أضحكونا وامتلأت حياتهم بالدموع والأحزان، أخفوا آلامهم وهمومهم ليرسموا البسمة على وجوه الملايين على مر الأجيال، تحملوا ما لا يتحمله بشر ليؤدى كل منهم رسالته ويبدع فناً يمتع الملايين، وحين زاد عليهم الألم والهموم انسحب بعضهم بعيداً عن الأضواء ليتألم وحده.
هكذا عانى عدد من نجوم الكوميديا من قسوة الحياة التى ملأوها ضحكاً وسخرية، وعانوا من عذابها ما أخفوه عن جمهورهم.
ولا نتخيل ونحن نضحك ونسعد بما قدموه وأبدعوه أنهم عاشوا كل هذه الأحزان التى نلقى الضوء على بعضها فى التقرير التالى:
عبد الفتاح القصرى أسير الخيانة والآلام
يكفى أن تنظر إليه فقط وترى هيئته ومشيته كى تشعر بالسعادة أو تستمع إلى إيفيهاته فلا تتمالك نفسك من الضحك: "إنتى ست إنتى، ده إنتى ست أشهر، يا صفايح الزبدة السايحة، كلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبدًا"، ومرافعته الشهيرة فى فيلم الأستاذة فاطمة، وغيرها من عبارات لا تزال راسخة فى الأذهان تثير الضحكات، بينما تثير حياة صاحبها الحزن والدموع والشفقة.
ولد عبد الفتاح القصرى المدلل لأسرة ميسورة تعمل فى الصاغة ويمتلك أفرادها محلات ذهب فى الجمالية، والتحق بمدرسة الفرير الفرنسية وأتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية لكنه رفض استكمال دراسته.
هوى القصرى الفن منذ صغره لكن والده رفض عمله بالفن وأراد أن يلهيه عن هذا الطريق فزوجه أول زيجاته، لكنه انفصل عن زوجته بسبب عدم الإنجاب.
ورغم تهديدات والده بالحرمان من الميراث شق القصرى طريقه الفنى والتحق بفرقة جورج أبيض، ثم فرقة نجيب الريحانى، لتبدأ رحلة تألقه فى الكوميديا بالمسرح والسينما، وحقق نجاحات وشهرة واسعة حتى أصبح يشارك فى أكثر من 10 أفلام فى العام الواحد.
تزوج عبد الفتاح القصرى أكثر من مرة لكنه لم يحقق حلم الإنجاب، ففكر فى تبنى طفل، وفى أحد الأيام رأى طفلًا يتيما فى الثانية عشرة ينام فى محل البقال المجاور له، فأشفق عليه وأخذه إلى بيته ليرعاه ويكون ابنه بالتبنى.
وفى عام 1958 وأثناء مشاركة القصرى فى مسرحية "عايز أحب" وصله خبر وفاة شقيقه محمد، فتحامل على نفسه حتى أكمل الفصل الثالث ثم انهار فى البكاء وبعد دفن شقيقه تدهورت حالته ودخل المستشفى، حيث تعرف على إحدى الممرضات التى تصغره بسنوات كثيرة، وأبدت له هذه الممرضة مشاعر الحب، وبعدما تماثل للشفاء تزوجها ليكتب بهذه الزيجة نهايته المأساوية.
أقنعته زوجته الشابة بأن يكتب لها كل أملاكه، وبعدها تغيرت معاملتها له، وبدأ يشعر بأن هناك علاقة مريبة تربطها بابنه بالتبنى وازداد شكه حتى تأثرت صحته.
وعندما كان القصرى يشارك فى مسرحية "الحبيب المضروب" عام 1962 مع إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا، فقد بصره، لتكون هذه آخر مرة يقف فيها على المسرح.
عبدالفتاح القصرى مع شقيقته بهية أثناء فترة مرضه
وعن هذه الفترة كتبت مجلة الكواكب فى 17 مارس 1964: "أجبرته زوجته الشابة على تطليقها، وتزوجت من صبى البقال الذى كان يرعاه لمدة 15 سنة، ليس هذا فحسب بل أجبرته على أن يوقع شاهدًا على هذا الزواج، وأقام الزوجان فى الشقة معه، فكانت النتيجة أن فقد عقله وأصيب بالهذيان".
وبعد نشر الصورة أسرعت مارى منيب ونجوى سالم لزيارة القصرى، وكانت الصدمة أنه لم يتعرف عليهما بعدما أصيب بفقدان الذاكرة، فاصطحبته مارى منيب ونجوى سالم إلى مستشفى الدمرداش، وعرفا أنه أصيب بفقدان الذاكرة والهذيان، نتيجة تصلب الشرايين، وقضى القصرى عدة أسابيع فى المستشفى، خرج بعدها لتكتمل مأساته، حيث أغلقت مصلحة التنظيم منزله ووضعت عليه الشمع الأحمر تمهيدًا لإزالته، وباعت طليقته الأثاث وهربت مع زوجها الجديد، ليصبح القصرى بلا مأوى.
قادت مارى منيب ونجوى سالم حملة تبرع لإنقاذ القصرى من التشرد، وتوسطت نجوى سالم لدى محافظ القاهرة لتخصيص شقة له فى مساكن المحافظة، وخصصت له نقابة الممثلين إعانة شهرية قدرها "10 جنيهات".
نجلاء القصرى أثناء الحوار مع زينب عبداللاه
وعاش عبدالفتاح القصرى أيامه الأخيرة فى هذه الشقة مع شقيقته بهية، وهى الشقيقة الوحيدة التى بقيت على قيد الحياة بعد وفاة أشقائه، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى صعدت روحه إلى بارئها فى 8 مارس 1964، بعد حياة حافلة بالفن والضحك والقهر والظلم والحزن، وأنفقت باقى التبرعات على جنازته التى لم يحضرها إلا عدد قليل من الفنانين، وشقيقته بهية التى توفت بعده.
وفى حوار مع نجلاء القصرى ابنة شقيق ملك الكوميديا أكدت أن الأسرة لا تعرف مكان قبره، وأنهم كانوا أطفالا وقت وفاة عمها الذى سبقه وفاة والدها.
حكايات زينات صدقى أيقونة الكوميديا
مجرد رؤيتها أو سماع صوتها أو أى من إيفيهاتها الشهيرة تستدعى مخزون الضحك والبهجة والحب والجمال: "كتاكيتو بنى، إنسان الغاب طويل الناب، يا سارق قلوب العذارى، يا مُهدَى إلى الحديقة يا وارد أفريقا، عوض عليا عوض الصابرين يارب"، إنها أيقونة البهجة والكوميديا زينات صدقى التى أضحكت الملايين رغم أنها عاشت العديد من الأحزان فى مختلف مراحل حياتها.
تحدثت عزة مصطفى حفيدة أيقونة الكوميديا زينات صدقى وابنة بنت شقيقتها التى عاشت معها طوال حياتها عن تفاصيل هذه الأحزان فى حوار لليوم السابع.
وقالت الحفيدة: "أسرة جدتى من أصول مغربية، وكان والدها شيخا من كبار تجار الإسكندرية، واسمها زينب محمد سعد، وولدت فى 4 مايو 1913".
توفى والد زينات صدقى وعمرها 13 عاما كما أشارت حفيدتها، فتزوجت ابن عمها وكان طبيبا يكبرها بـ17 عاما وعاملها معاملة سيئة وكان يضربها فوقع الطلاق بينهما.
ظهرت ميول زينات صدقى الفنية، وشجعتها صديقتها خيرية صدقى، وبعد طلاقها قررت زينات أن تنزل مع صديقتها إلى القاهرة، واحترفت الفن عد التحاقها بفرقة الريحانى وحققت نجاحا كبيراً.
وتوالت نجاحاتها وشهرتها حتى إنها شاركت فيما يقرب من 20 فيلما خلال عام واحد، واشتهرت زينات صدقى بين زملائها بالكرم والجدعنة والقوة فى الحق ومساعدة المحتاجين.
وكشفت حفيدة زينات صدقى أن أيقونة الكوميديا التى اشتهرت بأدوار العانس التقت فى فرقة الريحانى بحب عمرها، وهو أحد الضباط الأحرار الذى أعجب بها وتزوجها.
ورفضت الحفيدة الإفصاح عن اسم اللواء الذى تزوجته جدتها، مؤكدة أنه أصبح مسؤولا مهما وكون أسرة وله أبناء وأنه تزوج جدتها زواجا رسميا ومعلنا وحضر الحفل أعضاء فرقة الريحانى وعم زينات صدقى وأبناؤه.
وتابعت: "أخوات زوجها ووالدته عرفوا بهذا الزواج بعد 9 سنوات، لكن والده لم يكن يعلم"، وكشفت حفيدة زينات صدقى أن جدتها حملت من زوجها اللواء، ولكنها أجهضت نفسها وقالت لزوجها: "مش هيكون لى ابن منك إلا بعد علم والدك".
ظلت أيقونة الكوميديا متزوجة من الضابط لمدة 14 عاما، بحسب كلام حفيدتها، مضيفة أن الطلاق وقع بعد أن طلب من زينات صدقى أن تترك الفن وترسل والدتها إلى شقيقتها فاطمة أو إلى دار مسنين، فرفضت.
تؤكد عزة مصطفى أن الفنانة زينات صدقى تعرضت لأزمات مالية بعد ابتعادها عن الأضواء، قائلة: "عندما حجزت عليها الضرائب باعت مصاغها والفازات والسجاد العجمى ومابعتش العفش ولا نامت على الأرض، وماما كانت ماكيرة مشهورة وكملت لتسديد قيمة الضرائب التى وصلت إلى 20 ألف جنيه فى نهاية الستينيات، وعاشت جدتى مستورة وظل بيتها مفتوحا حتى آخر أيام حياتها".
كما أكدت عزة مصطفى أن جدتها شاركت بعد إلحاح فى فيلم حكاية بنت اسمها محمود لكن لم يتم التعامل معها كما تستحق، وكانت تعود من التصوير باكية وتقول: "دى مش مكانتى".
"يا رب الإيجار متأخر من 3 شهور اهدى عليا صاحب البيت، واهدى عزة وخليها تسمع كلامى، يارب أنا مابشتغلش دلوقت استرنى وسدد ديونى، وادينى الصحة".. كانت هذه عناوين رسائل كتبتها زينات صدقى إلى الله وكانت تضعها بين صفحات المصحف الذى تقرأ فيه، وهو ما أكدته حفيدتها، مشيرة إلى أنها لم تقترض فستانا لحضور حفل عيد الفن أو لحضور حفل زفاف ابنة الرئيس السادات.
وقالت حفيدة زينات صدقى: "الرئيس السادات اتصل بنفسه علشان يبلغ جدتى بالتكريم فى عيد الفن، ويدعوها لفرح ابنته وراحت التكريم بجيبة وبلوزة رغم أنها كانت محتفظة بكل فساتينها لكن مالحقتش تظبط فستان مقاسها، وماطلبتش فستان من حد، والسادات قرر لها معاشا استثنائيا".
ورحلت زينات صدقى بعد رحلة عطاء فنى وإنسانى فى 2 مارس 1978، ودفنت فى مدفن اشترته فى بداية حياتها الفنية وأطلقت عليه مدفن الصدقة وعابرى السبيل وكانت تفتحه لدفن كل من لا يجد مدفناً، إلى جوار الفقراء الذين أحبتهم وأرادت أن يكونوا جيرانها فى الآخرة.
عبد المنعم إبراهيم وجه باسم وكوكتيل أحزان
عندما تنظر إلى وجهه الباسم الطيب وضحكته البريئة وتستمتع بأعماله الكوميدية الخالدة لا تصدق أنه عانى من كل أنواع الأحزان التى ظل يصارعها طوال حياته، ورغم ذلك ظل يرسم البسمة على وجوه الملايين.
عاش الفنان الكوميدى الكبير عبدالمنعم إبراهيم كقطعة سكر تذوب حزنا بينما تمنح حلاوتها للناس، فأمتعنا فى كل ما قدمه من أعمال كوميدية.
وفى حوار مع ابنته سمية عبدالمنعم إبراهيم كشفت تفاصيل محطات الوجع والحزن فى حياة والدها الكوميديان الحزين.
تشير الابنة إلى أن الفنان عبدالمنعم إبراهيم ولد فى 24 أكتوبر عام 1924، والتحق بمدرسة الصنايع وبدأت مواهبه الفنية منذ صغره وبعد تخرجه عمل فى وزارة المالية، ثم التحق بالدفعة الثانية فى المعهد العالى الفنون المسرحية بعد افتتاحه عام 1944، واجتاز كل الاختبارات حتى وصل إلى الاختبار النهائى، وكانت أول محطات الحزن فى حياته عندما توفيت والدته قبل الامتحان الأخير ورغم ذلك ذهب واجتاز الامتحان بتفوق، واستقال من وزارة المالية وتفرغ للفن.
وتابعت سمية عبدالمنعم إبراهيم: "حياة والدى سلسلة من المآسى والأزمات، فمع بدايته الفنية وأثناء قيامه بالمشاركة فى مسرحية "عيلة الدوغرى"، توفى والده، وفى نفس اليوم الذى دفنه فيه تحامل أبى على أحزانه ووقف على المسرح وأدى دوره، وتحمل بعدها مسئولية أخوته الستة، وفعل نفس الشيئ عندما توفى شقيقه أثناء عرض مسرحية "سكة السلامة"، فدفنه ووقف على المسرح فى نفس اليوم، حيث اعتاد والدى على إضحاك الناس بينما قلبه ينزف حزنا".
سمية عبدالمنعم ابراهيم أثناء الحوار مع زينب عبداللاه
وتشير سمية إلى أكبر مأساة فى حياة الكوميديان الحزين عندما مرضت زوجته وعرف من الأطباء أنها مصابة بمرض خطير، ويتبقى لها أيام قليلة وتفارق الحياة، تاركة أبناءه الأربعة "ثلاث بنات وولد لم يتجاوز عمره وقت وفاة والدته عام واحد بينما كانت أكبر الشقيقات لا يتجاوز عمرها 8 سنوات"، وفى نفس الوقت كان عليه أن يرسم البسمة على الوجوه وهو يقدم أدواره الكوميدية، وتوفت زوجته التى كان يحبها بشدة عام 1961، وظل يبكى كلما تذكرها حتى وفاته.
لم تقف أزمات عبد المنعم إبراهيم عند هذا الحد بل تولى رعاية أبناء شقيقته الستة بعد وفاة والدهم، وتحمل أيضًا مسئولية رعاية حفيدة زوجة أبيه اليتيمة بعد وفاة والديها، فكان يحمل مسئولية عائلة كبيرة ويرعاها.
وعن أواخر أيام حياة والدها قالت سمية عبدالمنعم إبراهيم "كان أبى يشعر بدنو الأجل، رغم أنه لم يمرض مرضًا شديدًا، وأوصانا بأن تخرج جنازته من المسرح القومى لأنه كان يعشق المسرح ويعتبره بيته".
وتؤكد أن والدها ظل يعمل حتى آخر أيام حياته، وعندما أصيب بمياه على الرئة ودخل الرعاية المركزة، صمم على الخروج رغم رفض الأطباء، وانفعل لأنه كان مرتبطًا بمواعيد تصوير، مشيرة إلى أنه أثناء قيامه ببطولة مسلسل «أولاد أدم» كان يرافقه طبيب خلال التصوير.
وأشارت ابنة الكوميديان الحزين أنه أثناء عرض مسرحية «5 نجوم» على مسرح السلام، قال لشقيقتها سهير التى كانت تقيم معه «أنا سددت فلوس الجزار والبقال وليس علينا أى أموال»، وارتدى ملابسه بسرعة، وبمجرد نزوله أخبرهم عامل الجراج بأنه وقع وطلب كوب ماء.
وأضافت «اصطحبناه بسرعة للطبيب الذى أوصانا بنقله فورًا للمستشفى، لكنه توفى فى 17 نوفمبر ونفذنا وصيته، فخرجت جنازته من المسرح القومى ودفن بقريته فى 19 نوفمبر 1987 إلى جوار والده ووالدته وشقيقه».
المعلم رضا وحسن حسنى.. موت الضنا يهزم أكبر كوميديان
ومن هؤلاء النجوم من عاش أقسى وأصعب تجربة يمكن أن يعيشها إنسان بفقد فلذة كبده، ورغم قسوة هذه التجربة استمر بعضهم يبدع ويسعد جمهوره وقلبه ينزف حزناً وألماً، ومن هؤلاء النجوم الفنان محمد رضا والفنان حسن حسنى.
فالفنان محمد رضا الذى يقترن اسمه دائما بالسعادة والبهجة والضحك، فنتذكر معه شخصية «جنجل أبو شفطورة.. اللى بيقص الكلا فى فيلم 30 يوم فى السجن»، وغيرها من أدوار أتقن فيها شخصية المعلم ابن البلد، وغيرها من أدوار كوميدية، لا يعرف الكثيرون أن قلبه عاش تجربة قاسية بمرض ووفاة ابنته الوحيدة أميمة كبرى أبنائه وأول فرحته، وأنه لم يتوقف عن إسعادنا حتى بعد أن صدمه خبر وفاتها، بل وأنه صعد خشبة المسرح وأدى دوره فى نفس اليوم الذى دفنها فيه.
عن هذه المأساة تحدث ابنه أحمد محمد رضا فى حوار لـ«اليوم السابع » قائلا: كنا 3 أولاد وبنت واحدة، «أميمة، أحمد، مجدى، حسين»، وأكبرنا شقيقتى أميمة.
وأوضح ابن المعلم رضا أن والده كان مرتبطا ارتباطا كبيرا بابنته الوحيدة، وكانت صدمة عمره وأسوأ أيام حياته عندما مرضت بالسرطان.
أحمد محمد رضا أثناء الحوار مع اليوم السابع
وأضاف: «كانت أصعب المواقف فى حياته وحياتنا، لأن أميمة كانت أول فرحته وابنته الوحيدة، وكانت حنونة وقريبة من كل أفراد الأسرة»
وتابع: بعد زواجها أنجبت شقيقتى أميمة ابنها عمر ثم ابنتها عبير، وبعدها أصيبت بالسرطان وهى فى منتصف الثلاثينيات، وظلت تعانى عامين، وهو ما أثر على أبى بشكل كبير.
وعن واقعة وفاة الابنة الوحيدة قال أحمد محمد رضا: أثناء سفر والدى فى مهمة عمل عام 1989 ماتت أميمة وتركت ابنتها عبير قبل أن تكمل عامين، ولن أنسى مشهد والدى عندما ذهبنا لاصطحابه من المطار، حيث دخل البيت فى حالة انهيار تام، ولم أره بهذه الحالة من قبل».
وتابع الابن تفاصيل المأساة قائلا: بابا كان عنده مسرح فى نفس اليوم، حيث كان يعرض مسرحية «طب بعدين»، فاقترح المخرج السيد راضى تأجيل العرض، ورفض والدى، وقال الناس قطعت تذاكر والعمال بياخدوا أجور، وصمم على عدم تأجيل المسرحية وتماسك وأدى دوره وأضحك الجمهور.
واستكمل ابن المعلم رضا حديثه: بعد انتهاء المسرحية خرج السيد راضى على المسرح وقال للجمهور: محمد رضا كان عنده ظرف قاسى وابنته توفت اليوم ورغم ذلك أصر على تقديم العرض علشان يسعدكم»، مؤكدا أن هذا الموقف وقع كبير على الجمهور.
وأكد أحمد محمد رضا أن والده كان يحرص على إسعاد الناس فى أصعب المواقف وهو يرى أختى تتألم من المرض وبعد دفنها ووفاتها، ونفس الموقف حدث عندما توفى والده عام 1975 فوقف على المسرح بعد دفنه.
أما الفنان الكبير حسن حسنى الذى رحل عن عالمنا نهاية مايو الماضى، فتبدل حاله وظل قلبه ينزف حزناً منذ وفاة ابنته رشا فى 21 مارس 2013 بعد صراع مع مرض السرطان.
فالفنان المبدع الذى أمتعنا بأدواره الكوميدية، وكان أحد عمالقة الكوميديا وأباً وأستاذا لكل جيل الشباب من الكوميديانات عاش أصعب أيام حياته بعدما عرف بإصابة ابنته رشا بمرض سرطان الغدد، وكان وقتها يؤدى دوره فى مسلسل «مزاج الخير».
تحامل الفنان على نفسه رغم انهياره ورغم حالته النفسية الصعبة، ليستكمل دوره، وكان يرسل التقارير الطبية الخاصة بابنته إلى إحدى المستشفيات الكبيرة بألمانيا، وجاء الرد بأن الحالة حرجة ومتأخرة ولا جدوى من العلاج.
كان الفنان حسن حسنى قد احتفل بزفاف ابنته قبل سنوات قليلة من مرضها، وبعد إصابتها بالمرض تم نقلها للمستشفى، حيث تدهورت حالتها الصحية وتوفيت خلال فترة قصيرة.
وبدا الفنان الكوميدى منهارا شاردا أثناء تشييع جنازة ابنته، وتبدل حاله بعدها ولم يعد كما كان، وبدا عليه الحزن الذى أثر على ملامحه وشخصيته بشكل واضح، حتى لحق بها مؤخراً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة