أكرم القصاص - علا الشافعي

22 عاما على رحيل إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.. القدر لم يمهل صاحب أشهر خواطر عن آيات القرآن لاستكمال تفسير كتاب الله.. شارك فى الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطانى..وسر عدم جلوسه على مقعد وزير الأوقاف

الأربعاء، 17 يونيو 2020 12:30 م
22 عاما على رحيل إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.. القدر لم يمهل صاحب أشهر خواطر عن آيات القرآن لاستكمال تفسير كتاب الله.. شارك فى الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطانى..وسر عدم جلوسه على مقعد وزير الأوقاف الشيخ محمد متولى الشعراوى
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حينما تستمع إليه وهو يفسر القرآن الكريم تشعر وكأن كل حرف من حروف كتاب الله عز وجل ينبض بالحياة فتتشكل هذه الحروف والكلمات معا صورة حية ومبسطة لكل آية كريمة، حتى أنك لن تحتاج بعد ذلك إلى البحث والتنقيب فى كتب التفسير، وربما استطعت من هذا التفسير المبسط أن تحفظ هذه الآيات عن ظهر قلب بسهولة ويسر.

الشيخ الشعراوى مع أسرته
الشيخ الشعراوى مع أسرته

 

منذ عام 1980 كانت الأسر المصرية والعربية تلتف حول شاشة التليفزيون للاستماع إلى خواطر الإمام الشعراوى حول القرآن الكريم التى كانت وما زالت علامة فارقة فى تاريخ تفسير القرآن الكريم، لما بها من بساطة يستطيع فهما الأمى أو من حصل على قدر بسيط من التعليم، كما أن محبة الشيخ الشعراوى والقبول الذى قذفهما الله سبحانه وتعالى فى قلوب الملايين من المسلمين فى مصر والعالم جعل الأمر أسهل، حتى لقب بـ"إمام الدعاة".

الشعراوى
الشعراوى

فى 15 إبريل عام 1911، كانت قرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، على موعد ولادة أحد أشهر مفسرى معانى القرآن الكريم فى العصر الحديث، الشيخ محمد متولى الشعراوى.

حفظ الشعراوى القرآن الكريم فى سن مبكرة، وألحقه والده بالأزهر، وأظهر نبوغاً منذ الصغر فى حفظه للشعر والمأثور وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه فى الثانوية الأزهرية، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، انشغل الشعراوى مع زملائه بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فحركة مقاومة المحتلين الإنجليز عام  1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التى تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين، فكان يلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة.

الشيخ   الشعراوى
الشيخ الشعراوى

 

التحق الشيخ الشعراوى بكلية اللغة العربية عام 1937م، وتخرج فيها عام 1941، ثم عين فى المعهد الدينى بطنطا، ثم المعهد الدينى بالزقازيق، كما عمل فى المعهد الدينى بالإسكندرية، ثم أعير للعمل أستاذاً للشريعة فى جامعة أم القرى فى السعودية، وفى جامعة الملك عبد العزيز فى مكة، حتى منعه عبد الناصر فى عام 1963 من العودة إلى السعودية مرة أخرى بسبب خلاف بين عبد الناصر والملك سعود.

ويروى الشعراوى جزء من هذه الفترة قائلاً:"حينما استقلت الجزائر أرسلنى عبد الناصر إلى هناك ومكثت فيها 6 سنوات وبعد وفاة عبد الناصر، أرسل لى الرئيس محمد أنور السادات بأن أذهب إلى السعودية بعد عودة العلاقات معها، وظللت هناك حتى عام 1976 إلى أن استدعانى السفير المصرى وقال لى رئيس الوزراء ممدوح سالم يريد محادثتك تليفونيا وفوجئت به يطلب منى أن أكون معه فى الوزارة لكنى رفضت بسبب قانون 103 الذى سلب كل شيء من شيخ الأزهر، فقال لى تعالى واكتب مذكرة وأنا أقدمها وأدافع عنها وإن لم يستجيبوا سأخرج أنا وأنت".

الشيخ الشعراوى مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات
الشيخ الشعراوى مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات

 

كما يحكى الشعراوى فى لقاء تليفزونى أنه كان لا يجلس على مكتبه فى وزارة الأوقاف وحينما سأله رئيس الوزراء ممدوح سالم عن سر ذلك قال له :"حتى أكون قريبا من الباب لما تمشونى"، غير أنه استقال من منصبه هذا نهاية عام 1978.

اختير الشيخ محمد متولى الشعراوى، عضوًا فى مجمع اللغة العربية وذلك عام 1987، لقد انتقل بين عدد من المناصب، ومنها على سبيل الذكر، عين مديراً للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف عام 1961، وفى العام التالى عين مفتشاً لعلوم اللغة العربية بالأزهر الشريف، وفى عام 1972، عين رئيساً لقسم الدراسات العليا لجامعة الملك عبد العزيز، فى عام 1980، عين عضواً بمجمع البحوث الإسلامية، كما اختير عضواً بمجلس الشورى.

الشعراوى مع الدكتور مصطفى محمود
الشعراوى مع الدكتور مصطفى محمود

 

اشتهر الشيخ محمد متولى الشعراوى، ببرنامج خواطر الشعراوى لتفسير القرآن الكريم، والذى بدأه على التليفزيون عام 1980، وانتهى حتى أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف، غير أن وفاته حالت دون استكمال بقية القرآن الكريم، ورغم قدرته على التفسير وقدرته على إيصال معانى القرآن الكريم للمستمعين قال الشعراوى عن برنامجه هذا:"خواطرى حول القرآن الكريم لا تعنى تفسيراً للقرآن، وإنما هى هبات صفائية تخطر على قلب مؤمن فى آية أو بضع آيات، ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره.

وفى 15 إبريل 1976، منح الشعراوى وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وذلك قبل توليه منصب وزارة الأوقاف، وفى عام 1983، منح وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وفى عام 1988، منح وسام فى يوم الدعاة، كما اختير عضواً بالهيئة التأسيسية فى مؤتمر الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والسنة النبوية، وذلك من قبل رابطة العالم الإسلامى بمكة المكرمة.

زيارة الشيخ الشعراوى للهند عام 1979
زيارة الشيخ الشعراوى للهند عام 1979

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة