ليلة عاصفة جديدة شهدتها الولايات المتحدة، أمس الاثنين، مع استمرار الاحتجاجات على مقتل الأمريكى من أصل أفريقى جورج فلويد على يد الشرطة فى ولاية منيسوتا، فبعد تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية للتعامل مع المحتجين، دخلت الشرطة فى مواجهة مع المتظاهرين أمام البيت الأبيض استخدمت خلالها الغاز المسيل للدموع لتفريقهم تمهيدا لخروج الرئيس من مؤسسة الحكم لزيارة كنيسة قريبة سيرا على الأقدام، فيما فشلت قرارات حظر التجول التى تم اتخاذها فى عشرات المدن الأمريكية فى وقف موجة الاحتجاجات عبر البلاد.
ومن نيويورك شرقا إلى فيلادليفيا ولوس أنجلوس غربا، تم الإعلان عن حظر تجول قبل وقت قصير من تطبيقه. وفى مدينة بالتيمور التى تم الإعلان فيها عن حظر التجول قبل تطبيقه بنصف ساعة فقط، ظل المتظاهرون فى الشوارع يرددون "لمن هذه الشوارع؟ إنها شوارعنا".
واشتدت المظاهرات مع حلول الليل وبدء سريان حظر التجوال فى الوقت الذى لجأت فيه الشرطة إلى استخدام تكتيكات قوية لإخلاء الشوارع، وفى مدينة بالتيمور، سار الآلاف فى المدينة التى شهدت وفاة فريدى جراى أثناء احتجازه لدى الشرطة قبل خمس سنوات، مظاهرات مماثلة، وهى واحدة من أكثر مناطق تركز البيض فى الولايات المتحدة.
وفى مدينة مييابوليس بولاية منيوتا التى شهدت مقتل فلوريد، تجمع الآلاف سلميا أمام منزل الحاكم وتحركوا نحو مبنى الكابيتول بالولاية. وفى مدينة نيو أورلينز، سار حشد كبير عبر المدينة.
وفى كلمته التى ألقاها بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة، حث ترامب حكام الولايات أثناء مكالمة بالفيديو كونفرانس معهم أمس إلى الاتحاد، وإلا سيبدون كمجموعة من الحمقى، وهدد بإرسال الجيش ضد رغبة مسئولى الولايات والمدن.
وقالت ترامب أنه أوصى كل حاكم بشدة بنشر أعداد كافية من الحرس الوطنى حتى يسيطروا على الشوارع. وأضاف أنه اتخذ إجراءات سريعة وحاسمة لحماسة العاصمة واشنطن.
وشدد ترامب فى كلمته إنه لو رفضت أى مدينة او ولاية اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن حياة وممتلكان سكانها، فغن سينشر الجيش الأمريكى وبسرعة لحل المشكلة بالنسبة لهم.
وسيتضطر ترامب إلى استدعاء قانون الانتفاضة لعام 1807 لنشر أفراد الخدمة الفعلية للقيام بأعمال تنفيذ القانون على الأراضى الأمريكية. وتم استخدام هذا القانون من قبل من قبل الرئيس جورج بوش خلال أعمال شغب فى لوس أنجلوس عام 1992.
وتحدث ترامب لفترة وجيزة عن فلويد فى بداية كلمته، لكنه لم يقل شيئا عن وحشية الشرطة أو الظلم العنصرى فى أمريكا، بحسب ما قالت صخيفة الجارديان.
قالت صحيفة نيويورك تايمز أنه بعد أن أنهى الرئيس دونالد ترامب خطابه الذى ألقاه بالحديقة الوردية، قامت قوات من الحرس الوطنى ترتدى الزى المموه وتتسلح بدروع الشغب بالظهور أمام ضباط تنفيذ القانون ودفعوا المتظاهرين بعيدا عن بداية ميدان لافاييت خارج البيت الأبيض. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل اليدوية حتى يتمكن ترامب من زيارة كنيسة سانت جون لقريبة التى تضررت جراء الاحتجاجات فى ليلة الأحد الماضى.
ووقف الرئيس أمام الكنيسة حتى يتم التقاط الصور له وهو يحمل الإنجيل، وذلك بعد أن فرقت الشرطة المتظاهرين السلميين.
وسار ترامب على الأقدام فى طريقه للعودة إلى البيت الأبيض بعد دقائق.
من ناحية أخرى، قالت وكالة أسوشستدبرس أن شخصين قتلا فى مدينة شيكاغو مع استمرار الاحتجاجات على مصرع جورج فلويد، فيما تم إلقاء القبض على 60 شخص حيث شهدت الاحتجاجات اقتحام لمتاجر ومحلات فى المدينة. وفى مدية سان وريس بولاية ميزورى، تعرض أربعة من رجال الشرطة لإطلاق النيران خلال الاحتجاجات.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن مسئولى البنتاجون أعربوا عن قلقهم إزاء تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية للسيطرة على الاحتجاجات.
ونقلت الشبكة عن مسئولى وزارة الدفاع الأمريكية قولهم إن هناك استياءً عميقا ومتناميا بين البعض فى البنتاجون حتى قبل أن يعلن الرئيس أمس، الاثنين، أنه مستعد لنشر الجيش لفرض النظام داخل الولايات المتحدة.
ومع إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين السلميين فى حديقة لافايت أمام البيت الأبيض، أعلن ترامب من الحديقة الوردية أنه لو رفض قادة المدينة أو الولاية اتخاذ الإجراءات الضرورية للدفاع عن حياة وممتلكات مواطنيها، فإن سيلجأ لقانون يسمح للرئيس بنشر الجيش الأمريكى لوقف الاضطراب المدنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة