حسين يوسف

هل خسرنا الرهان على وعى الشعب؟

الثلاثاء، 02 يونيو 2020 02:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 يبدو أننا خسرنا الرهان على وعى الشعب، فالزيادة الكبيرة فى أعداد الحالات اليومية التى فاقت 1500 حالة مصابة بكورونا، أخرجتنا من المعدل المتزايد طبقا للمنحنى الأفقى أو ما يطلق عليه تسطيح المنحنى، إلى المنحنى الرأسى الذى دائما ما يشهد قفزات كبيرة ومفاجئة لأعداد حالات الإصابة، وهو ما عانت منه دول كبرى ومتقدمة مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا فى البداية ثم تخطتهم بعد ذلك أمريكا وروسيا والبرازيل. 
 
كنا نتمنى أن يزيد الوعى لدى المواطنين، وأن يتعاملوا مع الأزمة من منطلق المسئولية المجتمعية والوطنية، وأن يكون الحرص والالتزام شعار الجميع، فى ظل تجنيد الدولة كل إمكانياتها لمواجهة هذا الفيروس للحفاظ على صحة المصريين، حيث تعاملت الحكومة المصرية منذ بداية أزمة كورونا بمنتهى الحكمة والحنكة والشفافية، ووضعت خطة استراتيجية تتضمن أكثر من سيناريو لمواجهة هذا الوباء اللعين الذى اجتاح العالم أجمع، ووضعت لكل مرحلة آليات التحرك لمواجة الفيروس، وأشادت منظمة الصحة العالمية وكذلك جميع المتخصصين المعنيين بخطة الحكومة المصرية التى ترتكز على أسس مدروسة لكبح جماح الفيروس والسيطرة على انتشارة عن طريق تسطيح المنحنى لمنع أى قفزات مرعبة، ونجحت فى الحفاظ على هذا المنحنى الأفقى لفترة تقارب الـ3 أشهر، كانت الأعداد تتراوح بين 100 أو 300 يوميا، وهو رقم تستطيع المنظومة الصحية فى مصر التعامل معه بشكل مرضى، ولا يشكل عبئا عليها، ولكن الزيادة المطردة والكبيرة فى أعداد الإصابات وتجاوزها الألف حالة يوميا، يزيد من الضغط على المنظومة الصحية، ما سيؤثر بالطبع بالسلب على كفاءة أدائها وقيامها بواجبها على أعلى مستوى، طبقا لما هو مأمول منها، خاصة أننا شاهدنا منظومات صحية فى دول كبرى ومتقدمة انهارت جراء استقبالها أعدادا كبيرة من الحالات المصابة، والتى تفوق استيعابها واستعداداتها.
لكن فى مقابل التعامل المدروس والخطط المستقبلية التى وضعتها الحكومة، للسيطرة على انتشار الفيروس، وقيامها بنشر وبث الحملات التثقيفية والإعلامية والإعلانية والبرامج الهادفة لتوعية الناس، ورسم خريطة الطريق لهم لكيفية الحماية من الفيروس اللعين نجد أن غالبية المواطنين فى واد آخر، وكأن الأمر لا يعنيهم، فالشوارع ممتلئة، والأسواق مكتظة، والزيارات المتبادلة مستمرة، وطبعا الإجراءات الاحترازية والوقائية ليس لها محل من الإعراب لدى الأشمل الأعم من المواطنين، وكان نتيجة ذلك القفزات الكبيرة والمقلقة جدا فى أعداد حالات الإصابة، والتى أخذت المنحنى الرأسى، وهو ما ينذر بسيناريو أسوأ لو استمرت الزيادة بتلك المعدلات الكبيرة.
 
المؤكد أنه لن تستطيع أى حكومة فى العالم مقاومة انتشار فيروس كورونا مهما امتلكت من إمكانيات، دون تعاون من المواطنين، وامتثاله للتعليمات الصحية الوقائية، واتباع الإجراءات الاحترازبة، وفى ظل عدم الوعى لدى كثير من المواطنين فخيرا فعلت الحكومة بالقرارات الأخيرة بفرض غرامات كبيرة على من يخالف تعليمات الوقاية، ولا يلتزم باتباع الإجراءات الاحترازية التى تصب فى صالح المعركة ضد تفشى الفيروس، لأن حماية صحة المصريين هى الهدف.
 
لدينا فرصة كبيرة لتصحيح الكثير من الممارسات الخاطئة، خاصة أننا شاهدنا أن استهتار ولا مبالاة البعض وضعنا على بداية طريق الخطر، وعلينا أن نعى تماما أن الإجراءات الاحترازية لحمايتنا جميعا فاستعمال الكمامة والمحافظة على التباعد واستخدام المطهرات ليست أمور صعبة بل هى فى متناول أى شخص، ولذلك فالواجب علينا أن يكون كل منا رقيب على نفسه وأهل بيته، وأن يكون ناصحا رشيدا لكل من حوله، ليبين لهم خطورة الوضع، إذا استمرت العادات الخاطئة من بعض الناس، وعلينا عدم السكوت على الأفعال الكارثية من البعض كقيام معدومى الضمير بتأجير الكمامات أمام المصالح الحكومية أو المؤسسات الخدمية، أو قيام بعض السائقين بتوزيع كمامات على الركاب وجمعها منهم مرة أخرى فى نهاية المشوار، وغيرها الكثير من الأساليب غير المسئولة التى قد تؤدى إلى ما لا يحمد عقباه فى حربنا ضد الوباء اللعين.
 
علينا أن نلتفت للخطر الموجود حولنا.. علينا أن نلتزم بتعليمات الوقاية والحماية.. علينا أن نثبت أن رهان الحكومة على وعى المواطنين كان فى محله.. لأنه السلاح الفعال للانتصار فى المعركة ضد فيروس كورونا.








الموضوعات المتعلقة

"روح الشغل.. وخليك فى البيت"

الأحد، 26 أبريل 2020 04:00 م

ألف حكاية.. وحكاية

الأحد، 24 مايو 2020 02:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة