يحتفل ملك إسبانيا، فيليبى السادس، اليوم 19 يونيو بمرور 6 سنوات منذ تتويجه وتوليه العرش من والده خوان كارلوس الذى تولى عرش إسبانيا فى مرحلة الديمقراطية وانتهاء عهد الديكتاتور فرانكو.
ويرفع ملك إسبانيا دائما منذ توليه العرش فى 19 يونيو 2014، شعار "لا تدع شيئا يزعجك ولا يخفيك شىء"، ولذلك فهو يظهر دائما علامات التزامه بهذا الشعار بشكل "نموذجى وصادق وشفاف" ولم يتردد منذ 6 سنوات فى إظهار قوته من أجل اتحاد إسبانيا، وذلك رغم مروره بالعديد من الأزمات الكبيرة التى كانت توشك بانهيار البلد الأوروبى، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
ومر ملك إسبانيا بالعديد من الأزمات السياسية والصحية، والتى كانت آخرها أزمة وباء كورونا، خاصة أن إسبانيا كانت من أكثر الدول التى انتشر بها الفيروس، وكان ألقى الملك خطابا فى بداية الأزمة: "إننا نواجه أزمة جديدة ومختلفة، لم يسبق لها مثيل، وخطيرة للغاية، مما يعرض صحتنا للخطر في كل ركن من أركان إسبانيا".
وأضاف أن الفيروس يغير "بطريقة مؤلمة وموجعة التطور الطبيعي لحياتنا ووظائفنا وأعمالنا"، وأكد أن إسبانيا دولة قوية وعظيمة و"سوف نقاتل الأزمة ونتغلب عليها بكل ما نمتلك".
بدأ الملك رسالته إلى شعب إسبانيا: "اسمحوا لي بمخاطبتكم، في لحظات من القلق الشديد والتوتر بشأن هذه الأزمة الصحية التي نمر بها"، وأضح بعدها عن نتائج الاجتماع الذي عقده قبل الخطاب مع رئيس الوزراء بيدرو سانتشيز ولجنة الإدارة الفنية المشكلة لأزمة الفيروس، وقال: "بعد إعلان حالة الإنذار، التى ينص عليها نظامنا الديمقراطي في الدستور، فإن الدولة بأكملها، وجميع المؤسسات العامة مكرسة لحل هذه الأزمة التي تشكل أولويتنا الأساسية ويمكن لجميع الإسبان أن يشعروا من خلاله بالحماية".
والآن تعود إسبانيا إلى حياتها الطبيعية بشكل تدريجى بعد أن اجتازت مرحلة الخطر حول فيروس كورونا، وتحتفل إسبانيا اليوم بالذكرى السادسة من تتويج فيليبى السادس ملكا للبلاد، وفى محاولة لتحسين صورتها فى الخارج بعد أزمة كورونا، وتشجيعا للسياحة يقوم الملك اليوم الجمعة بزيارة عدد من المتاحف، كما قرر حضور عدد من الأنشطة الثقافية.
وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن الملك فيليبى السادس والملكة ليتيزيا وبناتهما يذهبوا إلى عرض مسرحى فى لفتة دعم فتح العروض الثقافية فى البلاد، كما أنهم سيقوموا بزيارة مركز الاطفال فى مجتمع مدريد.
قال أنطونيو جاراميندي رئيس الجمعية: "كان دور الملك أثناء الوباء أساسيًا، حيث إن امتلاك مؤسسة مستقرة تتجاوز السياسة حيث ساهمت الملكية الإسبانية في توفير الاعتدال والمؤسسية في وقت تواجه فيه هذه الصعوبة".
ويقول بابلو لوبيز جيل، المدير العام لمنتدى العلامات التجارية الرائدة في إسبانيا، وهو تحالف استراتيجي بين القطاعين العام والخاص للشركات الإسبانية الرئيسية: "إن شخصيته مهمة لتوليد الوحدة في وجه جهد مشترك حيث يجب توحيد الجهود والجهود العامة والخاصة"، مضيفا أن "شخصية الملك مهمة داخليا ولكن أيضا في الخارج، من المهم في هذا الوقت استعادة الثقة دوليا لجذب السياحة والاستثمارات والمواهب، وكانت شخصيته دائما أساسية من منظور مؤسسي وسياسي ، وكذلك من وجهة النظر الاقتصادية والتجارية، فهو أحد السفراء الرئيسيين لصورة إسبانيا ومصالحها الاقتصادية والتجارية ".
ومن بين الأزمات التى مر بها ملك إسبانيا خلال الست أعوام الماضى، هى الأزمة السياسية الضخمة من تكرار عملية الانتخابات الإسبانية حيث شهدت إسبانيا أربع انتخابات خلال اربع سنوات وذلك بسبب فشل نتيجة الانتخابات فى تشكيل حكومة، فضلا عن صعود حزب فوكس اليمينى المتطرف فى الانتخابات مما عقد الصورة اكثر امام الحزب الاشتراكى العمالى الذى يتصدر النتيجة دون أغلبية.
وكان الملك فيليبى السادس قرر حل البرلمان فى سبتمبر 2019 للمرة الرابعة ودعا إلى انتخابات عامة فى 10 نوفمبر، ولكنها أيضا لم تسفر عن جديد، وانتهت تلك الأزمة بتدخل من الملك الإسبانى الذى حسم الموقف بأهمية التوصل إلى حكومة ائتلافية، وكانت النتيجة تحالف الحزب الاشتراكى العمالى، مع حزب بوديموس، أى الأحزاب اليسارية، وكونت الحكومة الحالية .
وتعتبر الهجمات على العائلة الملكية من أهم التحديات التى واجهها ملك إسبانيا منذ توليه العرش، بداية من مثول الأميرة كريستينا، شقيقته أمام المحكمة حيث بدأت محاكمتها بتهم النصب والاحتيال، وهي أول شخص من العائلة الملكية في البلاد يمثل أمام المحكمة، فهى كانت متهمة بالتواطؤ في قضية اختلاس، وجهت فيها التهمة أيضا إلى زوجها، و16 متهما آخر، ينفى جميعهم تلك التهم، وهى التى تعد أمرا محرجا للملك نفسه.
أما فى الآنة الأخيرة، فقرر ملك إسبانيا التخلى عن عن ميراث والده الملك خوان كارلوس، وأوقف مخصصاته السنوية الرسمية، بعد أن كشفت صحف أجنبية معلومات تشير إلى شبهات فساد تطال العاهل السابق، وكانت عدة فضائح قد دفعت الملك السابق للتخلي عن العرش لصالح ابنه الذى سعى إلى النأى بنفسه عن والده ، وتحسين صورة العائلة المالكة، وذلك فى الشهر الماضى.
وقد ظل خوان كارلوس ملكا على إسبانيا مدة 38 عاما مع توليه السلطة بعد وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو في 1975. وقد سمح بالانتقال من الحكم الديكتاتوري إلى الديمقراطية في العام 1977 ونجح في وقف انقلاب عسكري في العام 1981، لكنه اضطر إلى التخلى عن العرش في يونيو 2014 لصالح نجله على خلفية فضائح.
كما أن استقلال كتالونيا تعتبر من الأزمات الكبيرة التى يواجهها الملك الإسبانى، كما أنه تعرض للعديد من الانتقادات عندما قرر زيارة مدينة برشلونة العام الماضى، وذلك بعد قرار المحكمة العليا احكاما بسجن 9 زعماء انفصاليين الشهر الماضى، وذلك بسبب دورهم في محاولة الإقليم الفاشلة للاستقلال في 2017.
وحكمت المحكمة على نائب رئيس الإقليم السابق، أوريول جونكويراس، بالسجن لمدة 13 عاما بسبب التحريض وإساءة استخدام الأموال العامة. وكان دعا ملك اسبانيا لضرورة مواجهة المشاكل التى تمس كل الكتالونيين عبر احترام التعددية والتفكير بمسئولية فى مصلحة الجميع.