مع انتشار جائحة كورونا، ولجوء الحكومة للإجراءات الاحترازية الصارمة لوقف تفشى الفيروس بين المواطنين، التزم الرجال والشباب بيوتهم وانقطع الأطفال عن الدراسة، دون أى متنفس، ما زاد فى نفوسهم الشعور بالملل والإحباط.
وفجأة ودون سابق إنذار عثر الرجال والأطفال على ضالتهم، والتى ستخرجهم من حالة الملل التى يعانوا منها باعتلاء أسطح منازلهم لتحليق طائراتهم الورقية لتعانق السحاب، مع التنافس بين الجيران والأقران حول الأكثر قدرة على التحكم فى التحليق بطائرته لأقصى ارتفاع وأبعد مسافة ممكنة.
كل هذا شىء جميل.. لعبة لذيذة.. تنافس شريف.. تسلية للشباب والأطفال.. متنفس لإخراج الطاقة والتغلب على الملل بالجلوس فى المنازل.. بيزنس ودخل يعوض العاطلين عن العمل – الطائرة الورقية الواحدة وصل سعرها لـ500 جنيه - لكن هناك جانب أخر فى تلك اللعبة يجب الانتباه له وعدم تجاهله، لأن كل تلك الإيجابيات والمميزات التى ذكرناها لا تمثل أى قيمة أمام خطر واحد من المخاطر التى لمسناها خلال الفترة السابقة.
أول تلك المخاطر حوادث سقوط الأطفال من فوق أسطح المنازل والتى أصبحت سيناريو متكرر وواقع نعيشه بشكل يومى، حيث يعتلى الطفل سطح منزله، والذى غالبا ما يكون دون سور، ويبدأ فى تحليق طائرته، ولأن كل انتباهه وتركيزه ونظره على طائرته يتحرك دون تركيز على السطح، حتى تقع الكارثة ويسقط الطفل من فوق سطح منزله جثة هامدة.
ثانى تلك المخاطر يتمثل فى كارثة تسلق الأطفال والشباب أعمدة كهرباء الضغط العالى بعد تعلق طائراتهم بها، مما يعرضهم لمخاطر الموت صعقا بالكهرباء أو السقوط جثة هامدة، أو على أقل تقدير انقطاع التيار الكهربائى بعد سقوط كابل أو سلك.
كما شهدت الأونة الأخيرة تكرار المشاحنات والمشاجرات والتى وصلت لحد القتل، وأشهرها مقتل "خيال" الهرم" بيد شباب طرقوا أبواب منزله فى وقت متأخر من الليل ليصعدوا سطح منزله للحصول على طائرتهم التى سقطت، وعندما طالبهم بالعودة صباحا بسبب تأخر الوقت تشاجروا معه، وطعنه أحدهم طعنة قاتلة أودت بحياته.
أما الخطر الذى انتبه له النائب البرلمانى خالد أبوطالب، وتقدم بِشأنه بطلب إحاطة للحكومة لتجريم استخدام الطائرات الورقية يرجع إلى إخلالها بالأمن القومي في حال استخدام كاميرات صغيرة بها أو أدوات تجسس، حيث لجأ مصنعو تلك الطائرات وفى إطار المافسة فيما بينهم على تركيب كاميرات تقوم بتسجيل وأحيانا نقل بث مباشر للمشاهد التى تنقلها الكاميرا المثبتة على الطائرة.
وأخيرا .. يكل أولياء الأمور.. لا تحرموا أولادكم من ممارسة هواياتهم.. اشتروا لهم الطائرة أو اصنعوها لهم.. لكن احرصوا على وضعم تحت رقابتكم وأعينكم لتجنب وقوع الكارثة.. استفيقوا يرحمكم الله.