القارئ محمد رمضان يكتب: قلوب حائرة

الجمعة، 26 يونيو 2020 03:00 م
القارئ محمد رمضان يكتب: قلوب حائرة تعبيرية عن الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى إحدى الليالى الدافئة كان هناك شابا يعيش فى بيت ريفى بسيط لأب وأم يعملون بالزراعة، وكان الابن طموحا يريد أن يحصل على شهادة عالية غير أن الأب والأم كان لا يهمهما إلا الزراعة والعناية بالأرض، والابن لكى يحقق طموحه سهر وذاكر واشتغل لكى يوفى متطلباته.

وفى يوم من الأيام وقعت عينيه على فتاة كانت أشبه بالقمر كانت أجمل نساء القرية شعر بخفقان قلبه تجاه تلك الفتاة تتبعها حتى عرف من هى علم أنها إحدى قريباته تهللت سرائره، ذهب مسرعا لأباه راجيا منه أن يبارك ذلك الحب وأن يلبى نداء قلبه الحائر إلا أن الأب لم يستمع لتلك الصرخات لم يشعر بنار الحب التى ألهبت قلب ابنه، إلا أن الابن قرر أن يلبى نداء قلبه وعقد العزم وتوجه إلى بيت من أحب وكانت المفاجأة أن الحب كان من طرف واحد، لكنه توسل لمن يحب أن يعطيه فرصة ويستمع إلى قلبه المشتعل شوقا هنا فكرت الفتاة وقررت أن تعطيه فرصة ربما يدق قلبها هى الأخرى وبالفعل تحقق للفتاة ما توقعته رأت فى ذلك الشخص ملاكا فى صورة إنسان كان يحبها بصدق وتم الزواج.

وفجأة حدث شىء وقعت الحرب وتم استدعاء الزوج للحرب كضابط احتياط، وكان لابد أن يلبى نداء الواجب سافر الزوج وترك زوجته تحمل بين أحشائها ثمار ذلك الحب، سافر الزوج وأنجبت الزوجة إلا أنها لم تلقى من أهل الزوج إلا سوء المعاملة، وكان الزوج بين نيران المعركة ونيران الشوق لرؤية محبوبته وابنه الرضيع، كان فى كل معركة يشعر بحرقة من العدو، حيث إنه محتل لأرضه ومانع بينه وبين محبوبته.

وفى إحدى الليالى أتاهم أمر بعملية، وكانت الأوامر أن يقوموا بتدمير إحدى القواعد للعدو خرج الزوج إلى تلك المعركة، إلا أن العدو استمات وكان الظلام يعم المكان تم أسر الزوج ومعه عدد من الجنود البواسل، وتم إبلاغ الزوجة بوقوع الزوج بالأسر خرجت الزوجة مسرعة تحثوا الخطوات تجاه بيت الأهل إلا أنها وجدت قلبا لا يرحم وجدت وجوم وغضب من الأهل وكأنها هى من أوقعته فى الأسر.

بكت وخرجت تحدث نفسها هل كان اختيارها خاطئا أم أن القدر يخبأ لها ما لم تتوقعه كان عليها أن تتحدى تلك العقبات، وكان لجمالها وبالا عليها حيث إن شباب القرية أرادوا الإيقاع بها، وكانت لا تعيرهم أى اهتمام، والزوج فى محبسه أسير قلبه وعدوه فكر بالهروب هو وعدد من الرجال إلا أن العقبة كانت فى خطوط المراقبة كانت إحدى القبائل تأتى بالماء والمؤن للعدو، هنا وجد الزوج بريق أمل جلس مع شاب من تلك القبيلة وحكى له قصته واتفق معه أن يأتى له بثياب عربى ويتم إعطاؤها له لكى يرتديها ويخرج من المعسكر دون أن يشعر به أحد، وبالفعل أتى الشاب ومعه الثياب أسرع الزوج بارتداء تلك الثياب وخرج مسرعا دون أن يشعر به أحد.

وبعد بضع ساعات أدرك العدو فرار أحد الأسرى دقت أجراس الإنذار معلنة فرار أسير بدرجة ضابط، خرجت الدوريات تحسوا الصحراء وأدركت أن من ساعد الأسير هو الشاب البدوى تم إعدام شيوخ القبيلة وأسر الأطفال، لم يجد البدوى إلا أن يكمل طريقه مع الأسير الهارب قطعا أشواطا حتى وجدا أمامهما حصنا جديدا من حصون العدو هنا برقت خطة جديدة للأسير هى أن ينتظران حتى يجنح الليل وبعدها يدخلان الحصن على أنهما من اليهود الفارين من مصر، وهنا تلقاهم العدو بالترحاب وأعطاهم الطعام والشراب وعرضوا عليهما العودة من جديد للقاهرة لكى يكونا عيونهم هناك رحب العدو وأعطاهم المال والملبس واتفق على تسليمهما إلى القيادة كأسرى حرب حتى لا يكتشف أمرهما وبالفعل تم تسليمهما للقيادة المصرية.

عاد الأسير البطل إلى أرض الوطن ومعه الشاب البطل الذى ضحى بأهله من أجل وطنه وقص على القيادة ما حدث تم تكريمهما وعاد الزوج يبحث عن زوجته، إلا أنه لم يجدها حيث سافرت إلى القاهرة تبحث عن عمل، حيث أغلقت أمامها كل أبواب الرحمة لم تكن تتلقاها إلا أيدى طامعة فى جمالها، الا انها تحدت كل شىء سافر الزوج يبحث عنها وكان معه صورة لها يسأل فى كل مكان كان لا ينام حتى الطعام لم يكن يتقبله، أقسم ألا يغمض له جفن حتى يجدها، ومن الواضح أنه قد اقترب من حبه المنشود أخبره بعض الناس أن تلك الفتاة كانت تتردد على ذلك المكان لتبيع الورود، وأنها تسكن فى الحى المقابل.

أسرع الزوج ونبضات قلبه تزداد فرحا للقاء المحبوب وابنه الصغير اقترب لكنه شعر بصراخ يصدر من بعيد هنا شلت قدماه لم يستطع التقدم خطوة واحدة رأى من بعيد محبوبته وهى ملقاة على الأرض وبجانبها وليدها يبكى ويعلنها للعالم أجمع أن الرحمة ضاعت من قلوب أقرب الناس، اقترب الزوج يبكى ويقول لها وداعا يا من كنتى كالقمر اعتقدت يوما أننى أمسكته، لكن ليس هناك من يستطيع أن يمسك القمر، حمل ابنه الرضيع وقرر أن يعود به إلى القرية وعاش من أجل ابنه، عاش على ذكرى من أحب عاشت معه بذكراها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة