الفن هو لغة خاصة من يتقنها ويتعامل بها، تمنحه تفاصيلها حالة مختلفة وتكون قائده إلى عالم مختلف من الجمال، سواء جمال الروح أو جمال الفعل، وليس المطلوب أن تكون دارس أو متخصص، يكفيك فقط أنك تكون محبا للفن، وعليك أن تفكر في كل الأوقات أنك بالتأكيد لديك الوقت ولو لمرة واحدة الفرصة لذلك، فقد تكون هذه اللحظة فارقة عندك وعند آخرين، فهل تصدق أن عجوز تجاوز عمره الـ 96 عاما أخذ من الفن وسيلة لحماية قريته من الهدم .
كانت هذه حكاية قرية أصبحت الأن مزارا للسياح فى تايوان، والتى ذكر موقع "Herbeauty" أنها فى يوم من الأيام كانت مجرد قرية صغيرة في منطقة نانتون، تايتشونج كانت تأوي أكثر من ألف عائلة، و تم بنائها في البداية كسكن مؤقت للجنود، لكن على مر السنين ابتعد الناس عنها، بينما بعض الجنود السابقين وأسرهم بقوا وقرروا جعل هذا المكان منزلهم الدائم.
هوانج يونج فو، هو جندي سابق يبلغ من العمر 96 عامًا، هو واحد من القلائل الذين بقوا فى القرية وعاش فيها لمدة 40 عامًا تقريبًا، على الرغم من أن القرية أصبحت مهجورة تقريبًا، ولم يتبقى فيها سوى 11 منزلاً فقط بينهم منزل هوانج .
وبعد أنه هجر القرية سكانها، والمنطقة أصبحت فرصة لشركات الاراضى بالتوازي مع خطة الحكومة لهدم هذه القرية، لم يكن هوانغ يونغ فو سعيدًا بهذا التطور، فلم يكن يتخيل يوما أن منزله الذى عاش فيه واصبح وطنه سيتم هدمه.
و بدلاً من الذعر أو البحث عن مكان للعيش فيه ومغادرة القرية، لجأ إلى الفن لإنقاذ قريته، ولم يكن لدية اى تدريب كمحترف، فقط كان والده علمه بعض المهارات فى الرسم حين كان صغيرا، لكنه قرر أن يرسم منزله من الخارج والطريق المؤدى إليه، وبعد ذلك بقية الشارع بألوان قوس قزح، وجعل المكان كله يبدو أكثر حيوية وإمتاعًا للعين.
عندما اكتشف الناس هذه القصة، بدأ الكثير منهم يطلب منه رسم منزله حتى تحولت القرية كلها للوحة متناغمة توحى بالتفاؤل، وانتشرت قصة القرية حتى قام الكثيرون من خارجها بزيارتها والتقاط صور لهذا الفن الملون الذي قام به الجد هوانج .
لم تنتهى قصة العجوز مع الفن عند هذا الحد، وإنما في بعض الأيام يستيقظ هوانج يونج فو في الساعة 3 صباحًا لبدء الرسم، و يخطط لمواصلة طلاء القرية بألوان قوس قزح حتى بعد أن يبلغ من العمر 100 عام.