تستمر الأزمات السياسية بشكلها التقليدى فى الوقت الذى يعانى فيه البلد الكاريبى من أزمة صحية كبيرة، وتلاحق المشاكل السياسية الرئيس نيكولاس مادورو رغم الانشغال بأزمة كورونا.
وعينت المحكمة العليا الفنزويلية أعضاء اللجنة الوطنية الانتخابية فى فنزويلا والتى ستشرف على الانتخابات البرلمانية المرتقبة وتترأسها القاضية إنديرا ألفونزو التى تفرض عليها كندا عقوبات، وهى أول أزمة سياسية تهدد الحكومة الفنزويلية فى الاسبوع الجارى، خاصة وأن هذا القرار لاقى العديد من الانتقادات من قبل المعارضة التى رفضت الاعتراف بتلك اللجنة ووصفها بـ"الباطلة".
ووفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية فإن ألفونزو تفرض عليها كندا عقوبات لاتهامها بالمشاركة فى تدهور الوضع السياسى فى فنزويلا بعد اعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو، وبتعيين ألفونزو ، انتزعت محكمة العدل الفنزويلية العليا التى تتهمها المعاضة بالانحياز لمادورو ، صلاحيات تعود إلى الجمعية الوطنية (البرلمان الفنزويلى) وهو المؤسسة الوحيدة التى تسيطر عليها المعارضة.
ومن ناحية أخرى، هوى إنتاج النفط في فنزويلا، التي تستحوذ على أكبر احتياطي في العالم من الخام، إلى أدنى مستوى منذ 75 عاما، حيث لا تزال العقوبات الأمريكية تعرقل صادرات البلاد، وخفضت شركة النفط المملوكة للدولة "بتروليوس دي فنزويلا إس إيه" إنتاجها إلى نحو 374 ألف برميل يوميا منذ يوم الأربعاء،ويعني هذا أن إنتاج البلاد من النفط هو الأدنى منذ عام 1945، وذلك يعود إلى العقوبات الامريكية التى جعلت معظم مشترى النفط يبعدون عن الخام الفنزويلى، وجاء في الوثيقة أن إنتاج الشركة الفنزويلية من النفط جاء منخفضا بنسبة 57% عما تم التخطيط له.
ولم تقف الازمات عند هذا الحد فى فنزويلا ، بل جاء أمر اعتقال أليكس صعب، رجل الاعمال الكولومبى من اصل لبنانى ، الرجل المقرب من مادورو، فى الرأس الأخضر، أمس السبت، حسبما أعلنت محاميته ، وذلك لأنه يواجه تهما امريكية بغسيل أموال اضافة إلى اتهامات بأعمال غير مشروعة فى 9 دول منها ايطاليا.
وبعد اعتقاله ، ردد الكثيرين سؤال من هو أليكس صعب وصلته برئيس فنزويلا، وحزب الله ،ولماذا هو مطلوب من الانتربول.
وقالت صحيفة "لا اوبنيون" الكولومبية إن السلطات الأمريكية تتهم صعب بغسل الاموال وإبرام صفقات تجارية غير قانونية مع حكومة مادورو والذى ساعده فى تعزيز قوته،وذلك فى ارخبيل الجزيرة الإفريقية فى الرأس الأخضر، وتم اعتقاله اثناء توقف طائرته للتزويد بالوقود عندما كان متوجها الى كاراكاس من طهران، فكان صعب الوسيط بين إيران وفنزويلا عبر صفقات النفط بينهما مقابل الذهب التى تمت فى الآونة الأخيرة.
وولد اليكس صعب فى بارانكويلا عام 1971 ، وفى 9 يونيو أكد المكتب المدعى العام أن مجموعة متخصصة فى الاصول المالية أكدت أن جزءا كبيرا من مال صعب غير مشروع والذى تم من خلال عمليات مالية غير نظامية.
وحسب التقرير فإنه لدى صعب قصر تبلغ قيمته 28 مليار بيزو، وشقة ، وثلاث مرائب، وجهت وزارة الخزانة الأمريكية اتهامات لصعب بغسيل الأموال وتقديم رشاوى لمسؤولين في فنزويلاو من أجل تحويل أموال بقيمة 350 مليون دولار إلى حسابات خارجية، ضمن برنامج يهدف إلى خدمة الجياع في في فنزيلا.
وتقول واشنطن إنه عوضا عن توزيع المواد الغذائية على الفقراء في فنزويلا، فإن مادورو يقوم توزيع هذه المواد على الموالين له.
وذكر وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوشين، أن صعب متورط مع نظام مادورو في استغلال الطعام من أجل استغلال السكان الجائعين وتوزيع المكافأة على المؤيدين ومعاقبة المعارضين، وقد حصلوا على مئات الملايين من الدولارات بسبب الأمر.
وفى حال ثبوت ادانته فإنه سيُحكم عليه فى الولايات المتحدة الامريكية بالسجن لمدة تصل الى 20 عاما ، حيث أنه بالاضافة الى التهم السابقة، فإن الولايات المتحدة الامريكية تتهم صعب بالعمل كواجهة لمادورو فى شبكة تهريب المخدرات وغسيل الاموال.
ورحبت المعارضة الفنزويلية برئاسة خوان جوايدو باعتقال صعب، واعتبر خوليو بورخيس نائب زعيم المعاضة خوان جوايدو أن "اعتقاله يمثل ضربة قوية لهيكلية النظام، ويظهر أن الفنزويليين ليسوا وحدهم، وأنه مع مادورو لا يوجد مستقبل، ولا حتى لداعميه".
وكان صعب وزوجته الايطالية كاميلا فابري يخضعان للتحقيق فى ايطاليا بتهمة غسل الاموال ايضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة