واصل مركز الأزهر العالمي للفتوى حملته الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بأمهات المؤمنين زوجات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان ما لهن من فضائل، حيث تتضمن الحملة التعريف بهن نسبًا ونشأة، وما لهن من مآثر، ومنزلة عالية عند المصطفى صلى الله عليه وسلم، وجهودهن في خدمة الإسلام والدّعوة إليه سواء في حياة النبي أو بعد وفاته.
كما تبيّن الحملة إرشاداتهن في جانب الحياة الأسرية للعمل على استقرارها، كذلك الحياة الاجتماعية، وما يجب على المسلم تجاههنّ من حب وأدبٍ مع سيرتهن يناسب قدر صاحبات هذا المقام الشّريف، امتثالًا لما جاء في القرآن الكريم.
واستعرض المركز فى رسالته الجديدة سيرة "السَّيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها"، حيث عمل النَّبي ﷺ في تجارتها، ثم تزوجها وهو في سنِّ الخامسة والعشرين، وهي يومئذٍ في سنّ الأربعين،فكانت أول زوجاته، وأمّ جميع أولاده عدا سيدنا إبراهيم.
وهي أول من آمن بدعوة الإسلام، وأول من توضأ وصلَّىٰ بعد النبي ﷺ.
ثم هي الحانية، الحكيمة، العاقلة، النبيلة، المؤيدة لدين الله، المواسية لسيدنا رسول الله بنفسها ومالها، وهي التي صبرت مع رسول الله ﷺ علىٰ حصار قريش لبني عبد مناف في شِعب أبي طالب ثلاث سنوات كاملة، وقد كان ﷺ طيلة حياته وفيًّا لها، بارًّا بها، مُكرِمًا لآلها وصديقاتها، ومُعترفًا بجميلها، كثير الحديث عنها،استمر زواجها من رسول الله ﷺ أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر، ولم يتزوج ﷺ غيرَها في حياتها،واستحقت رضِيَ اللهُ عَنْهَا أن تكون من أفضل نساء أهل الجنة؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ.
قَالَ: «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟».
فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمران» أخرجه أحمد.
وتُوفِّيت رضي الله عنها قبل هجرته ﷺ بثلاث سنين ولها من العمر خمس وستون سنة، فحزن عليها ﷺ حُزنًا شديدًا، وسُمّي عامُ وفاتها بـ«عام الحزن»، وهو العام الذي توفي فيه عمه أبو طالب الذي كان يحوطه ويحميه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة