أمين "الجامعات الإسلامية" ورئيس "دينية البرلمان": اقتصار الحج على المتواجدين بالسعودية قرار حكيم.. يتفق مع مقاصد الشريعة لحفظ النفس.. أدعو المصريين لتوجيه أموال الحج للفقراء ومساندة الدولة.. وفتح المساجد مشروط

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 03:00 م
أمين "الجامعات الإسلامية" ورئيس "دينية البرلمان": اقتصار الحج على المتواجدين بالسعودية قرار حكيم.. يتفق مع مقاصد الشريعة لحفظ النفس.. أدعو المصريين لتوجيه أموال الحج للفقراء ومساندة الدولة.. وفتح المساجد مشروط موسم الحج والدكتور أسامة العبد
كتب محمود حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الدكتور أسامة العبد، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ورئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن قرار المملكة العربية السعودية بإقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين فى أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، قرار حكيم هدفه الحفاظ على النفس وسلامة وصحة الإنسان، ويتفق مع مقاصد الشريعة، خاصة فى ظل تفشى وانتشار فيروس كورونا فى كل دول العالم، متفقا مع ما أعلنته المملكة بأن القرار يأتى حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعى اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة.

 

وقال "العبد"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن قرار السعودية بشأن اقتصار أداء فريضة الحج على المتواجدين داخل المملكة سواء مواطنيها أو أبناء الجنسيات الأخرى، هو قرار سديد وفيه حكمة، فإن تيسر للمتواجدين داخل المملكة العربية السعودية الحج، فالميسور يحرم بسبب المعسور، فهذا القرار ضرورة ملحة لحماية الناس من الوقوع فى الضرر، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "لا ضرر ولا ضرار".

 

وتابع "العبد": "فى الحقيقة أعتبره قرار متميز وفيه حكمة، بحيث إننا لا نمنع فريضة الحج من الأداء، وأيضا لا يؤدى فتحها على مصراعيها إلى وقوع الأضرار بالناس بسبب جائحة فيروس كورونا التى تجتاح العالم كله الآن، فصحة الإنسان مقدمة على أى شيء، لذلك فهذا القرار فيه حكمة وتفكير ومدروس، فمن خلال هذا القرار يتحقق عملين، أداء الفريضة بقدر قليل من الناس بحيث لا يعدى بعضهم بعضا، وبحيث نتفادى وقوع ضرر على الناس إذا كان الحج مفتوحا للجميع، لأنه تكون أعداد من ملايين الناس من كل مكان، وهو ما يشكل خطورة شديدة وكبيرة على صحة وسلامة الناس، ونحن لا نريد أن يقع ضرر على الناس، فلو الحج مفتوح لكل البلاد فى ظل الجائحة كان ذلك سيتسبب فى مشكلة كبيرة جداً بنقل العدوى بين الناس".

 

وأضاف رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف، أن الحجر الصحى شيء أساسى فى الإسلام، "من وقع فى بلده طاعون فلا يخرج منها، ولا يدخل إليها أحد"، مشيرا إلى أن قرار المملكة العربية السعودية مناسب لأداء الفريضة ولعدم وقوع الضرر على الناس، وهذا شرط أساسى فى الإسلام وهو الحفاظ على صحة وسلامة الإنسان.

 

ووجه الدكتور أسامة العبد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، رسالة ونصيحة للمواطنين الذين كانوا ينوون أداء الحج والعمرة هذا العام، قائلا: "لاشك أن هناك باب أوسع من الحج، وهو باب الصدقات والمعروف، باب الصدقة مفتوح، فمن كان يريد أن يحج هذا العام ولم يستطع بسبب هذه الجائحة والظروف، فعليه أن يتجه بحجه إلى الله عز وجل للمرضى والمحتاجين والفقراء والمساكين وحاجة الدولة إلى إيجاد الحماية والرعاية".

 

واستطرد: "نحن الآن فى ظروف صعبة الأعداء يحيطون بنا من الخارج ومن الداخل، وينبغى علينا جميعاً أن نقف وقفة واحدة وصفا واحدا خلف القيادة السياسية الحكيمة، سواء بأنفسنا أو بأموالنا، فنحن فى ظروف صعبة وأمور نحتاج فيها إلى الحكمة والدقة والرجولة، مصر محاطة بالأعداء من الداخل والخارج والكلام واضح، فينبغى أن تصرف هذه الأموال لقيام وتقوية الدولة، سواء كان فقراء ومساكين أو مستشفيات، أو حتى أيضا الحاجة العسكرية، فإننا بحاجة إلى أن نلتف حول القيادة السياسية وهى تتصرف بحكمة وبدقة حتى نستطيع أن ننتصر على الأعداء، ولنصرة مصر على هؤلاء الأعداء".

 

وردًا على سؤال بشأن إمكانية فتح دور العبادة للصلاة، قال الدكتور أسامة العبد: ما يقال فى فريضة الحج والحكمة فى قرار أن الحج يكون للموجودين فى داخل المملكة العربية السعودية بالتأكيد بشروط واتخاذ الاحتياطات الكاملة والتدابير الاحترازية والوقائية والتباعد الجسدى، بحيث لا يقع ضرر على الناس ولا تجعل هذا الوباء ينتشر بينهم، هذا بالنسبة للحج، ونفس الشيء يقال بالنسبة للصلاة، وهى أيضاً من أركان الإسلام، والصلاة ممكن الإنسان يؤديها فى أى مكان، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا"، يعنى يصلى الإنسان فى بيته أو فى عمله أن أمكن وأيضا بنفس الاحتياطات، فالإنسان إذا ذهب إلى مكان العبادة يكون معه سجادة، والمفترض لا نفتح المساجد إلا بتحقق شروط عدم وجود عدوى بين الناس، لأن هذا الوباء إلى الآن لم يجدوا له حلا ولا دواء، ويعتمد العمل كله على الوقاية من انتشار وانتقال هذا الوباء بين الناس، فالوقاية فى هذه الأمور تقدم على أداء الفريضة داخل المساجد.

 

وأوضح أن هناك لجنة عليا مختصة ببحث أمر فتح المساجد للصلاة، ومكونة من شخصيات لديها حكمة ويخشون الله، وأمامهم الحكمة السديدة فى عدم فتح المساجد فى هذه المرحلة، "خاصة أننا نرى أعداد الإصابات بفيروس كورونا تزيد يوما بعد يوم، فمن رأيى ألا تفتح المساجد إلا بشروط، كل واحد يأخذ سجادته معه ويكون هناك تباعد بين الأشخاص كما فى الحرمين الآن، وإذا تحققت هذه الشروط بحيث لا يقع ضرر بين الناس ولا تنتقل العدوى بينهم، فلا شك أن اللجنة سوف تقوم بفتح المساجد".

 

وكانت وزارة الحج السعودية، أعلنت إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين فى أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وقالت الوزارة فى بيانها، نظرًا لما يشهده العالم من تفشى لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) فى أكثر من (180) دولة حول العالم، بلغ عدد الوفيات المتأثرة به قرابة النصف مليون حالة وفاة، وأكثر من 7 ملايين إصابة حول العالم، و‏يأتى ذلك فى ظل استمرار هذه الجائحة، وخطورة تفشى العدوى فى التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميًا، فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين فى أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعى اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية فى حفظ النفس البشرية بإذن الله، واختتمت الوزارة البيان بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهى تتشرف بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين فى كل عام، لتؤكد أن هذا القرار يأتى من حرصها الدائم على أمن قاصدى الحرمين الشريفين وسلامتهم حتى عودتهم إلى بلدانهم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة