غالبًا ما يطلق على الملحمة اليابانية من القرن الحادى عشر "قصة غنجي"، تسمية "الرواية الأولى" فى العالم، وهو عمل كلاسيكى الذى ألفته الأديبة اليابانية موراساكى شيكيبو، وترك تأثيرًا غير مسبوق فى عالم الأدب، تعد من الروايات الأولى والأشهر على الإطلاق فى الأدب الياباني.
تدور أحداث القصة حول شخصية "هيكارو نو غنجي"، وحسب الرواية دائمًا هذا الشخص من النبلاء وينتمى إلى عائلة "ميناموتو"، رغم أنه ابن أحد الأباطرة إلا أنه ولأسباب سياسية، تم إبعاده من البلاط ثم أسندت إليه مهام إدارية. تبدأ القصة فى سرد الأحداث الرومانسية التى يتعرض لها البطل، كما تصور العادات والتقاليد السائدة آنذاك.
قصة غنجى
وتبرز رواية غنجى ليس فقط لقوتها فى البقاء كل هذه السنين، ولكن لتصويرها الحياة الجنسية الدقيقة فى المجتمع اليابانى فى القرن الحادى عشر، حيث كان رجال البلاد الملكى يغرون النساء بقصائد مكتوبة على ورق معطر، يتم إلقاؤها عليهم خلال مناسبة مميزة.
تبدو الرواية وكأنها كتبت بأسلوب خاص لم يعهد من قبل، ولعل السبب فى ذلك راجع لكون الرواية أوجدت لمهمة خاصة، وهى تسلية نساء البلاط، وقد تجلت لأول مرة كل عناصر الرواية الحقيقية فى هذه القصة، الأحداث المتتالية فى إطار زمنى ثم الراوى الذى يشرح هذه الأحداث.
الكاتبة موراساكى شيكيبو ألفت الكتاب بلغة قديمة وأسلوب شاعرى مربك يجعله غير قابل للقراءة بالنسبة لليابانيين العاديين، ولم تتم ترجمة "قصة غنجي" إلى اللغة اليابانية الحديثة حتى أوائل القرن العشرين على يد الشاعر أكيكو يوسانو.
تنقل هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية "بي.بي.سي" عن أستاذة الفن والثقافة اليابانية فى جامعة هارفرد، ميليسيا ماكورميك، قولها: "كانت موراساكى شيكبيو تكتب بأسلوب أدبى يعتبر فى وقتها مشيناً إلى حد ما. كانت القصص من الخيال فى الدرجة الأدنى ضمن مقاييس التسلسل الهرمى لهذا النوع، لكن على الرغم من ذلك ولأنها مكتوبة بيد امرأة، فإن الكتاب من القوة بحيث ينبغى أن يؤخذ على محمل الجد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة