ظلمت شهرة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الفنان الموهوب سعد عبدالوهاب ابن شقيقه وظل سعد عبدالوهاب في مرحلة من النجومية والشهرة لم يتخطاها بسبب لعنة محمد عبدالوهاب عليه ، والحقيقة أن سعد عبدالوهاب لم يبتعد عن شكل ومضمون عمه فقد قلده وملامح الشبه العائلي كانت نقمة بالنسبة له .
سعد عبد الوهاب
سعد عبد الوهاب ورث عن محمد عبد الوهاب الوسواس ورفض القبلات ووضع النشيد الوطني للإمارات واليوم تمر ذكري ميلاده فهو من مواليد 16 يونيو 1929 م وقد تخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1949م وفي مشواره السينمائي 7 أفلام ترك بها بصمة في عالم الفن، على الرغم من قلة أعماله الفنية، وإبتعاده عن الوسط الفني.
قدم 7 أفلام
سعد ورث عن عمه الصوت الجميل ووالده رفض إحترافه الفن مبكراً وقد عاش طفولته وشبابه في رعاية محمد عبدالوهاب وبعد تخرجه عمل مذيعاً في الإذاعة المصرية لمدة خمس سنوات، وكان يمتلك صوتاً جميلاً، فقرر الإتجاه للغناء لكن والده رفض أن يدخل المجال الفني، قبل إنهاء دراسته أما اكتشافه في السينما فقد إكتشفه حسين فوزي في عام 1949 ورشحه ليقدم دور البطولة أمام نعيمة عاكف في فيلم "العيش والملح"، وقدم بعدها مع فوزي فيلم "أختي ستيتة" من بطولة الشحرورة صباح، وفي عام 1950 شارك نعيمة عاكف بطولة فيلم "بلدي وخفة"، وفي العام نفسه عاد ليشارك مع صباح في فيلم "سيبوني أغني"، وبعدها بعام قدم فيلم "بلد المحبوب"، وفي عام 1955 قدم فيلم "أماني العمر" مع ماجدة، وفي عام 1957 شارك مع إيمان وأحمد رمزي بطولة فيلم "علموني الحب"، والذي حقق بأغنياته شهرة واسعة، ومنها أغنية "الدنيا ريشة في هوا" والتي أعاد محمد منير غناءها مرة أخرى، وقدم مسلسلاً إذاعياً بعنوان "حياتي" في عام 1962، وعلى الرغم من قلة أعماله التمثيلية، لكنها حققت نجاحاً كبيراً.
تربية سعد عبد الوهاب المحافظة والدينية، جعلته يستشير الشيخ محمد شلتوت قبل دخوله المجال الفني، والذي نصحه بأن يقدم أعمالاً هادفة، وألا يغني للسكارى أو يقدم أعمالاً تثير الغرائز، وهذا ما جعله يرفض تقديم بعض الأعمال السينمائية التي تحتوي على القبلات وإلى جانب الغناء، قدّم سعد عبد الوهاب تجارب في التلحين لشريفة فاضل وصباح وفايدة كامل ومحمد قنديل.
إبتعد عن الساحة الفنية وعمل مستشار الأغنية الوطنية في الإمارات وفي عز نجوميته ونجاحه فضّل سعد عبد الوهاب الإبتعاد عن الفن، وعاش في السعودية فترة وذهب لأداء العمرة هناك، فجاءه عرض للعمل كمستشار للإذاعة، وحاول خلال هذه الفترة الإبتعاد عن الإيقاعات الراقصة والتركيز على الأغنيات الروحانية، وبعدها سافر إلى الكويت والبحرين والإمارات وعمل مستشاراً للأغنية الوطنية بالإذاعة ووضع لحن السلام الوطني الإماراتي، وعاش فترة في لندن وسجّل بعض سور القرآن الكريم قبل أن يقرر العودة إلى القاهرة مرة أخرى، لكنه إنعزل عن الوسط الفني وعاش مع إبنيه.
وواجه سعد عبد الوهاب شائعات كثيرة حول علاقته بعمه محمد عبد الوهاب، وبأن عمه هو السبب وراء سفره إلى السعودية، خوفاً من أن يحقق سعد نجاحاً أكبر منه، إلا أن ابن سعد عبد الوهاب الأصغر في لقاء له نفى الأمر، وقال إن موسيقار الأجيال كان يساعد والده ويعطيه دائماً ألحاناً خاصة له، وأن العلاقة الأسرية بينهما كانت جيدة.
في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2004 رحل سعد عبد الوهاب، بعد أن عانى من المرض ثلاث سنوات، وتوفي في مستشفى فلسطين عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاماً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة