بطل من أبطال رجال الجيش الأبيض، سطر اسمه بحروف من ذهب بين الأبطال لحماية ودعم وعلاج مصابى فيروس كورونا المستجد بمستشفيات العزل الصحى بمحافظة الأقصر، هو الشاب عمرو الكردى أخصائى تصوير الأشعة الذى لم يتعد عمره 30 عاما، والذى تطوع بنفسه لخدمة المصابين من أهله فى أزمة إصابتهم بفيروس كورونا حتى الشفاء، وذلك لـ3 فترات تعدت الـ45 يوماً.
البطل الأقصرى من الجيش الأبيض عمرو الكردى أخصائى تصوير أشعة بنزل الشباب بالطود للعزل، لم تتوقف بطولته عن التطوع لخدمة وعلاج مصابى فيروس كورونا فقط، ولكنه قدم بطولة أخرى هو وخطيبته حيث قرر أن يؤجل حفل زفافه الذى كان مقرر له فى أيام عيد الفطر المبارك، وذلك لحماية زوجته المستقبلية وأسرته وأسرتها من التجمعات والعدوى بفيروس كورونا، وكذلك لاحتياج مستشفيات العزل له وباقى الأبطال من مختلف التخصصات الطبية لعلاج ودعم مصابى فيروس كورونا.
وفى هذا الصدد يقول عمرو الكردى أخصائى تصوير أشعة فى المدينة الشبابية بمدينة الطود لعزل مصابى كورونا، أن بداية تواجده بنزل الشباب كانت أول شهر رمضان المبارك حيث أنه يعمل بمستشفى العديسات، وعلم ببدء العمل بنزل الشباب فقام بالتطوع لمشاركة رجال الجيش الأبيض فى تلك المهمة الوطنية، حيث أنه كان مقرر إقامة زفافه فى عيد الفطر المبارك ولكنه أجل الفرح، وبدء العمل فى نزل الشباب.
وأضاف عمرو الكردى المتطوع لخدمة مصابى كورونا لـ"اليوم السابع"، أنه فى الفترة الأولى للعمل كانت توجد حالات شفاء كثيرة بنزل الشباب، وبعد سلسلة النجاحات قررت هو وزميل له مدة فترة التواجد لهما بالعزل لفترة جديدة وقضوا حوالى 30 يوماً داخل نزل الشباب بالطود، ثم عاد للفترة الثالثة والتى يقضيها حالياً ليتم حوالى 45 يوماً فى خدمة مصابى كورونا داخل النزل، وعن المشاهد المبهجة فى عيد الفطر المبارك أكد على أنه وزميله فكروا كيف يتم إدخال البهجة بين المصابين خلال أول أيام العيد لدعمهم نفسياً، ومدير العزل وقتها الدكتور وليد عرابى وافق على الفكرة، وجهزوا كافة الأدوات اللازم لدعم المصابين دون إقامة صلاة العيد لمنع التجمعات، وبعد ذلك الموقف خرج عدد كبير من المصابين شفاء بعد دعمهم نفسياً.
وعن تأجيل حفل زفافه، قال عمرو الكردى، إنه قرر تأجيل حفل زفافه لكونه تطوع فترتين فى شهر رمضان، وحالياً يقضى فترة ثالثة للعزل داخل نزل الشباب، موضحاً أن العروسة كانت لها دعم كبير له فهى البطل الحقيقى فى التأجيل، والتى رحب جداً بهذا الأمر لدعمه وحثه على خدمة المصابين بكورونا، موجهاً الشكر لأسرته على دعمه بالبقاء فى العزل لخدمة المصابين حتى الشفاء التام ونهاية الأزمة من مصر، مؤكداً على أن والدته من أكبر الداعمين له وعندما حصل على فترة راحة بعد العيد طالبته بسرعة العودة لنزل الشباب لخدمة باقى المصابين حتى يؤدى دوره على أكمل وجه لعلاجهم.
وأكد عمرو الكردى أخصائى تصوير أشعة بنزل الشباب بالطود، أنه يتم توفير كافة طلبات المصابين داخل نزل الشباب عبر الإتصال الهاتفى دائماً وكذلك رسائل الواتس آب، وتوفير العلاج للجميع وسماع شكواهم وتوفير الدعم اللازم لهم، ويومياً يتم إجراء التريض لكافة المصابين لبحث شكاواهم وتلبية كافة طلباتهم، لخدمتهم فى الدعم النفسى، وعن ممارسات الأهالى فى القرى والنجوع أكد على أن أهل الصعيد إجتماعيون جداً، ويحضرون المناسبات السعيدة والحزينة من أفراح ومناسبات وجنازات وعيادة مرضى ومصابين، وهو ما يؤدى للضرر بهم، قائلاً: "أنا أجلت فرحى عشان أهل العروسة وأهل ميجتمعوش ويبقى فيه حماية للجميع، مش هتجوز وأبقى سبب إن حد يتصاب، كلنا قرايب ونتمنى رؤية أهالينا ولكن تلك الأزمة تحتاج التكاتف ومنع التجمعات، فنحن فى فترة وباء وعلى الجميع منع الإختلاط لحماية أرواح الجميع"، وفى النهاية وجه الشكر لكافة زملائه والدكتور أحمد العديسى الذي لا يتأخر عن أية طلبات لأي شخص من الفريق الطبى وفريق العزل ويوفر لهم كل شيئ يحتاجونه لتوفير أفضل بيئة عمل للجميع.
ومن المواقف المؤلمة التى مرت عليه خلال العزل، أكد عمرو الكردى أن صديقه "أحمد" فنى الأشعة علم بإصابة والدته وظل بجوارها فى مستشفى حميات الأقصر لعدة أيام، حتى تم تحويلها لمستشفى عزل إسنا لكونها تحتاج لعناية مركزة وأجهزة تنفس، وتم نقله لنزل الشباب وكان يقوم عمرو بخدمته خلال فترة العلاج من الفيروس، وبعد أيام علم بوفاة والدته داخل مستشفى العزل وظل يبكى عليها كثيراً وهو لا يستطيع حضور جنازتها ودفنها لكونه محجوز بمستشفى العزل، وهو أصعب موقف مر عليه خلال فترة العزل الصحى بالمدينة الشبابية بالطود.
وتعتبر المدينة الشبابية بالطود أحد مستشفيات العزل الصحى بمحافظة الأقصر، أحد أبرز أماكن النجاح فى علاج المصابين بكورونا بصعيد مصر، حيث أنها نجحت منذ 19 أبريل الماضى وحتى الآن فى خدمة علاج وشفاء أكثر من 180 حالة من فيروس كورونا، حيث أعلنت مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، فى 19 أبريل الماضى عن خروج أول حالتين بعد تعافيهما وشفائهما من كورونا وسط أجواء مبهجة بين الفريق الطبى والتمريض المتواجدين لخدمة المصابين والحالات التى تحولت نتائجها لسلبية داخل المدينة الشبابية، وذلك فى أول خطوات النجاح بموقع عزل المصابين الذين تحولت نتائجهم من إيجابية لسلبية بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بمحافظة الأقصر بمقر المدينة الشبابية الدولية بمدينة الطود، وتوالت بعدها النجاحات بخروج الحالات لتصل لـ162 حالة شفاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة