تعانى الدولة العراقية من التدخلات العسكرية السافرة التى تمارسها كلا من تركيا وإيران دون الرجوع إلى الحكومة الاتحادية التى لديها العديد من الملفات الشائكة التى تعمل على حلها، فضلا عن انشغال القوات المسلحة العراقية بملاحقة فلول تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما يتطلب موقف دولى حازم ضد تدخلات أنقرة وطهران فى الشأن الداخلى العراقى وخاصة خرق سيادة البلاد.
بدورها، استنكرت جمهورية مصر العربية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بأشد العبارات التدخلات العسكرية التركية والإيرانية الأخيرة في شمال العراق، مُعتبِرةً تلك الأعمال العدائية استمرارًا لمسلسل الانتهاكات المتكررة على العراق الشقيق، وذلك بالمخالفة لكافة المواثيق والعهود الدولية التي تنص على احترام سيادة الدول وتبني مبادئ حسن الجوار.
وأكدت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية على رفضها التام لأي تدخلات تمس سيادة أي من الدول العربية الشقيقة، أخذاً في الاعتبار تبعات تلك الأفعال في تعميق حالة عدم الاستقرار التي تمر بها المنطقة، داعية كافة الأطراف إلى احترام سيادة العراق، والنأي به عن أي تجاذبات دولية أو إقليمية تحول دون تحقيق تطلعات حكومة وشعب العراق الشقيق في الاستقرار والتنمية.
كانت وزارة الخارجية العراقية قد أعربت عن رفضها القاطع للانتهاكات المتكررة للجيش التركي لحدود البلاد وقصف أهداف داخل تراب العراق، جاء ذلك في مذكرة احتجاج شديدة اللهجة تسلمها السفير التركي في بغداد بعد استدعائه.
وقالت الخارجية العراقية، في بيان صحفي أصدرته الخميس، إن" العراق يستنكر بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب مُعاودة القوات التركيّة انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حُدُودنا الدوليّة".
وأكدت الخارجية العراقية رفضها القاطع لهذه الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة، مشددة على ضرورة التزام الجانب التركيّ بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقيّة التي توغّلت فيها الأربعاء ومن أماكن تواجدها في معسكر بعشيقة وغيرها.
وشددت على أن "الحُكومة العراقيّة تؤكد أنّ تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحُدُوديّة المُشترَكة فيما بيننا؛ إذ تسبّبت مبادرة السلام التي اعتمدتها مع حزب العمال الكردستانيّ بتوطين الكثير من عناصر هذا الحزب التركيّ داخل الأراضي العراقيّة من دون موافقة أو التشاور مع العراق؛ ممّا دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن".
ودعت وزارة الخارجيّة العراقية إلى الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة، مطالبة الحكومة التركيّة بأن تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حدّاً لهذه الاعتداءات.
وأشارت الخارجية العراقية إلى "احتفاظ العراق بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدوليّة على النُهُوض بمسؤوليّتها".
ولفتت إلى أن "الوزارة استدعت السفير التركيّ في العراق قبل يومين وسلّمته مُذكّرة احتجاج على خُرُوقات سابقة ارتكبها الطيران التركيّ، وبمُقتضى السياقات الدبلوماسيّة الاحترافيّة يُفترَض على السفير أن يكون قد نقل المُذكّرة إلى حُكُومته، وأبلغها بفحوى الاجتماع".
وقالت إن "مَهمّة السفير هي تطوير العلاقات لا العكس، وقد أوضحنا له حُدُود دوره سابقاً وكذلك اليوم".
وفى سياق متصل، استدعت وزارة الخارجية العراقية صباح الخميس سفير إيران لدى جمهورية العراق وسلّمته مذكرة احتجاج،على القصف المدفعيّ الإيرانيّ الذي تعرّضت له قرى حُدُوديّة في (مرتفعات آلانة) التابعة لمدينة حاج عمران بمحافظة أربيل في يوم الثلاثاء 16 يونيو الجارى، وما تسبّب به من خسائر مادّية، وأضرار بالممتلكات، علاوة على بثّ الخوف بين الآمنين من سُكّان تلك المناطق.
وأكدت وزارة الخارجيّة العراقية حرص العراق على ديمومة، وتنمية العلاقات التاريخيّة بين البلدين، مؤكدة أيضا إدانة هذه الاعمال،وأهمّية حرص الجانب الإيرانيّ على احترام سيادة العراق،والتوقّف عن القيام بمثل هذه الأعمال، وتحرّي سُبُل التعاون الثنائيّ المُشترَك في ضبط الأمن، وتثبيت الاستقرار على الحُدُود المُشترَكة.