ومن أجواء الرواية:
لم أعد أدرى ما يدور حولى، يبدو أننى غرقت فى غيبوبة كاملة، كنت أهذى بكلمات غير مفهومة، هل أنا فى القطب الجنوبى أم القطب الشمالى؟! أين أنا؟! لا أحد يجيب.. متحف الشمع كامل العدد، والكائنات الشمعية نادراً ما تنطق! ما هذا البرد القارس؟! الأمر لا يحتاج إلى كثير من الذكاء لأعرف فى أى قطب أنا الآن.. الثلج الأبيض يحاصر المكان، والجبال الشاهقة مكسوة بقطع الجليد الشهباء، أركب زلاجة تنطلق بى فوق الجليد الساحر بلا قائد ولا حتى عجلة قيادة، ألمح فى مكان ما بالقرب من الجبال البيضاء دببة صغيرة ناصعة البيضاء كأنها ترتدى فراء من الثلج تلهو مع بعضها فى انسجام أثيرى دافئ ! أدير رأسى فى حركة لولبية تطوف كل الاتجاهات كالمجنون حتى رأيته، دب أبيض شرس الملامح غاضب ثائر لا أدرى لماذا، ولا من أغضبه؟! ضخم الجثة، هائل الحجم هاهو يقترب منى ببطء، والشرر يتطاير من عينيه الحمراوين كقطعتى من الجمر المتقد، ويكشر عن أنيابه البارزة اللامعة، وفجأة وبلا مقدمات انتصب واقفاً على قدميه الخلفيتين، ووضع يده فوق كتفى، وصرت أنا تحت سيطرته تماما مثل جرذ مذعور وجد نفسه فى مصيدة رجل شرير! صرخت فى نفسى، وشهقت فى داخلى.