أكد الدكتور أحمد المفتى، أستاذ القانون الدولى السودانى، والعضو السابق في وفد الخرطوم بمفاوضات حوض النيل، أن مفاوضات سد النهضة منذ عام 2011 لا تتكلم عن الأمن المائى والإحتياجات الحالية والمستقبلية لدولتى المصب "مصر والسودان" وأمان السد، لافتاً إلى أن هناك ضعف شديد في آمان السد .
وأضاف المفتى في لايف أجرته أسماء نصار عبر الصفحة الرسمية لجريدة "اليوم السابع" على الفيس بوك أن هناك التزام في البند رقم 8 من إعلان المبادئ بأن تستكمل إثيوبيا أمان السد ولم تستكمله، بالإضافة إلى ذلك هناك دراسات اقتصادية واجتماعية وبيئية حول تأثيرات السد.
وأكد المفتى أن النقطة الهامة هي أنه لابد أن يكون هناك اتفاق نهائي ملزم قبل البدء في ملء السد، وهذه الأشياء لم يتم الاتفاق حولها، بل في آخر جلسة عقدت بين الثلاث دول لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي ملزم قبل ملء السد خاصة أن إثيوبيا أعلنت على لسان رئيس وزرائها انها سوف تبدأ في ملء السد يوليو المقبل وحتى الآن لا يوجد أى اتفاق واتضح ان هناك خلافات قانونية كثيرة جدا احيلت إلى لجنة قانونية من الدول الثلاثة وكان من المفترض أن تقدم تقرير عن الأربع نقاط التى أحيلت لها، والأنباء التي يتم تداولها أنه تم رفع الآمر إلى رؤساء الوزراء ما يعنى أن المفاوضات التي بدأ في 2011 بين وزراء الرى فشلت فشل ذريع .
وأوضح المفتى أن السودان هي الأكثر تأثراً من سد النهضة، لافتقاده لعناصر الأمان، وأيضاً لتأثيره على حصة الخرطوم المائية، مؤكداً أن إثيوبيا ترفض الالتزام بالحصص التاريخية لدولتى المصب "مصر والسودان".
وقال المفتى إنه رفض الاشتراك في مفاوضات سد النهضة منذ البداية، لكنه يراقب الوضع ويعرف كل التفاصيل، ومنها تقرير اللجنة الدولية الصادر سنة 2013، الذى تحدث عن آمان السد، وقال: "تحدثت الدراسات عن ضرورة إجراء دراسات اقتصادية واجتماعية وبيئية لتوضيح تأثيرات السد، لكن هذا لم يحدث، وهذا في حد ذاته أمر غريب جدا، لأن الدراسات ان من المفترض أن تبدأ قبل التشييد، لكن الآن السد أقترب من الاكتمال، كما اننا ركزنا على الدراسات ولم نتحدث عن الامن المائى".
وأضاف المفتى: "السودان ما عنده حصة مياه، ومش هايلقى مياه، هل هناك تأثيرات سلبية أكثر من ذلك"، مشدداً على أن مشكلة الأمن المائى لم تحسم حتى اليوم ولم تناقش بجدية خلال المفاوضات، موضحاً أن هناك آثار سلبية وبيئية كثيرة للسد على السودان، مشيراً إلى أنه سيكون الأول تأثرا بد أيام قليلة من بدء ملئ السد، لذلك فإن السودان ستكون الأكثر تضرراً حتى من مصر.
ووصف المفتى مفاوضات سد النهضة بأنها "عبثية" لأنها تتفاوض منذ 2011 وإثيوبيا لا تعترف بمخرجات المفاوضات فهى تعتقد أن المياه مثلها مثل البترول من حقها أن تتصرف فيها بمفردها، وتجود على مصر والسودان بما هو مناسب في تقديرها بدون أي التزام لذلك لابد من البحث عن مسار آخر غير المفاوضات الذى أثبت فشله وقد تحدث مواجهة، لابد من حل عادل ومنصف مستدام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة