لن أعيش فى جلباب أبى.. بمجرد أن يذكر هذا الاسم نتذكر جيدا عملا دراميا متكامل العناصر يتسم بالبساطة ويأتى فى أذهاننا الفنان القدير الراحل نور الشريف الذى جسد دور البطولة وأدى دور "عبد الغفور البرعى" الشخص البسيط الفقير ذى الجلباب الممزق ولكن لديه طموح وأحلام يريد تحقيقها، وينجح بالفعل فى الوصول لهدفه بأن يصبح تاجرا كبيرا داخل وكالة البلح، كما أن المسلسل سلط الضوء على طريقة تربية الأبناء وكيف يكون الأب ضعيفا أمام رغبات أولاده حتى إذا كان يظهر فى عمله بشكل قاس.
نجاح مسلسل "لن أعيش فى جلباب أبى" لم يقتصر فى وقت عرضه منذ 25 عاما فقط، ولكنه امتد حتى الآن، ففى هذه الأيام حقق شعبية كبيرة منذ إعادة عرضه مرة أخرى على قناة Dmc، وتزامنا مع عرض هذه الحلقات تصدرت حلقات المسلسل تريندات مواقع التواصل الاجتماعى ومحرك البحث جوجل، خاصة من بعد عرض الحلقة التى تضمنت فرح "سنية" نجلة عبد الغفور البرعى، وكيف ظهرت البساطة التى يشعر بها المشاهد دون أى معالم تجميلية، وهو ما كشفته الفنانة منال سلامة خلال حوارها مع "اليوم السابع" فى السطور التالية.
قالت الفنانة منال سلامة: "إن مسلسل لن أعيش فى جلباب أبى يطاردنى فى أحلامى، لأن فى مرة واحدة صرخت فى وشى أثناء تسوقى فى إحدى محلات بيروت بسبب هذا المسلسل، ومهما حاولت أقول للناس أنى عاملة حاجات كتير مهمة لكن لا حياة لمن تنادى لأن فعلا مسلسل لن أعيش فى جلباب أبى عم مهم جدا تاريخ لا ينسى".
وتابعت أن توليفة المسلسل على بعضها جميلة جدا جعلته قصة حقيقية، غير أن الحب بينا كان واضح على الشاشة ومفيش غيره بينا وبين بعض وكلنا كنا بنساعد بعض وبنخدم بعض عشان نظهر بشكل حقيقى، وحتى فى أول مرة تم عرض المسلسل كنا مستغربين من النجاح اللى حققه وقتها، وكان بيتعمل ندوات للمسلسل كانت عددها أكتر من عدد أيام تصوير المسلسل نفسه، بسبب احتفاء الناس فى كل المحافظات بنجاح المسلسل.
وعن سر نجاحه قالت: المسلسل عمل ضجة كبيرة لأنه حقق حلما موجودا جوا كل مواطن لأن رحلة صعود عبد الغفور البرعى أبو جلابية مقطعة حتى اشتغل على نفسه، ولديه طموح وذكاء فطرى أستطاع ان يستثمره، وهذا ما أعطى الأمل للمشاهدين، بجانب رصده لطريقة تربيته الأخلاقية لأولاده، وأن رغم قوته كتاجر لكنه ضعيف امام رغبات أبنائه، مؤكدة أن المشاهد حب عبد الغفور البرعى لأنه شبه الأب المصرى بجد، غير أن البساطة فى الديكور ومفيش تكنولوجيا كما فى الوقت الحالة، كان سبب النجاح لأن تحس أنا لشخصيات شبه الناس الحقيقة بجد بدون معالم تجميلية.
وعن كواليس العمل قالت: أنا عمرى ما نسيت مسلسل "لن أعيش فى جلباب أب" ولكن فيما يخصنى، أنا كنت حامل وقتها فى ابنى على، عشان كدة هتلاقى مشاهد ليا مش واقفة كاملة أو ظاهرة براسى بس وإخواتى بيحاولوا يدارونى عشان علامات الحمل، وتحديدا فى مشهد فرح "سنية" مش هتلاقينى واقفة بالكامل، لأنى المفروض وقتها إنى آنسة، أما باقى المسلسل لما اتجوزت وروحت منزل "خضير" كنت حامل فعلا، وعبلة كامل كانت تمارس دور الأم معايا وكانت بتجيبلى لبن وعسل وتقولى خدى اتغذى.
وأضافت: كان فى مشهد للفنانة عبلة كامل لما ضربت حد فينا بالشبشب، كانت خايفة تعمله لحسن الناس تزعل منها، أو أن الجمهور يكرهها، وقلتلها لا ان كل الأمهات عملت حركة الشبشب اللولبى دى، فكنا بجد بنبنى مع بعض التفاصيل، وكنا نستأذن من المخرج أحمد توفيق، وهتلاقى فى مشاهد الأستاذ نور الشريف بيضحك بجد، على المواقف والكلام اللى بيحصل ده كله.
وعن مكان التصوير قالت: مكنش استوديو هو مكان نقدر نقول عليه مزرعة دجاج، أو ممكن وصفه أنه "عشة فراخ كبيرة"، لأنه مكان مخصص لتربية الدواجن فى منطقة شبرامنت، وهما خرجوا الدواجن ودخلونا احنا مكانهم وحتى عزل المكان كان بـ "كراتين البيض"، وكل الديكورات الداخلى اتصورت فى المكان ده حتى وكالة البلح.
وعن عملها مع الفنان نور الشريف قالت: ده بالنسبالى أبويا الروحى، واتعلمت منه الكراسة اللى اكتب فيها الملاحظات على الشخصية أو راكورات الملابس حتى لا أنسى لان المسلسل بياخد وقت كبير، وكمان الأستاذ نور كان محب جدا لكل اللى حواليه، وكان يدرك ان الفن لعبة جماعية زى كرة القدم ومينفعش يجيب جول لوحده، وعمره ما حسسنا أنه نور الشريف ونجم العمل وكان متواضع بشكل فظيع ومحترف ومحترم وعنده ثقة فى نفسه، بالإضافة مثقف جدا.