أصدر المركز القومى للبحوث، اليوم الأحد، نشرة طبية للدكتور محمد نصر فتحى شاهين بمعمل الفيروسات البيئية، تتناول الحديث عن فيروسات الروتا، حيث أوضح أن الروتا أحد الأسباب الأساسية التى تسبب الإسهال الحاد عند الأطفال دون الخامسة على مستوى العالم حيث يتسبب هذا الفيروس فى وفاة حوالى 527000 حالة سنويا، منها 82 % تحدث بين الأطفال التى تسكن فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وخاصة تلك التى تعانى من ضعف أنظمة الرعاية الصحية.
وقال الدكتور محمد نصر فى النشرة الصادرة عن المركز القومى للبحوث، أن هذا الفيروس ينتقل إلى الانسان عن طريق مياه الشرب الملوثة أو الغذاء الملوث حتى الآن، تم التعرف على 27 سلالة روتا من النوع G و37 سلالة روتا من النوع P تم تصنيفهم على أساس الاختلاف فى التتابع النيوكليوتيدى لجينوم فيروس الروتا، ومن حسن الحظ، أنه يتوفر الآن نوعين من اللقاحات (روتاركس وروتارك) لمنع العدوى بفيروس الروتا وكل منهما له تركيب الخاص والذى يعمل على منع العدوى بأنواع معينه من فيروس الروتا وليس لكل أنواع فيروسات الروتا المنتشرة بين أفراد المجتمعات السكانية حول العالم.
وأوضح، أن الهدف من الدراسة الحالية هو تقييم الإسهال الناشئ عن الإصابة بفيروسات الروتا بين الأطفال دون الخامسة داخل المستشفيات فى إقليم شرق المتوسط خلال الفترة من عام 2010 حتى 2016 حيث تم استخلاص البيانات من كل بلد ومقارنتها، ولهذا الغرض تم تجميع كل الدراسات المتعلقة بهذا الشأن من كل دول إقليم شرق المتوسط (الجزائر، البحرين، مصر، ايران، العراق، الأردن، الكويت، ليبيا، المغرب، عمان، قطر، السعودية، سوريا، تونس، الامارات، اليمن) خلال تلك الفترة من الزمن (2006-2010) والتى تم نشرها على بعض مواقع نشر البحوث العلمية مثل مواقع Google scholar، Science direct، Pubmed.
واشتملت الدراسة الحالية على تحليل نتائج 28 دراسة من مختلف دول إقليم شرق المتوسط عن الأطفال تحت 5 سنوات مصابين بنزلات معوية حيث كان فيروس الروتا مسئولا عن الاصابة بالنزلات المعوية بين هؤلاء الأطفال بنسب تراوحت بين 19-78.2% حيث أغلب الحالات المصابة بهذا الفيروس تم رصدها بين الأطفال تحت عمر 12 شهر وخلال فصلى الخريف والشتاء عن الفصول الأخرى، وأيضا حددت الدراسة الحالية أكثر سلالات فيروس الروتا انتشارا بين أطفال دول شرق المتوسط حيث وجد أن وجد أن السلالات G1P[8] وG9P[8] ويليها G2P[4] هم الأكثر انتشارا بين الأطفال المصابين بنزلات معوية.
ومن بين 28 دراسة، بحثت دراسة واحدة فقط العبء الاقتصادى الذى تراوح بين 245 و345 دولارًا أمريكيًا لكل طفل أُدخل إلى المستشفى بسبب الإسهال الناشئ عن الإصابة بهذا الفيروس، إضافة إلى ذلك، بلغ الحد الأدنى لفترة حجز الأطفال المستشفى لتلقى العلاج نتيجة الإصابة بهذا الفيروس إلى ثلاثة أيام فى حين لا تتوافر أى بيانات بشأن معدلات الوفاة الناتجة عن النزلات المعوية الناشئة عن الإصابة بفيروس الروتا فى الدراسات المحددة.
وفى النهاية، يوثّق هذا البحث أن فيروس الروتا يلعب دورا هاما فى إصابة الأطفال بالنزلات المعوية فى بلدان شرق المتوسط ومن ناحية أخرى، على الرغم من أن تركيب اللقاحات المتوفرة حاليا ربما تساعد فى الحد العدوى من سلالات الروتا الأكثر انتشارا إلا أنه يجب تعديل تركيب هذه اللقاحات أو صناعة لقاحات جديدة للتحكم فى سلالات الروتا الاخرى مثل G9P[8] and G2P[4] والمنتشرة بين الأطفال فى بلدان شرق المتوسط ايضا وإن كانت بنسب أقل.
وأكد، أن البيانات المستخرجة من هذا البحث تساعد العاملين فى مجال الرعاية الصحية العامة ومتخذى القرار على وضع وتنفيذ استراتيجيات جديدة من خلالها يمكن تخفيض الحالات المرضية أو الوفيات الناتجة عن النزلات المعوية الناشئة عن الإصابة بفيروس الروتا فى إقليم شرق المتوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة