أمام قاعة ممتلئة بآلاف الشباب، ألقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطابا فى ثانى فعالية انتخابية له نظمتها منظمة "طلاب من أجل ترامب"، فى ولاية أريزونا، أكد فيه موقفه من مظاهرات "حياة السود تهم"، ورفضه لتشويه تماثيل رؤساء ورموز التاريخ الأمريكى، مهددا بالقوة والسجن "للعصابات" التى تفعل ذلك.
وقال ترامب إنه فخور أنه وسط شباب أمريكى وطنى يقف مدافعا عن قيم الولايات المتحدة ويرفض الركوع أمام اليسار الراديكالى. وأضاف أن من بين آلاف الشباب الذين يجلسون أمامه سيأتى يوم ويكون واحدا منهم رئيسا للولايات المتحدة.
وقال للشباب من منظمة "طلاب من أجل ترامب" إنهم يدافعون عن الحرية، معتبرا أن اليسار الراديكالى يكره كل ما تمثله القيم الأمريكية. ووصف المتظاهرين الذين يحطمون التماثيل ويشوهون الآثار ويدمرون الكنائس أنهم كالعصابات الذين يريدون تشويه التاريخ الأمريكى مهددا من يفعل ذلك بالسجن والرد بحزم وقوة.
وقال الرئيس الأمريكى إن المتظاهرين الذى استهدفوا تماثيل الرؤساء الأمريكيين السابقين والرموز الأمريكية لا يعرفون تاريخ الولايات المتحدة "فهم لا يعرفون من هو الرئيس الأمريكى الأسبق توماس جيفرسون"، متسائلا: "هل يعرفون غاندى أو تشرشل".
وأكد فى فعالية "طلاب من أجل ترامب" وهى الفاعلية الثانية فى إطار حملته الانتخابية: "نحن نؤمن بالقانون والنظام ونقف إلى جانب قوات إنفاذ القانون، التى يحمى الناس التى ترغب فى العيش بسلام وأمن ورخاء"، مشددا على أن "الأمريكيين لا ينحنون أمام قوى أجنبية، والسلطة الوحيدة التى نعبدها هى الله، قائلا إن هذه القيم التى يتبعها الأمريكيون".
وهاجم الرئيس دخول المهاجرين للدخول البلاد بشكل غير قانونى، حيث أكد مرة أخرى أهمية الجدار مع المكسيك، حتى أنه اعتبر أنه كان سببا فى قلة الإصابات بكورونا بسبب منع دخول المهاجرين.
وزار الرئيس ترامب الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك أمس الثلاثاء للاحتفال ببناء أكثر من 200 ميل (322 كيلومترا) من الجدار، وأثنى ترامب على الجدار بوقف ليس الهجرة غير الشرعية فحسب، بل وأيضًا الفيروس التاجي، قائلا: "لقد أوقف كوفيد 19، أوقف كل شيء".
وقال ترامب: "إن حدودنا لم تكن أبدًا أكثر أمانًا.. هذا هو أقوى هيكل للجدار الحدودي وأكثرها شمولية في أي مكان في العالم". وأضاف: "لديها تكنولوجيا لن يصدقها أحد، بين أجهزة الاستشعار والكاميرات وكل شيء آخر". وقال ترامب إن 450 ميلاً على الأقل من الجدران ستكتمل بحلول نهاية العام "سنكون قريبين جدًا من 500 ميل".
وقال أيضا إن الجدار الحدودي قلص الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات من المكسيك، وساعد في منع "كارثة فيروس التاجي على الحدود الجنوبية". وتابع أن الشهرين الماضيين شهدا أقل عدد من المعابر الحدودية غير القانونية منذ سنوات عديدة.
وهاجم ترامب المرشح الديمقراطى جو بايدن، واصفا إياه بـ"جو النائم"، وقال إنه كان مع أوباما حيث لم ينجحا فى مهمتهما، لأنه إذا نجحا لم يكن ليأتى هو كرئيس ليقوم بالأشياء التى فشلا فى تحقيقها. وقال إنه يصر على جعل أمريكا عظيمة مجددا، لذا يجب أن ينجح فى 3 نوفمبر المقبل ليستمر فى المهمة.
وجدد الرئيس الأمريكى الهجوم مرة أخرى على إمكانية التصويت عبر البريد، قائلا إنه فى حال تم السماح بذلك ستكون الانتخابات الأكثر فسادا فى تاريخ البلاد ولا يمكن لنا أن نسمح بحصول ذلك.
وقال فى ثانى فعالية انتخابية له فى أريزونا، إن لديه صديقا أبلغه أن ابنه المتوفى منذ 7 أعوام وصله بريد ليشارك فى الانتخابات. وقال إن التصويت عبر البريد معيب وكله أخطاء وستنتج عنه نتائج مزورة. وقال فى حال حدث التصويت عبر البريد، يجب أن يكون هناك بطاقة تعريفية للانتخاب.
وقال ترامب إن دولا أجنبية ستطبع بطاقات الاقتراع للعبث بالنتيجة، مشيراً إلى أن بطاقات الاقتراع الغيابية "ستُسرق من صناديق البريد" و"تزور". متسائلا: "هل ستقوم السلطات الأجنبية بتزويرها ربما بالملايين؟". ويدفع الرئيس ترامب بقوة لمنع توسيع نطاق التصويت البريدي في جميع أنحاء الولايات الأمريكية.
وكرر أنه لولا "الطاعون"، فى إشارة إلى وباء كورونا الذى "جاء من الصين"، لكان الاقتصاد الأمريكى أفضل اقتصاد فى العالم الآن، حيث كان أدائه الأفضل على الإطلاق قبل انتشار فيروس كورونا، لكنه أكد أن الربع الثالث من 2020 سيكون جيدا، وسيكون العام المقبل رائعا بالنسبة للاقتصاد الأمريكى.
وقال إن أمريكا واجهت عدوا غير مرئى جاء من أراض بعيدة، وغزا أكثر من 188 دولة، مجددا هجومه على الصين مرة أخرى لفشلها من منع انتشار الفيروس ووصف الفيروس بأنه "فيروس ووهان"، و"الفيروس الصينى"، كما سخر قائلا هل يجب أن يقول "كونج فلو"، فى إشارة إلى الفيروس المسبب مرضا أشبه بالإنفلونزا، وهو اللفظ الذى يعد عنصريا.
وقال ترامب إن إدارته تمكنت من مواجهة فيروس كورونا من خلال توفير ملايين الاختبارات وصناعة آلاف أجهزة التنفس الصناعية. وأكد أنه لا يوجد أمريكى واحد كان فى حاجة إلى جهاز تنفس ولم يجده. وأشار إلى توفير حزم مساعدات لحماية فرص العمل وحماية الاقتصاد، مؤكدا أنه عازم على "جعل أمريكا عظيمة مجددا".
وقال إنه قبل أن يأتى الطاعون كان الاقتصاد الأمريكى فى أفضل أوضاعه من حيث معدل البطالة والنمو، مضيفا أن الشباب الأمريكى من أصول أفريقية وإسبانية كان يتم توفير الوظائف لهم بأعلى معدلات.
وقال إنه بنى أفضل اقتصاد فى تاريخ العالم، وسيقوم بفعل ذلك مرة أخرى، مستشهدا بالبورصة قائلا إنها شهدت 50 يوما كانت الأفضل ربما فى التاريخ رغم انتشار الوباء. وقال للشباب الحاضر فى الفاعلية بأريزونا أن المستقبل ينتمى لهؤلاء الذين يحبون البلاد.
وقال إنه تم تعيين 300 قاضى فيدرالى خلال فترة الرئاسة وقاضيين للمحاكم العليا، مضيفا: "ويجب أن نفوز حتى نستمر فى تعيينهم، لأنهم يمثلون خط دفاع".
وأشار إلى تعزيز قدرات الجيش الأمريكى وقوة الجيش الفضائية، قائلا إنه أنشأ فرعا جديدا بعد أعوام طويلة من عدم التطوير. وأضاف فى خطابه أمام فاعلية "طلاب من أجل ترامب" أن الولايات المتحدة تحت رئاسته ستكون أول دولة تضع "العلم الأمريكى الجميل" على كوكب المريخ.
واتهم، من ناحية أخرى، الديمقراطيين بأنهم يسمحون للجميع حتى لو لم يكونوا مسجلين، وإذا لم يكونوا مواطنين، وإذا كانوا هنا بشكل غير قانوني، بالتصويت فى الانتخابات، قائلا إن كاليفورنيا اعترفت بأن مليون شخص أو أكثر صوتوا بشكل غير قانوني.
وانتقد من نظام الرعاية الصحية الذى مرره أوباما، وقال إنه يجعل الشباب تدفع الثمن غاليا. وسخر مرة أخرى من جو بايدن، المرشح الديمقراطى، قائلا إن أوباما نفسه لم يؤيده إلا فى منتصف أبريل بعد أن أيده المنافس الديمقراطى بيرنى ساندرز.
قضينا على دولة خلافة داعش بنسبة 100% من وقتلنا البغدادى وسليمانى
وقال ترامب إن الولايات المتحدة تحت قيادته تمكنت من اجتثاث خطر داعش بالكامل، مضيفا: "قضينا على دولة خلافة داعش بنسبة 100%، وقتلنا أبو بكر البغدادى (زعيم داعش) وقاسم سليمانى (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني)".
وكانت عمدة فينيكس الديمقراطية، كايت جاليجو، أعربت عن مخاوفها من مخاطر عقد فاعلية كبيرة فى الداخل في ولاية شهدت ارتفاعًا في الحالات. وحثت ترامب على ارتداء قناع. وقالت: "يجب على كل من يحضر الحدث، خاصة أي مسؤول منتخب أن يكون قدوة للسكان عن طريق ارتداء قناع.. وهذا يشمل الرئيس". ولكن ظهر الحضور فى الفاعلية وهم لا يرتدون الكمامات، كما لم يرتد الرئيس كمامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة