فى الوقت الذى أنهت المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، حظر التجول ضمن خطوات المرحلة الثالثة من خطة العودة للحياة الطبيعية، عقب إغلاق دام ثلاثة أشهر، وما رافق الإعلان من ملامح للحياة، وأبرزها فتح 1560 مسجدا فى مكة المكرمة، وعودة الأنشطة الاقتصادية وعودة تدريجية للموظفين لمقار عمله، وفتح دور السينما، مازالت الأعين تترقب أنشطة أخرى لم يتم الإفصاح عن عودتها بشكلر رسمى فى مقدمتها العمرة، والسياحة وفتح المطارات للرحلات الدولية.
فقد صرح مصدر مسئول فى وزارة الداخلية السعودية، أنه إلحاقًا بالبيان الصادر فى 26 مايو الماضى، وبناءً على ما رفعته الجهات الصحية المختصة بشأن الإجراءات التى اتخذتها المملكة فى مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وإمكانية العودة إلى الأوضاع الطبيعية، مع اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، مؤكدة استمرار تعليق الرحلات الدولية والدخول والخروج عبر المنافذ، مع استمرار تعليق العمرة والزيارة.
المرحلة الثالثة
تتركز المرحلة الجديدة، على مفهوم «التباعد الاجتماعي» الذى برز جلياً منذ بدء أزمة كورونا فى جميع أرجاء العالم، وينص على ترك مسافة مترين على الأقل بين كل شخص فى الأماكن العامة لمنع انتقال العدوى.
إضافة إلى تغطية الفم والأنف بلبس الكمامة، والامتثال للبروتوكولات الوقائية فى أماكن العمل والمتاجر والمساجد والمزارات السياحية، مع ضرورة ألا تتجاوز التجمعات البشرية 50 شخصا كحد أقصى.
ورفعت المملكة منعا للتجول دام لقرابة الشهرين، اليوم، فى جميع مناطق ومدن المملكة، وخففت الكثير من قيود الحركة والتنقل بين المدن، وسط إجراءات وقائية مشددة.
عودة المصلين لمساجد مكة
سمحت لوسائل النقل باستئناف رحلاتها بين المدن سواء الجوية أو البرية، رغم ذلك إلا أن الطيران الدولى لا يزال معلقاً حتى إشعار آخر، علاوة على استمرارية تعليق الدخول والخروج عبر الحدود البرية والبحرية.
وأُعيد فتح المساجد أمام المصلين فى جميع مدن المملكة، بعد أن كانت مغلقة فى مدينتى مكة المكرمة وجدة، وأقرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عدداً من الإجراءات الاحترازية والأخذ بالبروتوكولات الصحية فى المساجد والجوامع بمختلف مناطق المملكة تزامناً مع عودة الحياة بشكلها الطبيعي.
وتضمنت الإجراءات فتح المساجد قبل الأذان بوقت كافِ وإغلاقها بعد الصلاة بـ30 دقيقة، مع الإبقاء على تقليل مدة الانتظار بين الأذان والإقامة إلى عشر دقائق عدا صلاة الفجر بـ 20 دقيقة، ورفع المصاحف والكتب مؤقتاً.
وإلزام المصلين على ترك مسافة متر ونصف بين كل مصلى وآخر من جميع الجهات، والتأكيد على إغلاق جميع برادات وثلاجات المياه، وعدم السماح بتوزيع المياه أو المأكولات فى المسجد أو أى شيء آخر من طيب وسواك، وإغلاق دورات المياه وأماكن الوضوء.
وتضمنت التزام المصلين بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية من لبس الكمامة القماشية، وأن يكون الوضوء فى المنزل، وعدم التزاحم عند دخول المساجد أو الخروج منها.
وراعت الإجراءات النظر فى جميع الجوامع التى يلاحظ فيها الازدحام وقت صلاة الجمعة وتحديد أقرب مساجد لها مهيأة لكى تقام فيها الصلاة على أن يتم فتح الجوامع قبل دخول الوقت بـساعة وإغلاقها بعد الصلاة بـ 30 دقيقة، وألا تتجاوز خطبة الجمعة مع الصلاة 15 دقيقة.
وفتحت صالونات الحلاقة الرجالية وصالونات التجميل النسائية أبوابها أمام الزبائن اليوم، وفق بروتوكولات محددة من وزارة الشؤون البلدية والقروية.
وحثت الوزارة الصالونات على استقبال الزبائن بحجز مسبق إن أمكن، والانتظار خارج الصالون أو تطبيق التباعد الاجتماعي. وأوضحت الوزارة أن واجبات العاملين تجاه الزبائن تتمثل فى استخدام أدوات حلاقة جديدة لكل عميل، وتقديم الخدمة لهم من قِبَل عامل واحد، والاقتصار على خدمات قص الشعر وحلاقة الذقن دون الخدمات الأخرى كتنظيف بشرة وخلافه.
ودعت الوزارة العملاء إلى جلب أدوات الحلاقة الشخصية الخاصة بهم، وإلغاء جميع خدمات المساج فى ظل الظروف الراهنة، وذلك فيما يخص صالونات الحلاقة الرجالي.
أما عن صالونات التجميل النسائية، حددت عدة شروط أبرزها التزام النساء بغسل شعورهن قبل الذهاب للصالونات.
وشددت البروتوكولات على عدد من الإجراءات الواجب الالتزام بها وتتمثل فى التخلص من الأدوات المستخدمة بعد كل عملية، واستخدام أدوات جديدة لكل عميلة، والتزام العاملة بلبس كمامة عند غسل الشعر للعميلات.
وتشمل الإجراءات أيضًا استخدام دروع الوجه أو النظارة خلال الغسيل وتنظيف الشعر والبشرة، وإلغاء جميع خدمات المساج أو حمامات البخار فى الصالونات، وتقديم الخدمة للعملية من قِبَل عاملة واحدة، ومنع التناوب فى الخدمة.
وفى سياق متصل، أكدت الوزارة استمرار منع تقديم المعسل والشيشة فى المقاهي، وإغلاق أماكن ألعاب الأطفال فى المطاعم، كإجراء احترازى حفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الرياضة، عودة النشاط الرياضى للصالات والمراكز الرياضية، اليوم، ونشرت بروتوكولا مماثلاً يشمل عدة تدابير لعودة النشاط الرياضى فى الصالات والمراكز الرياضية.
إجراءات وقائية بالتزامن مع إعادة الفتح
وجاء فى نص البروتوكول، وضع نقطة فحص عند جميع المداخل التى تتضمن قياس درجة الحرارة والسؤال عن الأعراض التنفسية، تدريب المسؤولين فى نقاط الفحص على طريقة الفحص واستخدام جهاز قياس الحرارة، منع المشتركين أو اللاعبين الذين لديهم ارتفاع فى درجة الحرارة من الدخول، عدم تمكين أى شخص لديه أعراض الإنفلونزا من العمل حسب تقرير الطبيب المُعالج.
وفى حال وجود سكن للعاملين، يُفضل تجهيز غرفة عزل للحالات المشتبه بها فى مقر السكن المخصص». وأضاف البروتوكول: «الإبلاغ عن الحالات التى تظهر بين العاملين ممن لديهم ارتفاع فى درجة الحرارة أو أعراض تنفسية، بجانب تطبيق البروتوكول فى حال تسجيل حالة مؤكدة».
إعادة فتح دور السينما
وأعلنت المملكة أيضا إعادة فتح دور العرض السينمائى، مع التأكيد على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد، بحسب ما أعلنته الهيئة العامة للإعلام المرئى والمسموع. وأهابت الهيئة بجميع مشغلى دور السينما بالالتزام بما يتضمنه الدليل الإرشادى لعودة نشاط السينما من تدابير وإجراءات وقائية تسهم فى الحفاظ على صحة وسلامة الزوار.
ورفعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الأحد، نسبة حضور الموظفين لمقرات العمل إلى ما لا يزيد عن 75% فى جميع مدن ومحافظات المملكة، وذلك مع استمرار العمل بتطبيق البروتوكولات الوقائية للقطاع العام للحد من انتشار فايروس كوفيد-19 التى تصدرها وزارة الصحة على موقع المركز الوطنى للوقاية من الأمراض ومكافحتها (وقاية).
وأضافت الوزارة أنه يستمر تطبيق الدوام المرن ليكون الحضور لمقر العمل خلال 3 أوقات في اليوم: تبدأ المجموعة الأولى ابتداء من الساعة 7:30 ص، وتبدأ المجموعة الثانية من الساعة 8:30 ص، أما المجموعة الثالثة فتبدأ من الساعة 9:30 ص، ويستمر الموظفون والموظفات من غير المشمولين بنسبة الحضور لدى الجهة الحكومية بالعمل، وفق أسلوب العمل عن بُعد، وتستمر الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، حسب تصنيف وزارة الصحة بالعمل عن بُعد.
ودعت الوزارة جميع العاملين في مقرات العمل في القطاعين العام والخاص، الالتزام بالبروتوكولات الوقائية، المنشورة على موقع المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها، وستوقع العقوبات النظامية بحق المخالفين للتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية.
مساجد مكة تعود
ونشر الحساب الرسمى لإمارة منطقة مكة المكرمة على "تويتر" صورا تبرز عودة المصلين لمساجد مكة المكرمة بعد إعادة فتحها بعد غلقها أمام المصلين 3 أشهر ، حيث أدى المصلون صلاة الفجر وسط التزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية الخاصة بـ"كورونا".
وأكدت إمارة مكة أن الإدارة العامة للمساجد والدعوة والإرشاد بالعاصمة المقدسة؛ قامت بتهيئة كافة مساجد وجوامع مكة المكرمة البالغ عددها تقريبًا 1560 مسجدًا؛ والتي شرعت أبوابها للمصلين في أول صلاة وهي صلاة الفجر، بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر بسبب ما فرضته جائحة كورونا.
ويعد "التباعد الاجتناعى" بين المصلين مسافة لا تقل عن مترين، أبرز تلك الإجراءات إضافة إلى سجادة ذات الاستعمال الواحد، وتطبيق التباعد بين كل صفين، إلى جانب مفتاح السلامة في كل مسجد، وهو مفتاح يستخدمه المؤذنون لفتح وإغلاق المصابيح دون لمسها.
وأضافت أن فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة سيقوم بمتابعة أي مخالفات صحية قد تحدث، حيث يقوم الفرع بمعالجتها وفق الأحكام والإجراءات النظامية في المساجد والجوامع.
وأعلنت الوزارة على عدد من الإجراءات الخاصة بعودة صلاة الجمعة أيضا ومن أهمها السماح بإقامة صلاة الجمعة مؤقتا في المساجد القريبة من الجوامع المزدحمة و فتح المساجد قبل الصلاة بـ ( ساعة ) وإغلاقها بعد الصلاة بـ 30 دقيقة ، وأ لا تتجاوز مدة الخطبة مع الصلاة 15 دقيقة.
عودة الرحلات الدولية
وفيما يتعلق بالرحلات الدولية، فبعد إعلان وزارة الداخلية السعودية رفع منع التجول واستمرار تعليق الرحلات الدولية والدخول والخروج عبر الحدود البرية والبحرية. أكد إبراهيم الروساء، المتحدث باسم الهيئة العامة للطيران المدني السعودي أن قرار عودة الرحلات الدولية لدى الجهات المختصة، وهي التي تقرر الموعد المناسب.
وعن البروتوكولات التي ستطبق على المسافرين، أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني في وقت سابق دليلا إرشاديا لعودة الرحلات الداخلية يتضمن توجيهات وقائية وتعليمات احترازية ضد فايروس كورونا للمسافرين والعاملين في المطارات والطائرات، ويمكن الاطلاع عليه في موقع الهيئة على شبكة الإنترنت.
