وخديجة بنتى، وأولادى عبد الرحمن وعبد العزيز ووالدى ووالدتى عالقين فى السعودية، والبنات فى الحظر بيكلموا نفسهم وزهقانين جدًا لأن هذا السن مش متعود على "قعدة البيت"
أول حاجة هتعمليها بعد الحظر؟
هسافر السعودية أعمل عمرة وأروح أشوف ولادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة