تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إن تاريخ ماليزيا السياسي، ولا سيما منذ وصول مهاتير محمد إلى السلطة عام 1981، حافل بتباين الإرادات والمواقف والتوجهات والذي نجمت عنه سلسلة من الدسائس وبناء التحالفات وفضها وتغير الولاءات وترويج الإشاعات.
نديم قطيش
نديم قطيش: من يحكم لبنان؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، ذُهلت مي خريش، نائبة رئيس "التيار الوطني الحر" للشئون السياسية، من قول المحاورة لها، إن حزبها يحكم لبنان، في معرض مساءلتها لها عما حققه الحزب من إنجازات. استنكرت السياسية الصاعدة أن "يُكتفَى" بأن يكون مؤسس الحزب هو في الواقع رئيس الجمهورية الحالي، ليقال لها إن حزبها يحكم لبنان.
ما لم تكن رئاسة الجمهورية دليلاً على الحاكمية، فماذا يكون الدليل عندها، في نظام سياسي برلماني يقوم ولو على حد متدنٍ من قواعد الانتخاب وتداول السلطة؟
رفض السيدة خريش تحميل حزبها أي مسؤولية عن نتائج السياسات العامة، بحجة أنهم لا يحكمون، هو امتداد لثقافة سياسية من ركيزتين، ركيزة أولى تعتبر أن الحكم مع آخرين في نظام تشاركي مساوٍ عملياً لانعدام الحاكمية. وفق هذا التصور، لا تتحقق الحاكمية ما لم يحكم رئيس الجمهورية وحده ومن دون منغصات تفرضها آليات الحكم في الأنظمة التشاركية، وبصلاحيات موسعة لا تخضع إلا بالحدود الدنيا لضوابط دستورية تحد من انفلات رغبات وشهوات وخيارات الرئيس الفرد.
فعندما تقول خريش إن حزبها لا يحكم، هي في الواقع تعلن من حيث لا تريد عن هذه الثقافة السياسية التي ترى الحكم تفرداً خالصاً، وتضع المشاركة مع الآخرين في خانة تقييد الإرادة وتنغيص العيش، في ظل التسويات وتدوير الزوايا. وهو رأي يقع في صلب اللغة السياسية التي بات يكثر من استخدامها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق (هل هو سابق فعلاً؟!) جبران باسيل، تحت مسميات اللامركزية المختلفة، وتوسعة ثقافة الحكم الذاتي، والانعزال عن الآخر الذي "لا يدعنا نعمل" و"لا يدعنا ننجز".
أما المرتكز الثاني للثقافة السياسية التي عبَّرت عنها السيدة خريش، فهو التنصل الدائم من مسؤوليات الحكم، مع الاحتفاظ بكل امتيازات الحاكمية ومكتسباتها. فلا تريد خريش أن يُسأل حزبها عن رصيد الإنجازات أو عن الوعود غير المحققة، بدعوى أن حزبها لا يحكم. هي نفسها من تخاطب قاعدتها الحزبية المسيحية بأن ضمانتها السياسية والاجتماعية تكمن في وجود الرئيس ميشال عون في موقعه على رأس نظام الحكم.
عبد الله المدنى
عبد الله المدني: جائحة "كورونا" تطيح بأحلام مهاتير
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، يمكن القول إن تاريخ ماليزيا السياسي، ولا سيما منذ وصول مهاتير محمد إلى السلطة عام 1981، حافل بتباين الإرادات والمواقف والتوجهات والذي نجمت عنه سلسلة من الدسائس وبناء التحالفات وفضها وتغير الولاءات وترويج الإشاعات.
صحيح أن المشهد العام كان يوحي بالاستقرار والازدهار الاقتصادي على مدى العقود الماضية، ولكن الصحيح أيضاً أن كواليس المشهد كانت تعج بالخلافات والمناورات والتناقضات بين رموز الحزب الحاكم نفسه وبين هؤلاء وغيرهم من الرموز السياسية.
ولئن تجسدت إحدى أشهر صور تلك الخلافات في واقعة قيام مهاتير بتلطيخ سمعة نائبه وصديقه ومرشحه لخلافته "أنور إبراهيم" والزج به في المعتقل، فإن الصور الأخرى، وهي عديدة، تبرهن على المنحى نفسه وتعززه ومنها الطريقة التي انقلب بها مهاتير على رئيس الوزراء الأسبق نجيب رزاق (ابن الرجل الذي أدخله حلبة السياسة) تحت شعار ضرب الفساد، ثم قيامه في عام 2018 بعقد "تحالف الأمل" مع غريمه اللدود أنور إبراهيم لإخراج حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو (أومنو) من السلطة.
حافظ البرغوثى
حافظ البرغوثي: ترامب صانع الأزمات
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن ترامب يعزل بلاده تدريجياً عن العالم، ويريد تحويلها الى "جيتو" مغلق يقيدها بأفكاره والقوانين التي يفصّلها على مقاسه.
انتعش منطق العنصرية البيضاء في الولايات المتحدة في الاتهام للشرطي الذي أطبق بركبته على رجل أسود في مدينة مينيابوليس الأمريكية، حيث اتهم القاتل بالقتل "غير العمد" من الدرجة الثالثة باعتبار أن القتيل كان يعاني أمراضاً وليس لأن القاتل ضغط بركبته على عنقه وهو يستنجد بالمارة من أنه يختنق!.
المنطق نفسه كان موجوداً وما زال في البيانات الإسرائيلية الاحتلالية التي تحمّل الضحية مسؤولية قتلها بيد قوات الاحتلال، وآخرها قتل شابين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة من دون سبب، حتى وصل الأمر ذات سنة بأرييل شارون المجرم إلى القول إن الفلسطينيين أجبرونا على أن نتحول إلى قتلة.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي الذي لا ينام دون اختلاق مشاكل دولية أو في عقر داره، استغل جائحة كورونا وصراعه التجاري مع الصين لتفريخ المزيد من الأزمات على المستويين الدولي والأمريكي. ويلاحظ أن انتفاضة الشارع الأمريكي بعد الحادث ليست حكراً على السود، بل شارك فيها البيض سواء في الهجمات على مراكز الشرطة أو نهب المتاجر كما يظهر في أشرطة الفيديو، حتى إن الإدارة الأمريكية حاولت لوم الآخرين واتهمت ما سماه وزير العدل الأمريكي "عناصر مندسة" بإشعال الأحداث في المدن الأمريكية. بينما لا يمكن لوم هؤلاء المحتجين خاصة السود لأن مدينة مينيابوليس شهدت في السنوات الأخيرة عدة جرائم قتل من قبل الشرطة لمعتقلين سود وتمت تبرئة القتلة البيض، لكن عندما اتهم شرطي أسود بقتل امرأة بيضاء تمت إدانته وسجنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة