أغتيل في قبرص يوم 18 فبراير عام 1978 الروائي الكبير ووزير الثقافة يوسف السباعي بعد حضوره مؤتمراً آسيوياً أفريقياً بإحدى الفنادق هناك وقتله رجلان في عملية أثرت على العلاقات المصرية - القبرصية وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض علي القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد، واستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز (DC8) للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، واتهمت لاحقا منظمة أبو نضال بالجريمة .
محمد رياض جسد يوسف السباعي
تلك الواقعة ظلت حبيسة الأدراج لم يتناولها أي عمل فني حتي جاء الفنان محمد رياض وقرر أن يجسد شخصية الراحل يوسف السباعي ويتناول مسيرته وعملية اغتياله ليكون هو الممثل الأول والأخير الذي قدم تلك الشخصية المهمة في الأدب والسياسة المصرية واليوم 17 يونيه يتزامن مع ميلاد هذا القيمة والقامة الكبيرة لنتذكر تفاصيل من مسيرته ومسلسله .
المسلسل انتج عام 2003 بعنوان " فارس الرومانسية " من تأليف الكاتبة اميرة أبو الفتوح وإخراج صفوت القشيري وشارك في هذا العمل كم كبير من النجوم منهم سوسن بدر واحمد خليل ورانيا فريد شوقي ومحمود الجندي والمسلسل تعرض للسيرة الذاتية للأديب الكبير الراحل يوسف السباعي منذ طفولته مرورا بشبابه ودراسته في الكلية الحربية وقربه من الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر ورفاقه واهتمامه بالثقافة والآداب ثم توليه وزارة الثقافة والإعلام وعلاقته بالرئيس السادات وتأيده لأتفاقية السلام (كامب ديفيد) ثم اغتياله على أيدي مجموعة من المتطرفين في قبرص.
محمد رياض في مسلسل فاريس الرومانسية
يوسف السباعي لم يكن مجرد أديب عادي لكنه أديب وعسكري ووزير مصري سابق، تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وعمل مديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين وصدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.