كاتب تركي: أردوغان يحكم بعقلية الدولة البوليسية التي تفتقر إلى القانون والعدالة.. وحقوق الإنسان بتركيا يُمكن وصفها بـ"المُفزعة".. سعيد سيفا لـ "اليوم السابع": علاقات وثيقة بين الإخوان والرئيس التركي

الأحد، 14 يونيو 2020 04:48 م
كاتب تركي: أردوغان يحكم بعقلية الدولة البوليسية التي تفتقر إلى القانون والعدالة.. وحقوق الإنسان بتركيا يُمكن وصفها بـ"المُفزعة".. سعيد سيفا لـ "اليوم السابع": علاقات وثيقة بين الإخوان والرئيس التركي سعيد سيفا
حوار – شيريهان المنيري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

•        أسرة أردوغان حققت ثروة من جراء الحروب المستمرة في ليبيا وسوريا

•        الإعلام التركي تحوّل إلى نشرة صحفية لأردوغان

•        جنود أتراك يقومون بتدريب أمن تميم ويعملون على تركيب القواعد العسكرية في الدوحة

•        الحكومة التركية أفرجت عن القتلى والمجرمين وتركت المعتقيلن السياسيين في مواجهة كورونا بالسجون

 

 

علاقات مشبوهة أصبحت لا تخفى على أحد تجمع بين النظام التركي وجماعة الإخوان الإرهابية والنظام القطري، هذا التحالف الذي يسعى منذ سنوات إلى ضرب أمن واستقرار المنطقة من خلال نشر الفوضى والقلاقل بين أبناء الشعب الواحد؛ أكد على ذلك الكاتب التركي سعيد سيفا في حواره مع "اليوم السابع"  لافتًا إلى العلاقات التي تجمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ودعمهما للجماعات المتطرفة في سوريا. وعن سبب الغزو التركي لليبيا أشار إلى أطماع أردوغان في السيطرة على الجوانب السياسية والاقتصادية بها، ضمن حلمه المزعوم بالخلافة الإسلامية.

هذا وانتقد الكاتب التركي الذي اضطر إلى مغادرة بلاده بعد تعرضه للتعسُف من قبل الحكومة التركية بسبب مهنيته ومحاولة نقل الواقع بكل حيادية؛ السياسات التركية التي أصبحت تعتمد على المركزية وقمع الحريات بعيدًا عن مفاهيم وأسس الديمقراطية. وإلى نص الحوار ...

سعيد سيفا (3)

بداية حدثني عنك وأسباب مغادرتك لتركيا ؟
 

أنا مالك ورئيس تحرير موقعين مهمين على الإنترنت في تركيا وهما Haberdar.com و Media Diem.. هابردار هي منصة إخبارية توجه انتقادات جادة لسياسات الحكومة التركية، وهناك عدد من المعارضين يُعربون عن آرائهم من خلالها. وللأسف حكومة تركيا تكره وسائل الإعلام التي تنتقد أعمالها غير الديمقراطية، وبالتالي فهي تقوم منذ فترة طويلة بقمع المنابر الإعلامية المستقلة والحرة وتعمل على إغلاقها. والكثير من الصحفيين في السجن لسنوات حتى الآن، كما أن بعض كتاب هابردار ومدير الأخبار في السجن أيضًا منذ سنوات، وقد أُجبرت على مغادرة بلدي عندما رفعت الدولة دعوى ضدي بسبب كتاباتي النقدية ونشراتي. والآن أعيش في كندا وأواصل القيام بواجباتي الصحفية بأقصى ما لدي من قدرات.

سعيد سيفا (1)

كيف ترى حُكم الرئيس أردوغان وحزبه العدالة والتنمية ؟
 

المشكلة الأساسية لإدارة أردوغان هي رفضه الاعتراف بأي حكم دستوري، والحكم التعسفي هو الأسلوب الأساسي لديه، ومن ثم فإن رغبات فرد واحد هي المُتحكمة بالحكومة التي يُسيطر عليها أما أعضاء آخرون في إدارة أردوغان أو أعضاء البرلمان والوزراء ممن ليس لديهم أي سلطة، كما أن أي شخص يجرؤ على الانتقاد يجد نفسه في السجن. ان حزب العدالة والتنمية الذي بدأ بتعهده بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتوسيع نطاق الديمقراطية، أصبح الآن مُنفذ للاستبداد؛ هذا وتُسيطر على البلاد عقلية الدولة البوليسية التي تفتقر إلى القانون والعدالة وحقوق الإنسان الأساسية. ان غالبية الناس يخافون من التعبير عن آرائهم، والفساد والإسراف ومنح الامتيازات على دائرتك الخاصة أصبح يُنظر إليها على أنها أمرًا طبيعيًا. لقد أصبحت تركيا دولة تحكمها أيديولوجية قبلية بعيدة عن الديمقراطية ولديها سياسات تهدف إلى الاستقطاب والتمييز وتسمية جميع المعارضين بالخونة.

 

هل لديك معلومات حول العلاقة بين قطر وتركيا ؟
 

العلاقة بين قطر وتركيا يجب النظر إليها على أنها علاقة بين أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد وليس علاقة بين البلدين. هي علاقة مالية لها جوانب سياسية وعسكرية. جزء كبير من الثروة التي حصلت عليها عائلة أردوغان بشكل غير قانوني يتم توجيهها إلى قطر، ثم يتم جلب هذه الأموال إلى تركيا عن طريق شراء الأراضي والعقارات وإنشاء شركات وهمية من قطر، ولا جدال في مصدر هذه الأموال عندما يمنح أمير قطر أردوغان طائرة بقيمة 400 مليون دولار، على الرغم من أنه من المعروف على نطاق واسع أن هذه الطائرة ليست بهدية، ولكن لم يتم إثبات هذه الافتراضات والاتصالات حتى الآن. أيضًا يتم تدريب أمن أمير قطر على يد جنود أتراك متقاعدين سابقين من خلال إدارة أردوغان، ويتم تركيب القواعد العسكرية في قطر من قبل مجموعات من الجنود الذين تم إرسالهم إلى هناك. وعلى الصعيد السياسي، تحظى الجماعات المتطرفة، لاسيما في سوريا، بدعم من الجهود المشتركة لإدارة أردوغان وقطر.

سعيد سيفا (4)

وماذا عن العلاقة بين النظام التركي وجماعة الإخوان الإرهابية ؟
 

هناك علاقة تاريخية وأيديولوجية بين جماعة الإخوان ومدرسة الإسلام السياسي التي ينتمي إليها أردوغان. وعندما أصبحت هذه الجماعة بلا قيادة، تطوّع أردوغان إلى الدور القيادي؛ فالهدف الأكبر لأردوغان هو أن يكون خليفة العالم الإسلامي، فقد أسس أردوغان جماعات مسلحة في الدول الإسلامية من خلال مجموعة السادات التي أنشأها عدنان تانري فيردي، أحد مستشاريه العسكريين والجنرال المتقاعد السابق، وقد نجح في السيطرة على جماعات الإخوان التي تُركت بلا قيادة في هذه المناطق. يمكننا القول إن جماعة الإخوان فقدت سلطتها القديمة وحددت قوتها المتبقية مع الأيديولوجية السياسية لأردوغان، كما أنه لا يتوقف عن استخدام تنظيم الإخوان في بلدان إسلامية آخرى، فهو يراها كقوة له في الخارج

 

 

لماذا تتدخل تركيا في شؤون ليبيا ؟
 

كان لدى أردوغان أفكار حول تشكيل جيش إسلامي يتألف من متشددين سريين وفقًا لأحلامه في أن يصبح خليفة لفترة من الوقت، وقد استخدم جماعات المعارضة في سوريا والإسلاميين المتعصبين في تركيا من أجل تحقيق هذا الحلم، ومن أجل بناء هذه المجموعات وتأمين السلطة الإقليمية، حاول أردوغان أن يأخذ كل من سوريا وليبيا تحت سيطرته؛ وفي البلدين، أعطى أهمية كبيرة لمجموعاته المدعومة ليصبحوا في مركز قوة وهم يعملون وفقًا لأيديولوجيته. علاوة على ذلك، فإن أسرة أردوغان في كل من ليبيا وسوريا حققت مكاسب وثروة من الحروب المستمرة، ومن خلال الاستثمارات التي قامت بها في الصناعات الدفاعية. على سبيل المثال لدى أحد صهري أردوغان شركات تعمل في صناعة الدفاع، وتستخدم الأسلحة والمعدات التي ينتجونها في ليبيا. وأرى أن السبب الرئيسي وراء وجود أردوغان في ليبيا هو رغبته في السيطرة على السلطة السياسية والموارد الاقتصادية.

سعيد سيفا (5)

هل ترى الإعلام التركي مهني ؟
 

بصرف النظر عن بضع القنوات، فإن وسائل الإعلام في تركيا تخضع لسيطرة إدارة أردوغان فقط، وبالتالي لا يمكنها أن تعمل بشكل مُستقل أو مهني، وتحولت القنوات الجديدة والصحف بالكامل إلى نشرة صحفية لأردوغان؛ فهي مُلزمة بالتصرف وفقًا لرغباته، وفي حين أن الصحفيين المُقربين من الحكومة يتقاضون رواتب، فإن الصحفيين المعارضين يتم مُعاقبتهم بوسائل مختلفة ويُسجَن العديد منهم.

 

هل لازال هناك مُعتقلين سياسيين في السجون التركية بالرغم من أزمة فيروس كورونا ؟
 

الحكومة قد أصدرت بعض القوانين أثناء أزمة كورونا، وقد تم إطلاق سراح تجار المخدرات والقتلة واللصوص والمجرمين العاديين بموجبها، بينما لم يتم تسريح أي من السجناء السياسيين، وللأسف هناك معلومات تفيد بأن بعضهم أصيب بالفيروس. وعلى الرغم من ذلك، لم تتخذ الحكومة خطوة إيجابية ولا يبدو أنها ستقوم بذلك.   

 

إذا طلبت منك وصف أوضاع حقوق الإنسان بتركيا في كلمة واحدة فما يُمكن أن تكون؟
 

إذا كان عليّ أن أصف حقوق الإنسان في تركيا بكلمة واحدة، فستكون "مُفزعة".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة