حياة النجوم والمشاهير مليئة دائما بالجديد، وأحيانا صور هؤلاء المشاهير تكشف الكثير من " اللايف استايل " الخاص بكل منهم على حدة، كما تعكس علاقاته الشخصية أيضا، وكذلك للأماكن أرواح تسكنها وتشهد على تفاصيل أكثر خصوصية لمن يعيش فيها، وكيف يعيش حياته فى مملكته الخاصة وهى منزله، ومن هؤلاء النجوم " داليدا"، تلك الفتاة التى تحولت لأيقونة إبداع فى كل شىء سواء فى حياتها أو علاقاتها، أو أسلوب حياتها قبل وبعد مماتها.
سافرت داليد الى فرنسا فى أعقاب فوزها بمسابقة ملكة جمال مصر عام 1954، وبدأت حياتها الفنية هناك، وقتها وجدت منزلا في مونمارتر ثم اشترت قصرًا جميلًا جدًا وكانت روتين حياتها يتضمن أن تأكل في المطعم الإيطالي المجاور لبيتها فى جراتسيانو ، بجوار مولان، والتعامل مع المتاجر في شارع ليبيك.
فى شارع دور شامب الضيق ، بقلب مونمارتر بمدينة باريس فى فرنسا، لن تحتاج لخريطة للوصول هناك، فقط يمكنك أن تسأل بمجرد أن تصل مونمارتر أين " سانت داليدا" وسيرشدك إليها الكثيرون ممن يعيشون فى باريس، حيث أطلقوا عليها اسم "سانت داليدا" حيث عاشت ودفنت في مقبرة مونتمارتر.
بمجرد أن تطأ قدماك هذا الممر الضيق بشارع "دورشامب"ستلمح على امتداد نظرك شكل القصر، وسيخبرك تمثال داليدا النصفي لها وهى ترتدى فستان كاب، أنك بالفعل وصلت للمكان المنشود.
وستعرف من الكلمات المكتوبة أسفل التمثال أن صانعه هو النحات الفرنسي آلان أصلان ، الذى صمم لها أيضا المنحوتة المجسمة بالحجم الطبيعى التى تزين قبرها، وستعرف ربما من المحيطين بالمنزل أنه لم يكن هذا التمثال موجود فى حياة داليدا ، لكن حى مونتمارتر قرر أن يحول المنزل لمزار منذ عام 1996، وتعاقد مع النحات ليبدأ عمله الذى أبدع فيه فبات يحمل كثيرا من اوجه التشابه مع شكل داليدا.
وبمجرد وصولك للمنزل رقم" 15" سستقرأ اللافتة التى علقت وكتب عليها مكان داليدا ، وقتها فقط ستعرف أنك فى المكان الذى حمل أجمل ذكرياتها واسراراها وحياته الشخصية ، حيث كان المكان الذى يمكنها فيها أن تحيا بطبيعتها تضحك وتبكى وتقرأ وتحب وتأكل وتستحم وتمارس رياضاتها المفضلة.
بمجرد اجتيازك بوابة الدخول ستتذكر تلك اللحظة التى جمعتها بريتشارد تشانفراي في ميلانو في إيطاليا عام 1975، واستمرت حياتهما لفترة طويلة سويا يقتسمون فيها كل الأشياء الحلوة والمرة.
داليدا وريتشارد كانا دائما الظهور سويا ، فتراهما احيانا ينزلان سويا لشراء مستلزماتهم من المتاجر المحيطة بمنزل داليدا، ودراجات السلم التى كان ينتظرها المصورون بمجرد خروجها لفعل أى شىء ويلتقطون لها صورا عليها.
فى منزل داليدا أيضا ستبهرك المساحات الخضراء الشاسعة التى كانت تعشق تهذيبها بنفسها، لأنها كانت دوما تحب نط الحبل فى حديقة منزلها، ولن تفوت بالتأكيد رؤية حمام السباحة ، الذى اعتادت داليدا يوميا ممارسة رياضة السباحة فيه للاستمتاع والحياة وكم من مرة قصت داليدا يومها فى هذه الحديقة التى بها انواع مختلفة ومتنوعة من الاشجار والزهور.
بمجرد تجاوزك الحديقة والمساحة المحيطة بالمنزل ودخولك بهو المنزل ، ستعرف من مقتنياته كيف كانت داليدا عاشقة للتراث المصرى فى اختيار الانتيكات والبراويز وديكور المنزل، فهنا ساعة الحائط وهنا تابلوة صحراء الأهرام .
كان لداليدا طقوسا خاصة جدا تمارسها فى منزلها ، حيث كانت تعشق اعداد الطعام بنفسها لها ولكلبيها، وكان الاسترخاء على الأرض طقس هام عقب كل حمام ساخن ، داليدا من ديكور منزلها ستعرف أنها تعشق كل ماهو عربى ، من القعدة العربى والقماش المطرز بالرسوم التراثية العربية.
المنزل عبارة عن دورين الأول يضم مكتبها وغرفة الاستقبال ، والمطبخ وقاعة الاحتفالات والثانى كان مملكة داليدا ، فاحيانا ربما حين يؤرقها النوم تقوم للعب الكوتشينة فى الردهة المقابلة لغرفتها أمام سلم الصعود.
المنزل يضم العديد من مقتنيات داليدا خاصة ملابسها المسرحية من الستينيات إلى الثمانينيات ، وتشكيلة من أجمل وأروع ملابس داليدا ، التي صممها لها مشاهير مصممي الأزياء، مثل إيف سان لوران أو أزارو أو حتى بالمان ، حيث أخذوا من الوقت الكثير لجعل ملابس داليدا لا يمكن أن يشابهها غيرها فى قاعات الديسكو في فرنسا
ستجد مئات من الموديلات والأزياء الراقية بخزانة ملابسها وفقًا للأزياء والأذواق الشخصية والرغبات المؤقتة التى ظهرت بها فى العديد من الصور الفوتوغرافية.
وفى غرفة نوم داليدا وهذا الاستايل الاروبى للسرير كانت تعشق الجلوس على الارض فى كثير من لحظاتها، وربما فى برهة من الوقت تتذكر خبر انتحارها، فى لحظة ضعف لخسارتها لبعض اقاربها، ما دفعها لمغادرة الحياة يوم 3 مايو 1987 منتحرة بجرعة زائدة من أقراص الباربيتورات المهدئة، وتركت رسالة تحمل " سامحوني الحياة لم تعد تحتمل ".
جدير بالذكر أن النجمة العالمية داليدا تلك الفتاة الصغيرة التى تمكنت من امتصاص عبق الحياة المصرية فى أقدم أحياء مصر القديمة ، المكان الذى استقر فيها والديها ذوى الجذور الايطالية التى تعود لجزيرة كالا بريا ، وولدت في شبرا، وعاشت شبابها وسط المصريين، اكتسبت حياتها هذه الروح بخفة الدم والشقاوة والإبداع، اسمها الحقيقى يولاندا كريستينا جيجليوتي، وتمكنت على مدار أكثر من 30 عاما رمزا دوليا لتحتل المرتبة الأكبر بين مطربين العالم ، باعت خلالها أكثر من 170 مليون ألبوم بكل لغات الأرض" العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية".
R0023461
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة