تقود المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الأمم المتحدة، عصر اليوم الثلاثاء، مؤتمر مانحي اليمن لوضع خطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالى وسط تطلعات يمنية وخليجية وعربية بنجاح المؤتمر في حشد الدعم اللازم لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية الرامية إلى إسناد ملايين اليمنيين، على صعيد الغذاء والدواء والخدمات والتنمية.
يهدف المؤتمر إلى رفع الوعي بالوضع الإنساني في اليمن والدعوة لمساهمة المجتمع الدولي لتلبية خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الحالى، ودعم الاحتياجات الإنسانية الملحة هناك.
وفي حين تطمح الأمم المتحدة إلى خروج المؤتمر بنتائج جيدة على صعيد إعلان التعهدات من قبل المانحين، تؤكد إن عدم توفر التمويل المطلوب سيؤدي إلى تخفيض المكملات الغذائية لـ1.7 مليون طفل وامرأة حامل، ما قد ينجم عنه وفيات لأسباب يمكن الوقاية منها، فضلاً عن حاجة برنامج الأغذية العالمي إلى 200 مليون دولار شهرياً لتمويل برامجه.
أكدت الأمم المتحدة، أن حوالى 80 فى المائة من الشعب اليمنى بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.
وأن حجم الاحتياجات مذهل، وأن فيروس كورونا المؤكد فى اليمن منذ أبريل وينتشر بسرعة يهدد بتفاقم الكارثة، حيث تعمل أكثر من 200 منظمة إنسانية معًا لمساعدة أكثر من 13 مليون يمنى وهم بحاجة لتمويل .
المشاركون
يشارك في المؤتمر ما يزيد عن 126 جهة منها 66 دولة و 15 منظمة أممية و 3 منظمات حكومية دولية و أكثر من 39 منظمة غير حكومية ، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية و اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
يرأس وفد المملكة في المؤتمر الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ويضم المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية المتعددة الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد آل جابر، و مساعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي، و مساعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة للعمليات والبرامج المهندس أحمد بن على البيز.
آمال عربية
يأتي تنظيم مؤتمر المانحين لليمن تأكيدًا للدور الريادي للمملكة العربية السعودية لدعم اليمن ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق.
وتدعو المملكة الدول والجهات المانحة بالمبادرة ودعم الجهود الرامية لنجاح هذا المؤتمر الإنساني بالوقوف مع اليمن وشعبه.
وفي الوقت الذي تعقد فيه وكالات الأمم المتحدة آمالاً عريضة على نجاح المؤتمر في توفير التمويل الكافي لبرامجها القائمة في اليمن، كانت السعودية أعلنت أنها ستقدم خلال تعهدات المانحين نصف مليار دولار في سياق دعمها لخطة الاستجابة لهذا العام، إضافة إلى البرامج التي تمولها بشكل مباشر.
الجامعة العربية : مبادرة مهمة
ومن جانب آخر أشادت جامعة الدول العربية بتنظيم المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة بعد غد الثلاثاء مؤتمر المانحين لليمن 2020 افتراضيًا لزيادة الوعي بالأزمة الإنسانية في اليمن والإعلان عن تعهدات مالية لسد الاحتياجات الأساسية هناك.
ومن جانبه عبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، عن تطلعه بأن يسهم مؤتمر المانحين لليمن 2020، في حشد جهود المانحين الدوليين والوقوف مع اليمن بما يسهم في استعادة أمنه واستقراره، وتوفير الخدمات الأساسية لمواجهة التحديات الاقتصادية والصحية والأمنية الجسيمة.
ورحب الحجرف في تصريح نقلته وكالة «واس» ، بتنظيم المملكة لمؤتمر المانحين افتراضياً، بالاشتراك مع الأمم المتحدة. وقال إن ذلك يؤكد الدور الريادي السعودي لدعم اليمن ورفع المعاناة الإنسانية عن شعبه، امتداداً لإسهامات المملكة السخية حيث تعد الدولة المانحة الأولى لليمن تاريخياً.
وثمن الحجرف ما يقدمه مجلس التعاون لدول الخليج من دعم كبير لليمن وشعبه، حيث شكّلت المساعدات الإنسانية والتنموية الخليجية الجزء الأكبر من المساعدات كافة التي تلقاها اليمن خلال العقود الماضية.
ومن جهة أخرى، وصف رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل بن فهم السلمي، تنظيم المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر بأنه امتدادًا لإسهاماتها الإنسانية والتنموية لدعم الشعب اليمني ورفع المعاناة الإنسانية عنه، ويجسد دورها الريادي بوصفها الداعم الأول لليمن وأكبر الممولين لخطط الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة".
وأكد أهمية توقيت عقد المؤتمر في ضوء التداعيات الصحية والاقتصادية التي تفرضها جائحة كورونا بهدف مساعدة الشعب اليمني والتخفيف من معاناته، مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي استكمالاً للدعم المستمر الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لخطط الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن التي كان آخرها تقديم مبلغ قدره 500 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة، وتوقيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لعدد من العقود لتوفير الاحتياجات الضرورية من الأجهزة والمستلزمات الطبية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المُستجد في الجمهورية اليمنية.
رئيس البرلمان العربى
دور ريادى للسعودية
وأكد السفير السعودي لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر وهو أيضاً المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، أن المملكة هي أكبر المانحين لخطط الاستجابة الإنسانية في اليمن، سواء للأمم المتحدة أو بشكل مباشر لليمن، فبلغ إجمالى ما قدمته لليمن 17 مليا دولار منها 7.8 مليار دعم مباشر للاقتصاد، ونفذت المملكة عددا كبيرا من المشروعات التنموية والاقتصادية لشعب اليمن .
السفير السعودى باليمن
وكشف آل جابر في تصريحات سابقة أن المملكة ستسهم بمبلغ 500 مليون دولار في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن، منها 25 مليون دولار لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وأفاد بأن التحالف سيعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة الشرعية على استمرار تسهيل وتسريع إجراءات توريد المواد الغذائية والأدوية ومواد الطاقة الحيوية عبر ميناء الحديدة لضمان وصول هذه الإمدادات إلى وجهاتها المقصودة ولمساعدة الشعب اليمني في هذه الظروف العالمية غير العادية.
وأشار السفير آل جابر إلى أن الدعم الذي قدمته المملكة لليمن لم يقتصر على توفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لملايين المستفيدين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبقية المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، بل تجاوز ذلك إلى دعم البنك المركزي اليمني بـ2.2 مليار دولار لتحسين الوضع الاقتصادي واستقرار صرف الريال اليمني ودعم توفير المواد الغذائية الأساسية.
اليمن: نعول على المؤتمر
في السياق نفسه، تعول الحكومة اليمنية على أهمية عقد مؤتمر المانحين الذى تنظمه المملكة السعودية، بالشراكة مع الأمم المتحدة، لتسليط المزيد من الضوء على الأزمة الإنسانية فى اليمن، وبما يسهم فى دعم الحكومة اليمنية للملفات الاقتصادية والإغاثية والصحية والتنموية للحد من انتشار البطالة وتوفير سبل العيش للمواطنين.
وقال وزير الإعلام اليمنى الدكتور معمر الأريانى، إن دور السعودية فى دعم اليمن إنسائيا مازال رئيسيا ومؤتمر المانحين سيسهم بشكل كبير في دعم الجهود الدولية لتمويل المشاريع الإغاثية والإنسانية في اليمن،و أشار إلى ما تقدمه من برامج ومشاريع في كل المحافظات عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبرنامج إعمار وتنمية اليمن.
ومن جانبه طالب عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية الدول المانحة بالإسهام الفاعل في تمويل البرامج الإغاثية والإنسانية، وحشد التمويل اللازم لمشاريع الاستجابة الإنسانية، مشدداً على أهمية قيام المنظمات الدولية بالاستفادة من المبالغ المقدمة من المانحين، وذلك من خلال اتباع لا مركزية العمل الإغاثي، وتقييم وتقويم الأداء للمرحلة السابقة، وأهمية تعزيز الاقتصاد اليمني من خلال دعم العملة الوطنية والحفاظ على دورة نقدية سليمة يقودها البنك المركزي اليمني.
كما دعا المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على ميليشيات الحوثي الانقلابية لوقف التدخل في العملية الإنسانية والسماح للمنظمات الأممية والدولية بتنفيذ برامجها الإنسانية وعدم التعرض لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة