ولد الشاعر الكبير صالح جودت فى فى 12 ديسمبر عام 1912، بالقاهرة، وتوفى فى 22 يوليو 1976 عن عمر ناهز حينها 63 عاما، وهو مثقف كبير لها مساهمات مهمة فى كثير من المجالات، لكن ماذا عن علاقته بالكاتب العالمى نجيب محفوظ، هل كان صالح جودت يغار من صاحب نوبل؟
يذكر الناقد الكبير رجاء النقاش فى كتابه "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" بخصوص بيان المثقفين الذى وقع فى يناير من عام 1973 وأثار ضجة كبرى، على لسان نجيب محفوظ "ربما أصعب المتاعب التى واجهتها فى علاقتى مع السلطة هو ما حدث فى بدايات عصر السادات وأقصد هنا تداعيات البيان الشهير التى كتبه توفيق الحكيم ووقع عليه عدد كبير من الأدباء.. ويتابع "الأشد إيلاما فى نفسى، هو ذلك الهجوم الجارح الذى شنه على كتاب كنت اعتبرهم من الأصدقاء وفى مقدمتهم حسن إمام عمر وصالح جودت".. ولفت قائلا "الطريف أن صالح جودت قبل أن يشن علينا هجومه ببضعة أيام اتصل بتوفيق الحكيم غاضبا، لأن الحكيم لم يطلب منه التوقيع على البيان الذى أثار هذه الأزمة وأنه على حد ما أبلغ به "الحكيم" كان على أتم الاستعداد للتوقيع عليه، ثم انقلب علينا بعد ذلك فسبحان مغير الأحوال".
بينما يقول الكاتب محمد شعير فى كتابه المهم "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" لا يخلو الأمر من دخول شاعر تقليدى فى حلبة الصراع وهو صالح جودت محرر باب "أدب وفن" فى مجلة "المصور" حيث نشر فى 18 ديسمبر 1959 – أى قبل اكتمال نشر الرواية بأسبوع كامل بالأهرام - رسالة من قارئ يدعى محمد أمين جاء فيها: إن محفوظ فى روايته الجديدة يَحيد ويُجانب كل أصول القصة، فكتابته الأخيرة لا هى رمزية ولا هى واقعية، ولا هى خيال، ولا تنطبق على أى قالب معروف".
وأضاف: "جاء محفوظ ليتحدى معتقدات راسخة، ولهذا يتعذر على كائن من كان حتى ولو محفوظ نفسه أن يقدمها بمجرد كتابة قصة. التستر وراء الرموز أضعف قضية نجيب محفوظ فى مجتمع يجل الدين بطبيعته" .
ويوضح شعير أن لصالح جودت مواقف مشابهة ومتناقضة من بعض الكتاب والشعراء أمثال نزار قبانى وشعراء شعر التفعيلة، مما يشير إلى الاعتقاد بأن صالح جودت نفسه هو من كان وراء الحملة التى شُنت على "أولاد حارتنا" وقد استشعر نجيب محفوظ نفسه هذا الأمر فكان يُطلق عليه "الشاعر الفسدقى" وأنه أُجبر على معرفته رغما عنه عندما سافرا معا إلى اليمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة