أكد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن الصراع اليمنى منذ 5 سنوات ترك اليمنيين معلقين بخيط واقتصادهم في حالة يرثى لها، ومؤسساتهم تواجه الانهيار. ويحتاج أربعة أشخاص من كل خمسة، أي 24 مليون شخص، إلى المساعدة في إنقاذ الأرواح فيما لا يزال اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم مضيفا "أنه يواجه الشعب اليمنى الآن تهديد جديد من "كوفيد – 19".
جاء ذلك في إحاطته التى قدمها على خلفية مؤتمر المانحين الذى عقدته اليوم الأمم المتحدة بالتنسيق والمملكة العربية السعودية وأعرب جوتيريش عن شكره لحكومة المملكة العربية السعودية على استضافتها للحدث، وعلى التزامها بالمساعدة الإنسانية لشعب اليمن وأيضا الحكومات والممثلين العديدين الذين أظهروا تضامنهم مع الشعب اليمني.
وأضاف جوتيريش، فى بيانه أنه يعاني مليونا طفل يمني من سوء التغذية الحاد الذي قد يعيق نموهم ويؤثر عليهم طوال حياتهم، لافتا إلى أنه منذ بداية العام ، أُجبر نحو 80 ألف شخص على ترك منازلهم ، ليصل إجمالي النازحين إلى حوالي 4 ملايين، مضيفا " لا تزال الكوليرا تهدد 110 ألف شخص هذا العام مشيرا إلى أن لفيضانات الأخيرة زادت من خطر الإصابة بالملاريا وحمى الضنك.
وقال جوتيرش " في 10 أبريل، تم الإبلاغ عن أول حالة مؤكدة لـكورونا في اليمن. ويشكل الوباء تهديداً مرعباً لبعض أكثر الناس ضعفاً في العالم، وقد أضعفته سنوات من الصراع، وبوجود نظام صحي على وشك الانهيار".
وأضاف جوتيريش أنه منذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن الحالات المبلغ عنها بالمئات ومن المرجح أن يتم احتسابها بشكل أقل ، لأن معدلات الاختبار من أدنى المعدلات في العالم.
وقال جوتيريش: "نحن في سباق مع الزمن حيث تشير التقارير إلى أن معدلات الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 " في عدن هي من بين أعلى المعدلات في العالم مؤكدا " هذه مجرد علامة واحدة على ما ينتظرنا ، إذا لم نتصرف الآن".
وأضاف جوتيريش نصف المرافق الصحية فقط تعمل في اليمن وهناك نقص في أجهزة الاختبار والأكسجين وسيارات الإسعاف ومعدات الحماية الأساسية مؤكدا العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية هم من بين الذين أصيبوا بالفيروس. حتى المستشفيات العاملة والمجهزة قد لا يكون لديها إمدادات كهربائية موثوقة.
وأشار جوتيريش إلى " تمثل تدابير الصحة العامة تحديًا خاصًا في بلد حيث الثقة في السلطات ضعيفة ، و 50 % من السكان لا يحصلون على المياه النظيفة لغسل أيديهم.
تقدر وكالات المعونة أنها ستحتاج إلى 2.41 مليار دولار لتغطية المساعدات الأساسية من يونيو حتى ديسمبر ، بما في ذلك برامج مكافحة كوفيد-19 لافتا إلى أنه ما لم نحصل على تمويل كبير، سيتم إغلاق أكثر من 30 من أصل 41 برنامجًا رئيسيًا للأمم المتحدة في اليمن في الأسابيع القليلة المقبلة.
وأكد جوتيريش "إن إنهاء الحرب هو السبيل الوحيد لمعالجة الأزمات الصحية والإنسانية والتنمية البشرية في اليمن حيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين هذا العام ، وقتل أو جرح أكثر من 500 شخص منذ يناير.
وقال جوتيريش أكرر دعوتي لجميع الأطراف للعمل مع مبعوثي الخاص والاتفاق على اقتراح الأمم المتحدة لتحقيق وقف إطلاق نار على الصعيد الوطني ، وإحراز تقدم في التدابير الاقتصادية والإنسانية لتخفيف المعاناة وبناء الثقة ، واستئناف عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية.