تشهد الصومال أزمات مستمرة بعد أن ضربتها الفيضانات خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى انتشار الجراد ويأتى ذلك بالتزامن مع وباء كورونا القاتل، الذى تسبب وفقا للاتحاد الأفريقى فى إصابة 8 آلاف و316 مواطنا و506 حالات وفاة، فى الدولة التى تعانى فى الأساس من سوء الأوضاع الاقتصادية والنظم الصحية.
جاستين برادى رئيس مكتب تنسيق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة فى الصومال قال إن الفيضانات الأخيرة شردت ما يقرب من 500 ألف شخص، خاصة فى وسط الصومال، فى الوقت الذى تتعامل البلاد أيضا مع غزو الجراد الشديد الذى يهدد الأمن الغذائى والتغذية الكثيرين.
ومن جانبها حذرت وحدة تحليل الأمن الغذائى والتغذية التى تديرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائى الحاد ثلاثة أضعاف فى الفترة ما بين يوليو وسبتمبر 2020، ليصل إلى 3.5 مليون مقارنة مع بداية العام، ما يعنى أن أكثر من ربع سكان البلاد يحتاجون إلى مساعدات إنسانية طارئة.
فيما تمكنت منظمة "الفاو" من الحصول على معدات للمساعدة فى القضاء على الجراد فى المناطق الموبوءة فى مواقع معينة، مثل هرجيسا وغالمودوغ وبونتلاند، لافتة إلى أن هذا التفشى هو أسوأ أزمة أصابت الصومال منذ 25 سنة.
ووفقا للمثل منظمة الأغذية والزراعة فى الصومال، إتيان بيترشميت، فأنه من المحتمل بحلول شهر سبتمبر 2020، أن يتزايد عدد الصوماليين الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائى أو الجوع الشديد بمقدار نصف مليون، وذلك بسبب التأثيرات المترتبة على انتشار الجراد الصحراوى الحالى فى الصومال.
ومن جانبها ناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولى لاتخاذ إجراء سريع لمساعدة السلطات المحلية على تجنب أزمة إنسانية كبيرة سببها تأثير الفيضانات المدمرة والجراد الصحراوى وآثار تفشى فيروس كورونا واسع النطاق.
ولفت رئيس مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فى الصومال إلى أن "آليات التكيف فى الصومال أقل بكثير من آليات البلدان المجاورة لذلك، فإن تأثير الفيضانات والجراد وكوفيد-19، ليس ببساطة إنسانيا"، داعيا الجميع إلى مد يد المساعدة لتفادى الأسوأ.
وتسببت الأزمات التى تشهدها دولة الصومال فى نزوح نحو نصف مليون شخص، تضرر أكثر من مليون شخص إجمالا، نتيجة الفيضانات والسيول النهرية في الصومال. واحدة من أكثر المناطق تضررا هى "بيليت وين"، التي تعرضت لأول مرة لفيضانات شديدة في أواخر العام الماضي، عندما فجر نهر شابيلي ضفافه بسبب الأمطار الغزيرة.
وقال عبد الكريم حسين عبدى، مدير برنامج إحدى المؤسسات التنموية فى الصومال "لدينا نحو 240 ألف شخص نزحوا من منازلهم"، مضيفا "غمرت الفيضانات الأسواق والمنازل تاركة الناس بدون مصدر دخل ما تسبب فى ارتفاع الأسعار".
وعن وباء كورونا سجلت أول حالة للفيروس فى الصومال مارس 2020، وشهدت منذ ذلك الحين زيادة فى عدد الحالات، مع الإبلاغ عن الحالات من جميع الولايات، وتسببت الجائحة إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية كبيرة فى جميع أنحاء الصومال، من انخفاض فى التحويلات المالية من المغتربين وفرص العمل.
ومن جانبها أطلقت منظمة الصحة العالمية والوكالات الأخرى، نداء بقيمة 25.7 مليون دولار، لدعم الصومال فى استجابتها لأزمة كورونا وتمكنت من الوصول إلى 20% فقط من هذا المبلغ، ما ترك فجوة تمويل ضخمة.
فيما أفادت منظمة الفاو أن السلطات الصومالية تحتاج إلى 57 مليون دولار، للسيطرة على غزو الجراد، وقد وفر المانحون نحو 24.2 مليون دولار.
ووفقا للأمم المتحدة منذ عام 1990، شهدت الصومال 30 حادثا متعلقا بالمناخ و12 حالة جفاف و18 فيضانا، أى أكثر بثلاث مرات من عدد المخاطر المتعلقة بالمناخ التى حدثت بين عامى 1970 و1990، وفى عام 2017 ترك الجفاف الشديد الصومال على حافة المجاعة، وفى عام 2019، أدى موسم الأمطار المتأخر وغير المنتظم إلى أفقر محصول منذ مجاعة وفيضانات عام 2011.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة