لو قرأ المتآمرون والغزاه والطامعون بعضا من تاريخ مصر لأدرك معنى أن تغضب هذه الدولة التى جاءت أولا ثم جاء بعدها التاريخ.. لو عاد السلاطين والحكام المغرورين بالذاكرة قليلا الى الوراء وفتحوا صفحات التاريخ القريب وقرأوا بصوت عال كيف لقنهم الجيش المصرى هزائم منكرة برا وبحرا ووقف عند حدود عاصمة امبراطوريتهم المريضة لادركوا أن لمصر نصف آخر متجهم ..شديد البأس..وقاس على أعداءها الجهلة فقط هم من لا يقرأون وهم من ينطبق عليهم قول المتنبى "اذا رايت أنياب الليث بارزة فلا تحسبن ان الليث يبتسم".. فالليث يصبر ويتريث ويتعقل لكنه حينما يغضب لن ترى منه الا لهيب يشوى ونيران تحرق دفاعا عن أرضه وعروبته وأمنه القومى..وهذا هو قدر الليث المصرى طوال تاريخه.
بالأمس قالت مصر كلمتها التى انطلقت كالسهام الحمراء فى كل اتجاه ليفهم كل ذى عقل اشارة تلك السهام..كلمات قوية وواضحة على لسان قائد مصر وضع نقاطا ضخمة على كل المعانى والحروف لكى يقرأ الجاهل الواقع وحقائق التاريخ ..أمام جيش مصر فى الغرب قالها السيسى ..الصبر ليس تردد أو ضعف بل حكمة وتروى وقرار ..من سوف يقترب من أمن مصر القومى فليجرب ..فلن يعبر للشرق ولن يعود الى الغرب..نحن دعاة سلام وأمن واستقرار ولكننا أقوياء برشد وعقل ..ومن يستفز الليث عليه أن يتحمل غضبه.
هذه الكلمات عبرت بوضوح وصراحة عن مصر الصبورة القوية ..التى لا تعتدى أو تغزو بل تحمى وتدافع وتساند وتدعم ولا ترضى بالذل أو الهوان أو الاستعلاء والغرور والصلف..مصر التى دافعت وتدافع عنها أمنها وأمن أمتها العربية ..هذا هو نصف مصر الآخر الذى لا يعرفه الجهلة والمرتزقة والواهمون
لقد تحدثت مصر بالامس عن نفسها بكل ثقة وجدارة ..فأصغت اليها الآذان فى الشرق والغرب وصمتت التصريحات العنترية وجاء رد الفعل مساويا لقوة الحديث والمنطق وأول ما جاءت من عاصمة السلطان المغرور من أنقرة على لسان وزير الخارجية التركى تشاووش أوغلو، الذى قال تعقيبا على تصريحات الرئيس السيسي أن بلاده تقدر أهمية ليبيا بالنسبة لمصر ولا يمكن التغاضي عن ذلك، وأوضح أ أن الحل السياسي هو الأفضل للأزمة في ليبيا، وله أهمية مصيرية لدول الجوار.
فماذا نسمى ذلك..وما معنى هذه اللغة الدبلوماسية التركية الهادئة والحديث عن السلام فى ليبيا على عكس تصريحات رئيسه المغرور المصاب بلوثة السلطنة.. ..هل وصلت الرسالة المصرية..
من واشنطن تعلن الخارجية الأمريكية أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ليبيا يعكس أهمية العمل على وقف النار.
ولأن مصر لا تدافع فقط عن أمنها ولكن أيضا عن أمن آمتها العربية فقد سارعت الدول العربية الى دعم مصر ومساندتها فى حقها فى الدفاع عن أمنها وأمن عروبتها ..فالسعودية أعلنت ان امن مصر جزءا لا يتجزءا من امن المملكة وايدت الامارات والبحرين . وفى الداخل الليبى كان رد الفعل المبتهج لحديث الرئيس وتاثيره فى رفع الروح المعنوية للشعب الليبي
مصر التى خاضت معارك فاصلة دفاعا عن أمتها العربية والاسلامية وانتصرت لوجودهما ..تخوض الآن معركة جديدة ضد الغزاه والطامعين ومرتزقة الأرض..والتاريخ دائما يذكرنا بالنصر..لأنها معارك حق ضد باطل ..معارك تحرير وكرامة ضد طغيان واستعمار