تلقى رئيس الوزراء الكندى، جستن ترودو، ضربة سياسية موجعة بخسارة حكومته محاولتها للحصول على مقعد فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس على الرغم من الحملة التى بلغت قيمتها 1.7 مليون دولار لتأمين مقعد فى المجلس، وخسرت البلاد أمام أيرلندا والنرويج فى انتخابات لمقعدين من "الكتلة الغربية"، وحصلت على 108 أصوات مقابل 130 للنرويج و 128 لصالح أيرلندا.
وهذه هى المرة الثانية التى تفقد فيها البلاد سعيها بعد أن فشلت فى عام 2010 فى ظل حكومة المحافظين السابقة. وعندما تولى الليبراليون السلطة تحت رئاسة جستن ترودو فى عام 2015، تعهد بأن كندا ستكون مشاركة راغبة فى المجتمع الدولي، وأنها ستسعى بشتى السبل للفوز بمقعد فى المجلس الدولي.
ويعتبر خسارة تصويت الأمس هزيمة سياسية لزعيم الحزب الليبرالى الحاكم، وخاصة أن العودة إلى مجلس الأمن كان بمثابة الوفاء بوعده - بعد يوم واحد من توليه السلطة فى عام 2015 - بإعادة البلاد إلى الساحة العالمية.
وتعليقا على التصويت، قال ترودو: "بينما نمضى قدما ، ما زلنا ملتزمين بالأهداف والمبادئ التى حددناها خلال هذه الحملة". وأضاف أن كندا "ستواصل لعب دور حيوى فى تعزيز التعاون العالمى وبناء عالم أكثر سلاما وشمولا واستدامة".
واستثمر ترودو بشكل كبير فى محاولات الانضمام إلى الهيئة الدولية، حيث أنفق 1.74 مليون دولار على توظيف 13 موظفا بدوام كامل، بجانب تنظيم العديد من الفعاليات وحفلات موسيقية للمغنية الكندية الشهيرة سيلين ديون. وفى المقابل أنفقت أيرلندا حوالى 800 ألف دولار والنرويج 2.8 مليون دولار.
وركزت الحملة الإنتخابية الكندية على ضرورة اتخاذ إجراءات للاستجابة لوباء كورونا المستجد. وشمل ذلك اتفاقا مع الدول لضمان الأمن الغذائى فى البلدان النامية، والحفاظ على استمرار إرسال المواد الأساسية فى جميع أنحاء العالم، والعمل على تمويل البلدان التى تكافح بعد أن دمر الوباء اقتصادها.
أما النرويج وأيرلندا تنفقان المزيد من المال على المساعدات الدولية والمساهمات فى بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وهما معياران كانا يعتبران على نطاق واسع ضروريين للفوز بمقعد فى المجلس.
وقال وزير الخارجية الكندى فرانسوا-فيليب شامبين إنه فخور بالحملة الكندية التى سمحت للبلاد "بتجديد وتعزيز العديد من علاقاتها الثنائية".
كما تم انتخاب الهند والمكسيك لعضوية المجلس وستنتقل جيبوتى وكينيا إلى الجولة الثانية من التصويت. وتبدأ فترة الأعضاء الجدد فى الأول من يناير المقبل.
ودعيت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء إلى اختيار خمسة أعضاء جدد غير دائمين فى مجلس الامن الدولى لعامى 2021-2022، عبر انتخابات تتنافس فيها جيبوتى وكينيا لشغل مقعد واحد، وكندا والنروج وايرلندا لشغل مقعدين. وضمنت الهند انتخابها كونها المرشح الوحيد لمجموعة آسيا والمحيط الهادئ، كما هو حال المكسيك بالنسبة لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.