"قف إنها بجلالة الآيات فيها هدى وسكينة وثبات .. رتل وجوّد ما استطعت حروفها وابسط فؤادك إنها النفحات".. نفحة اليوم تطل علينا فى الذكرى الواحدة والخمسين على رحيل أحد أعلام ورواد التلاوة المتميزين بتلاوته المرتلة والمجودة، والذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 20 يونيو من عام 1969م، عن عمر ناهز 49 عاما، إثر إصابته بدوالى المرىء إنه فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوى.
اليوم السابع انتقل إلى مقر ضريح الشيخ محمد صديق المنشاوى بمسقط رأسه بمدينة المنشأة جنوب محافظة سوهاج لتعيد للأذهان مرة أخرى أهم النفحات فى حياة هذا القارئ العظيم ، حيث أنه القارى الوحيد الذى انتقلت إليه الإذاعة المصرية لتنقل تلاوته الرائعة التى أسجلت القلوب والصدور وخشعت فى سكون تزف الدموع من حب التعلق بالقرآن الكريم.
وكان فى استقبالنا بالضريح الشيخ حسين عاشور أبو تائب أحد أبناء عمومة الشيخ محمد صديق المنشاوى وشمندى عبداللاه خفير المدافن منذ أكثر من 65 عاما والتقى الشيخ فى سن السابعة من عمره، حيث أكد الأول أنه حتى هذه اللحظات وقبل جائحة كورونا كنا نستقبل العديد من الشخصيات من الدول الأجنبية مثل الهند وباكستنان وألمانيا وأعداد من الدول العربية يأتون لزيارة ضريح الشيخ محمد صديق المنشاوى، حيث أن الشيخ رحمه الله كان قد زار تلك البلاد وأسلم على يديه الكثير وأبناء من أسلموا يأتون بصفة دورية إلى الضريح لقراءة الفاتحة.
وأضاف عاشور أن الشيخ سافر إلى فلسطين والعديد من الدول وحصل على العديد من الأوسمة وهو سيظل خالد بقراءة القران الكريم أبد الدهر .
أما خفير المدافن فقد كشف عن سر بالغ الأهمية أن الضريح لا يفتح إلى للأطهار فقط من أصحاب القلوب النقيه المتعلقه بالله عز وجل، وروى أن أحد القيادات حضر من مكان بعيد بدولة عربية ووقف أمام الضريح وحاول الدخول ولكن الضريح لم يفتح أمامه وكأن فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوى رفض استقباله والشيخ كانت علاقته قويه بربه ومحب للخير ومكانه طاهرا ولا يدخله إلا طاهر.
يذكر أن الشيخ محمد صديق ولد فى مركز "المنشأة" محافظة سوهاج، ونشأ فى بيت علم وفضل واهتمام بتلاوة القرآن الكريم وتدارسه، ووالده صديق السيد كان من القراء المجيدين، اشتهر فى مصر وله تسجيلات بإذاعة سوريا ولندن ما زالت تبث حتى الآن وعمه أحمد السيد كان أيضا قارئاً مشهوراً، رفض القراءة فى القصر الملكى بسبب شرطه الذى أعجز الملك، وهو أن يمنع المقاهى من تقديم المشروبات الكحولية أثناء إذاعة القرآن من القصر الملكى.
التحق محمد صديق المنشاوى بكتاب القرية، وعمره أربع سنوات، فأحاطه المعلم "أبو مسلم" بمزيد من الرعاية والاهتمام، حتى أتم ختم القرآن الكريم وهو فى سن الثامنة، وانتقل إلى القاهرة ليتعلم علوم القرآن ونزل فى ضيافة عمه، وعند بلغ الثانية عشرة درس علم القراءات على يد الشيخ محمد مسعود الذى أعجب به، وأخذ يقدمه للناس فى السهرات، حتى بلغ الخامسة عشرة فاستقل عن شيخه ووالده بعد ذيوع صيته فى سوهاج وما حولها.
ظل يقرأ فى المساجد والمحافل حتى اشتهر أمره وصار قارئاً معتمداً لدى الإذاعة المحلية، حاملاً لقب "مقرئ الجمهورية المصرية المتحدة" كما قدمه المذيع من مسجد مصطفى باشا بدمشق، الذى قرأ فيه أوائل سورة يوسف، هو مقرئ الجمهورية المصرية المتحدة فى زمنه، ومقرئ مصر والعالم فى كل زمن قادم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة