تعد رواية "آل بودنبروك"، واحدة من أهم روايات الأديب الألمانى توماس مان، والتى نشرت للمرة الأولى فى عام 1901، ولاقت نجاحاً كبيراً قاد توماس مان إلى الحصول على جائزة نوبل للآداب فى عام 1929، فعلى الرغم من أن جائزة نوبل لا تمنح بسبب عمل محدد، حددت الأكاديمية السويدية رواية بودنبروك كسبب رئيسى لحصوله على الجائزة.
بدأ توماس مان كتابة الرواية فى أكتوبر من العام 1897 وكان يبلغ من العمر وقتها 22 سنة، اكتملت الرواية خلال ثلاث سنوات فى يوليو 1900، ونُشرت فى أكتوبر 1901، كان هدفه كتابة رواية عن الصراع بين عالمى رجال الأعمال والفنانين، قُدمت كملحمة أُسرية.
تصور الرواية تراجع عائلة تجارية برجوازية غنية من شمال ألمانيا بالتحديد من مدينة لوبك على مدى أربعة أجيال، ويظهر التراجع بشكل واضح فى شخصية كريستيان بودنبروك والآخر هانو بودنبروك. فى كتابة الرواية استلهم مان الكثير من تاريخ عائلته (عائلة مان لوبك). المدينة التى يعيش فيها عائلة بودنبروك فى الرواية تشترك فى الكثير من أسماء الشوارع وتفاصيل أخرى مع مدينة لوبك موطن مان الأصلي، مع ذلك لا تذكر الرواية اسم لوبك.
يعالج توماس مان فى قصة آل بودنبروك موضوعات خالطت حياته، ويصف من خلالها تداعى الطبقة الوسطى، ورهافة حس فنانها الذى أقعده هذا الحس المرهف عن مجابهة الحياة لما تبينه من تنافر الحياة والفكر وما اتسما به من انقسام، توماس مان حين يحكى يصدق، وحين يكتب يلطف ويسهب فى يسر، ويتهكم تهكما لذيذا ينساب فى كتابته ويمتع قارئه، فهو مجتمع فى آل بودنبروك بأكمله، متفتح لفن اللغة يغمرها بألمعيته فى التحليل النفسي، ويشيع فيها رصانته ويميزها بأمانته ودقته فى نقل الإيقاع وعرض السلوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة