"هنا الخير كله من تراب الأرض، هتلاقى البطيخ والكانتلوب والشمام والكل الخضراوات اللى تتمناها، وكله طبيعى من غير أى كيماوى ولا هرمونات، بس اللى ييجى ويزرع" بهذه الكلمات استهل أحد مزارعى قرية فلسطين، التابعة لمركز الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، حديثه، عن تجربته مع زراعة البطيخ والأناناس والخضراوات والتى حققت إنتاجية جيدة بمحصول عالى الجودة وهى التجربة التى يحاول هؤلاء المزارعين استعادة أمجاد قرية فلسطين منذ الستينات والتى كانت أحد أهم موردى البطيخ فى المحافظة آنذاك.
ورصدت عدسة "اليوم السابع" جانبا من أعمال الزراعة وجنى المحصول بإحدى المزارع الصغيرة على مساحة 40 فدانا بنطاق قرية فلسطين التى تقع على بعد حوالى 70 كيلو جنوب مدينة الخارجة حيث يقوم المزارعون برعاية عدة أنواع من المحاصيل الغير تقليدية وأهمها البطيخ الذى يحقق إنتاجية عالية يسجل فيها وزن الثمرة حوالى 18 كيلو جرام دون أية محسنات أو هرمونات.
وقال الحاج فيصل عبد الهادى أحد أصحاب المزارع بالقرية فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" أن قرية فلسطين كانت من أفضل مناطق إنتاج البطيخ فى الوادى الجديد فى الستينات وكانت تغذى المحافظة بالكامل وهم قاموا بتنفيذ التجربة نسعى لكى تستعيد القرية مجدها وتميزها فى هذا المجال وجازفوا وأنفقوا الكثير حتى أصبحت تجربتهم واقعا ملموسا وهم بصدد التوسع فيها بعد تفادى الأخطاء التى وقعوا فيها باختيار تقاوى غير مناسبة لما يرغبون فى تحقيقه من إنتاجية عالية.
وأضاف فيصل أنهم يزرعون عدد كبير من المحاصيل المتنوعة وخاصة البطيخ والخضراوات ولكنهم يعانون من سطوة التجار الذين يبخسونهم ثمن المحاصيل حيث يقومون ببيع كيلو البطيخ ب3 جنيه ويقوم التاجر ببيعه بـ 7 جنيهات والبامية 5 جنيهات فى الوقت الذى يبيعه التاجر بسعر 15 جنيها على الرغم من تحمل المزارع لكافة تكاليف الإنتاج وهو ما يحول دون تحقيقه لربح يشجعه على التوسع فى تلك التجربة.
وأضاف الحاج مصرى على أحد المزارعين بالقرية فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أنهم يتمنون أن يقوم المحافظ بالموافقة على إنشاء شادر مجمع لبيع الخضروات والفاكهة وذلك حتى بقضى على سيطرة وجشع التجار فى هذا الشأن ويمنح الفرصة للمزارع بطرح منتجاته فى الشادر بأسعار تنافسية وفقا لآلية محددة تمنع التجار من المبالغة فى رفع الأسعار على المواطنين.
ويضيف مصرى أنهم كمزارعين يقومون بتوفير المنتجات التى يزرعونها لصالح أهالى القرية بصفة مستمرة وبأسعار مخفضة جدا ولكنهم لا يستطيعون القيام بتوزيع منتجاتهم عى القرى أو داخل مدينة الخارجة وهو غير مسموح لهم، وبالتالى يلجئون للتجار الذى يشترون المحصول بالأسعار التى يحددونها وفقا لمصلحتهم.
وأكد مصرى إنهم يقومون بزراعة المحاصيل المتنوعة ومنها السمسم والفول السودانى بجانب الخضروات التى تشمل إنتاج البامية والباذنجان والفلفل والشطة وغيرها من الخضروات التى يحتاجها السوق بصفة مستمرة مشيرا إلى أن أعمال الزراعة تتم بالطرق النموذجية والرى الحديث وتسهم فى توفير فرص عمل لعدد من الشباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة