أكرم القصاص - علا الشافعي

وزير الأوقاف: مرضاة الله غاية كل مؤمن رضا الخلق غاية لا تدرك

الجمعة، 19 يونيو 2020 05:00 ص
وزير الأوقاف: مرضاة الله غاية كل مؤمن رضا الخلق غاية لا تدرك الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن مرضاة الله غاية كل مؤمن، والسعي لها مقصد كل مخلص، وهي سبيل المتقين، ومنهج السالكين، من سعى إليها رزق، ومن عمل لها أجر وجبر، ذلك أن ربّ العزة (عز وجل) قد قال في حديثه القدسي: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، والله للهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ " (متفق عليه) .

وأضاف جمعة، وأضاف جمعة في كتابه "حديث الروح" تحت عنوان "مرضاة الله ومرضاة الخلق":"أما رضا الخلق كلِّ الخلق فغاية لا تدرك، ومرام لا ينال، ذلك أن أي إنسان لا يمكن أن يسع الناس كل الناس بماله، ولا بجاهه، ولا بسلطانه، حيث إن مطالب الناس منها ما هو منطقي ومشروع، ومنها ما ليس منطقيًّا ولا مشروعًا، ومنها ما هو في الطاقة والإمكانية، وقابل للاستجابة والتحقيق، ومنها ما هو فوق الطاقة والإمكانية بالنسبة للأفراد، وما يحتاج إلى وقت لتنفيذه وفق إمكانات المؤسسات والدول، غير أن المسئولية الفردية والتضامنية والتكافلية تقتضي أن نعمل معًا على كل المستويات لقضاء حوائج الناس وبما يحقق لهم مقومات الحياة الإنسانية الكريمة.

وتابع وزير الأوقاف:" ويطيب لي أن أسجل الآتي:

     1- أن العمل على مرضاة الناس وتحقيق رضاهم فيما هو قانوني ومشروع طريق واسع إلى مرضاة الله (عزّ وجلّ) ، فمن يسَّـر على معسـر يسَّـر الله عليه ، ومن فرج عن إنسان كربة فرج الله (عزّ وجلّ) عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر إنسانًا ستره الله في الدنيا والآخرة ، ومن مشى في حاجة إنسان حتى يقضيها كان الله في حاجته ، فعن سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال: سمعت صاحب هذا القبر والعهد به قريب -يعني نبينا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) - يقول: " مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ وَبَلَغَ فِيهَا كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنَ اعْتِكَافِ عَشْرِ سِنِينَ ، وَمَنِ اعْتَكَفَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله جَعَلَ الله بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ ثَلاثَةَ خَنَادِقَ ، أَبْعَدُ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ" (الطبراني في المعجم الأوسط).

    2- أن العاقل الحكيم لا يعمل على مرضاة الناس بمعصية رب العباد ومخالفة أوامره ونواهيه ، كأن تكون مرضاة الخلق على حساب الحق والعدل والقانون ، وكما قالوا: أنت صديقي والحق صديقي ، فإن اختلفنا فالحق أولى بالصداقة ، فمن طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن طلب رضا الله بإكرام الناس ، وحسن معاملتهم دون شطط أو تجاوز ، أو مخالفة شرعية أو قانونية رضي الله عنه ، وأرضى عنه الناس ، ذلك أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويوجهها كيف يشاء .

    3- أننا مأمورون بالتوازن بين أمريّ الدنيا والآخرة ، فيجب علينا أن نعمل على عمارة الكون ، وبناء الحضارة ، وأن نعمل بالتوازي لأمر آخرتنا، وهذا سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) يقول: كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ بِمَكَّة َ، فَقُلْتُ: لِي مَال ٌ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: (لاَ) قُلْتُ: فَالشَّطْرِ؟ قَال َ: (لاَ) قُلْت ُ: فَالثُّلُثِ؟ قَال َ: "الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ ، إنَّكَ إِنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِم ْ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَة ٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ الله يَرْفَعُكَ ، يَنْتَفِعُ بِكَ نَاسٌ ، وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ" (متفق عليه) ، وفي الأثر: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة