حسن الخاتمة لأهل القرآن الكريم، لحظات قليلة رصدها نجل الشيخ الجليل عبد العاطى على عبد الجليل أشهر وأقدم محفظ للقرآن الكريم بمدينة إسنا، والذى يحفظ كتاب الله منذ أكثر من 60 سنة، وهو يتلو آيات من الذكر الحكيم غى لحظاته الأخيرة قبل وفاته متأثراً بإصابته بفيروس كورونا فى السادسة صباح اليوم الإثنين، وبعد وفاة الشيخ عبد العاطى البالغ من العمر 86 سنة تحولت صفحات أهالى مدينة إسنا لواجب عزاء على روح الشيخ الأشهر بين الأهالى بالمدينة.
وفى هذا الصدد صرح محمد عبد العاطى نجل الشيخ عبد العاطى على عبد الجليل أقدم وأشهر محفظ للقرآن الكريم بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، بأن والده شعر بتدهور فى حالته الصحية وظهرت عليه بعض الأعراض خلال الأيام الماضية، وتم التواصل مع أهل الخير وقيادات الصحة بإسنا من محبى وتلاميذ الشيخ، والذين قاموا بتوفير اللازم وتم عمل مسحة له مؤخراً وظهرت نتيجتها فجر اليوم الإثنين، بالنتيجة الإيجابية وتقرر له النقل لمستشفى إسنا للعزل الصحى فى تمام الثامنة صباحاً، وكانت الأسرة تنتظر وصول سيارة الإسعاف صباحاً لنقله لمستشفى العزل، ولكن قضاء الله كان أسبق وتوفى والده فى السادسة صباحاً.
وأضاف نجل الشيخ الجليل عبد العاطى محمد عبد الجليل فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن والده شهيد كورونا من مواليد عام 1934 من منطقة الحجز بحرى بمدينة إدفو، وحصل على الثانوية الأزهرية من محافظة قنا، حيث حفظ القرآن فى طفولته قبل أن يبلغ من العمر 10 سنوات، وتم تعيين مقيماً للشعائر الدينية بمدينة إسنا، وظل يحفظ أهالى المدينة القرآن الكريم منذ أكثر من 60 سنة، حيث أنه ممن حفظوا القرآن على يديه موظفين بالمعاش حالياً، وقد وافته المنية وهو يبلغ من العمر 86 سنة.
وعن فترة عمل والده بالأوقاف مقيماً للشعائر، أكد نجل الشيخ عبد العاطى عبد الجليل، أن والده عمل لعدة سنوات مقيم شعائر فى مسجد الضوى وكذلك المسجد الكبير بمدينة إسنا، وتم خلال فترة عمله وتحفيظه للقرآن الكريم، دعمه من الوازرة وكبار رجال الأعمال وتكريمه بمئات شهادات التقدير وكذلك قدم له رجل أعمال شهير بالقاهرة رحلة عمرة فى مسابقة دينية لدوره فى خدمة كتاب الله وأهل المدينة وتحفيظهم القرآن حيث أدى مناسك العمرة فى عام 2009.
وعن تفاصيل الإصابة بكورونا للشيخ عبد العاطى أقدم محفظ قرآن بمدينة إسنا، يقول نجله لـ"اليوم السابع"، أنه بدأت ظهور أعراض بسيطة على والده منها فقدان حاسة الشم والسخونة والكحة، وقام على الفور بالتواصل مع مسئولى مديرية الصحة والإدارة الصحية بإسنا، وتم عمل مسحة لوالده ولكن حالته الصحية تدهورت فى ساعات قليلة، وأبلغه أحد الأطباء فجراً بإيجابية حالة والده، وأن الصحة قررت نقله لمستشفى العزل وسيارة الإسعاف ستصل لمنزلهم فى الثامنة صباحاً، قائلاً: "أبلغت والدتى بالأمر وجهزنا كل المطلوب وجلست بجوار والدى الذى كان طوال تواجده على جهاز التنفس الصناعى يتلو آيات من الذكر الحكيم، وقررت تسجيل مقطع له للذكرى ونشره على مواقع التواصل بعد شفاؤه، ولكن الله أراد أن ينتقل للرفيق الأعلى قبل نقله للمستشفى بساعتين فى السادسة صباحاً، وقمنا بدفنه فى مسقط رأسه بمدينة أدفو فى محافظة أسوان بمقابر العائلة، وقررنا عدم إقامة عزاء لمنع التجمعات وحماية الأهالى للإشتباه فى إصابتى ووالدتى بالفيروس لكوننا مخالطين لوالدى رحمه الله".
وأكد محمد عبد العاطى نجل الشيخ عبد العاطى على عبد الجليل أقدم وأشهر محفظ للقرآن الكريم بمدينة إسنا، على أنه قرر نشر المقطع لوالدته على صفحته بـ"فيس بوك" لحث الأهالى على الدعاء له بالرحمة لكون الجميع كان يعشقه ويحبونه طوال حياته فى مدينة إسنا، وعن حالته الصحية ووالدته أكد نجل الشيخ المتوفى، أنه يعانى من أعراض بسيطة جداً هو ووالدته وهى عبارة عن فقدان حاسة الشم، ويحتاجون لمسحة سريعة والأهم عنده والدته لحمايتها من الإصابة وتدهور حالتها الصحية لكونها كبيرة فى السن وتحتاج للدعم الصحى بمستشفى وليس بالمنزل.
ورصد "اليوم السابع" فى مشهد رائع لحسن الخاتمة بعد الإصابة بفيروس كورونا لأحد أشهر محفظى القرآن الكريم بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، نشر نجل الشيخ الجليل عبد العاطى على عبد الجليل أحد أقدم وأشهر محفظى للقرآن الكريم بقرى ونجوع مدينة إسنا، فيديو على موقع التواصل الإجتماعى لوالده فى لحظاته الأخيرة وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم.
وتفاعل الآلاف من أبناء مدينة إسنا مع الفيديو الذى نشره محمد عبد العاطى، وكتب عليه: " اللهم احسبه من الشهداء يارب.. عليك رحمه الله يا ابي"، حيث تلى المرحوم الشيخ الشيخ عبد العاطى على عبد الجليل، عدد من آيات القرآن الكريم وهو على جهاز التنفس الصناعى، وتداول العشرات من أبناء المدينة مقطع الفيديو وهم يترحمون على أقدم مشايخ تحفيظ القرآن الكريم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة