منذ بداية مايو الماضى، دخلت القوات الصينية فى مواجهة مع نظيرتها الهندية فى منطقة لاداخ فى جبال الهيمالايا، ويسعى الجانبان إلى اتفاق لنزع فتيل التوتر بينهما فى السادس من يونيو، لكن الانسحاب المشترك من وادى جالوان حدث بشكل خاطئ فى 15 يونيو، حيث تحدق مسئولو الجيش الهندى عن صدامات أسفرت عن سقوط 20 قتيلا. ورغم أن الصين لم تقدم أرقاما رسميا، فإن تقارير إعلامية هندية غير مؤكدة اشارت إلى سقوط أكثر من 40 قتيلا.
بعد مكالمة هاتفية بينهما فى 17 يونيو، اتفق وزيرا الخارجية الهندى والصينى على تجنب تصرفات يمكن أن تصعد الصراع، وفى نفس اليوم، قال رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى إن بلاده تريد السلام، لكن فى حالة الاستفزاز سيكون لديها رد.
لكن التوترات بين الجانبين عمرها أكبر بكثير من الأسابيع القليلة الماضية، بل هى ممتدة على مدار عقود من خمسينيات القرن الماضى، حيث تجوب قوات الطرفين المنطقة الحدودية الممتدة منذ سنوات طويلة، حيث إن المنطقة الحدودية المتنازع عليها والتى يبلغ طولها 2200 ميل هى موضوع دائم للمزاعم المتعارضة والتوترات، بما فى ذلك حرب وجيزة فى عام 1962.
وبحسب ما يقول تقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكى، فإن هذه الحدود ليست محددة، وتختلف رؤية الصين والهند بشأن كيفية تحديدها مما أدى إلى اعتداءات حدودية متكررة، لم تسفر فى الأغلب عن توترات، حيث أن مواجهة حدودية مثل الموقف الراهن أمر لا يتكرر كثيرا، وإن كانت هذه رابع مرة يحدث فيها الأمر منذ عام 2013.
رئيس وزراء الهند
وتعد منطقة لاداخ معقدة بشكل خاص لأن بها سمات غير عادية، فبها منطقة "كاساى تشين" التى طالما طالبت بها الهند لكن الصين تسيطر عليها، كما بدأت الصين بناء طريق عبر المنطقة فى عام 1959 يربط التبت بشينجيانج، واحتلتها منذ عام 1962. وهناك أرض أيضا سلمتها باكستان للصين عام 1963. وثبت أن إجراء مسح للمنطقة ورسم خرائط التضاريس بها أمر صعبا للغاية.
وفيما يتعلق بالسبب وراء نشوب التوتر الحالى، يقول التقرير أنه لا يوحد سبب محدد لوصول الأمر إلى أسوأ وضع منذ عقود حيث سقط ضحايا لأول مرة منذ 45 عاما. فقد أشارت الهند والصين إلى روايات مختلفة لما حدث. لكن بشكل عام تشير التفسيرات الهندية إلى أن الصين لم تكن راضية بما فعلته الهند فى أغسطس الماضى لإنهاء الحكم الذاتى لكشمير، والذى نشأ عنه اتحاد أراضى لاداخ. ورأت الصين أن قيام الهند ببناء طرق فى المنطقة على أنه تغيير للوضع الراهن وتحدى لمكانتها الإستراتيجية. كما أن الصين لا يعجبها تقارب الهند مع الولايات المتحدة وحلفائها فى آسيا.
وفيما يتعلق بسيناريوهات الحل، يقول مجلس العلاقات الخارجية أنه من الصعب معرفة خطوات الصين، لكن خيارات الهند تظل محدودة، حيث أن البحث عن صراع فى ظل الأزمة الاقتصادية وباء كورونا ليس خيارا جيدا، ومن المرجح أن تقيم الهند خيارات أخرى غير عسكرية مثل مقاطعة البضائع الصينين التى اكتسبت تأييداـ لكن ربما تتخذ الحكومة مزيدا من الخطوات مثل التدقيق الأكبر فى الاستثمارات من الصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة