مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية المقررة فى نوفمبر القادم، تظهر أهمية المجتمع اللاتينى "هيسبان" فى المجتمع الأمريكى، وذلك لتأثير أصواتهم على الانتخابات الأمريكية، حتى أن الرئيس الحالى دونالد ترامب والديمقراطيين يدركون تماما أهمية التصويت اللاتينى، الذى ساعد ترامب عام 2016 فى الفوز فى ولاية فلوريدا بشكل خاص.
وكشف استطلاع أجرته مؤسسة "Abacus Data"، أن 19% من اللاتينيين سيصوتون لصالح دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل، أى فى الوقت الذى سيصوت 61% للمرشح الديمقراطى جو بايدن.
ويتماشى هذا الاستطلاع مع الاستطلاع الأخير الذى أجرته المؤسسة فى أبريل الماضى، والذى أظهر دعما لبايدن بـ56% من الأمريكيين ذوى الأصل اللاتينة، و22% سيذهبون إلى ترامب، فى حين أن الباقى لم يقرر أى منهما.
ووفقا لمحللى المؤسسة فإن "الاقتصاد لن يكون كافيا لإنقاذ ترامب"، وقال بروس أندرسون، أحد مؤلفى الاستطلاع، فى بيان أنه "خلال فترة رئاسته، حتى مع وجود اقتصاد قوى لفترة طويلة، واجه ترامب صعوبة في اكتساب الثقة ولم يكن مستوى موافقته بالكاد على الإطلاق" فوق 50%".
وأضاف: "واليوم مع الركود العميق والوباء فإن الصبر على هذا النهج يضعف"، مشيرا إلى أن الاستراتيجيين الجمهوريين مقتنعون بأن الطريقة الوحيدة لترامب للفوز في هذه الانتخابات هي إيجاد طرق لمنع التصويت أو استبعاد الناخبين الذين يريدون التغيير".
والأمر المقلق بالنسبة لترامب هو أنه في الولايات المفصلة الرئيسية، مع نمط تصويت مرن للغاية مثل فلوريدا وإنديانا ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن، يتقدم بايدن بفارق 17%، وكانت تلك الولايات هي التي دفعت ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات 2016.
ويعتقد 67% من الجمهوريين أن ترامب سيفوز بإعادة انتخابه، فى حين أن 70% من الديمقراطيين مقتنعون بأن مرشحهم سيتولى البيت الأبيض، وفى المجموعات الأخرى يتفوق بايدن على ترامب. ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و60 عامًا، يحظى بايدن بنسبة 44% مقارنة بـ41% لترامب من 41 إلى 50. و47% لبايدن و38% لترامب، ومن هناك تتسع الاختلافات بين الديمقراطي والجمهوري، في المجموعة من 31 إلى 40 عامًا، حصل بايدن على دعم 53% وترامب 32% ، من بين الأصغر سنًا، من 18 إلى 30 عامًا، 57% لبايدن و20% لترامب، أى فارق 37%.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية إن العديد من المحللين يرون أن إدارة الأزمة الصحية والوضع المالى للولايات المتحدة الأمريكية، والاحتجاجات التى اندلعت بشأن مقتل المواطن الأمريكى ذو الأصل الافريقى، جورج فلويد، والمناهضة للعنصرية، ستكون حاسمة لاختيار الشخص الذى سيشغل البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة.
وقال لويس لاوريدو، المحلل السياسى، إن "فلوريدا إلى جانب تكساس وكاليفورنيا ونيويورك، هى الولايات التى تضم أكبر عدد من السكان وبالتالى مع أصوات انتخابية أكبر، وستكون هذه المناطق الأربع الحاسمة فى تلك الانتخابات.
وأكد المحلل السياسى أن "ولاية فلوريدا هى مفتاح المعركة الانتخابية الأمريكية، وبالتالى فإنها ستكون ذات الأهمية الأكبر، ولذلك فإنه من غير المتوقع فوز الرئيس الحالى دونالد ترامب بولاية آخرى".
وأكد الخبير لورينزو بالوماريس، أن "من لا يفوز فى فلوريدا..لا يفوز بالرئاسة "، وأضاف "لذلك فإن بإمكانية اللاتينيون فى أمريكا أن يقلبوا جميع الموازين فى الانتخابات الأمريكية، حيث أن فلوريدا تحتوى على أكبر عدد من اللاتينين فى الولايات المتحدة الأمريكية، منهم الكوبيون والفنزويليون والسلفادوريون، فهم أبرز شرائح السكان فى فلوريدا، ولكن الشريحة الأكبر هم الإكوادوريون".
وعدد المواطنين المنحدرين من بلدان أمريكا اللاتينية فى الولايات المتحدة والمؤهلين للتصويت، نحو 56 مليون من أصل لاتينى بين 325 مليون من سكان الولايات المتحدة، ونظرا لأن الانتخابات الرئاسية المقبلة تعتبر تنافسية للغاية، ولذلك فإن المجتمع اللاتينى دور فعال فى الانتخابات الأمريكية 2020، ويبدو هذا التحول الديمجرافى يصبح جليا بولايات أريزونا وفلوريدا وجورجيا وتكساس حيث تحمل فى طياتها نذر شؤم للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بانتخابات 2020 الرئاسية، فكل تلك الولايات شهدت ارتفاعا فى أعداد السكان.
وعلى الرغم من أن ترامب حصل فى عام 2016 فى ولاية فلوريدا على أصوات تتراوح بين 50-54%، انخفضت هذه النسبة حتى وصلت إلى 30% من الناخبين اللاتينيين الذين يدعمون الرئيس الحالى لإعادة انتخابه، حسبما قالت صحيفة "الدياريو" الإسبانية.
ويعتبر المجتمع اللاتينى "هيسبان" مثل بقية الناخبين لديهم قضايا اقتصادية وقضايا عمالية تمثل أولوية فى حياتهم، تليها خطط الأمن الصحى، ووفقا لاستطلاعات الرأى الصادرة عن مركز بيو للأبحاث فى عام 2018 فإن اللاتينين معرضون لفقدان وظائفهم بسبب أزمة البطالة فى البلاد، والتى وصلت نسبتها فى أكتوبر الماضى إلى 3.9 %، وهو ما يجعلهم لا يصوتون إلى ترامب مرة آخرى.
وفى السياق نفسه، انتقدت زعيمة اللوبى اللاتينى فى الولايات المتحدة الأمريكية "جانيت مورجيا" الرئيس الأمريكى، وقالت: "سياسة ترامب تجاه الأمريكيين اللاتينيين غير إنسانية".
وقالت مورجيا: "إن هذا هو أسوأ وقت يكون فيه لاتينى فى الولايات المتحدة، فهم يتعرضون للهجوم من قبل الرئيس نفسه، فنحن نرى أشياء لم يسبق لها مثيل فى تاريخنا الحديث، لكنها حقيقة واقعة ومؤسف لأننى أعتقد أن بلدنا يتراجع، ولكننا نقاتل من أجل حقوقهم".
وحول علاقة اللاتينين بإدارة ترامب، قالت مورجيا لصحيفة "الباييس" الإسبانية "ليس هناك علاقة بينهما، لأنه يهاجم هذا المجتمع كثيرا، ونحاول البحث عن فرص عمل لللاتينين فى أمريكا، ولكن لا يتم توفير فرص عمل لهم، فلا توجد نقطة مشتركة بين الطرفين".
ويعتبر الهسبان والأمريكيين اللاتينيين هم مواطنى الولايات المتحدة من أصول بلدان أمريكا اللاتينية وإسبانيا، ولدى الولايات المتحدة أكبر عدد من سكان أمريكا اللاتينية مما يعد مصدر ضغط على الإدارة الأمريكية، خاصة وأن أصواتهم فى الانتخابات الرئاسية لها صدى واضح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة