أثار تفشى جديد لفيروس كورونا المرتبط بسوق فى بكين التكهنات بأن الطعام الملوث يمكن أن يكون السبب فى انتشار عدوى كوفيد 19، لكن الخبراء لا يرونها وسيلة لنقل الفيروس، ويقول البعض إن الثروة الحيوانية هى المجال الأكثر أهمية للتحقيق، فمنذ أن ارتبط ظهور المرض الجديد Covid-19 فى 11 يونيو بسوق للأغذية الطازجة فى بكين، تم اختبار الآلاف من عينات المأكولات البحرية واللحوم والخضروات المستوردة والمحلية فى الصين للكشف عن الفيروس وكانت جميعها سلبية.
يتناسب ذلك مع إجماع المنظمات الصحية والغذائية الدولية على أنه لا يوجد دليل على انتشار فيروس كورونا من خلال المواد الغذائية أو العبوات وفقا لتقرير لصحيفة south china post الصينية.
وقال وزير الزراعة الأمريكى سونى بيرديو ومفوض إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان فى بيان "لا يوجد دليل على أن الناس يمكن أن يصابوا بكوفيد 19 من الغذاء أو من تغليف المواد الغذائية".
ومع ذلك حير تفشى المرض السلطات فى الصين، فبعد مرور 55 يومًا فى العاصمة دون وقوع إصابات جديدة مازال المصدر مجهولا فلقد كان اكتشاف آثار الفيروس على لوح تقطيع يستخدم لسمك السلمون المستورد فى سوق البيع بالجملة فى شينفادى فى المدينة، واتفقت الصين والنرويج، أكبر منتج لسمك السلمون فى العالم، على أن الأسماك النرويجية لم تكن مصدر العدوى فى بكين، لكن ذلك لم يمنع حدوث انخفاض حاد فى مبيعات المأكولات البحرية والمنتجات التى تم سحبها بالفعل من أرفف المتاجر.
وبالمثل فإن المبادئ التوجيهية لشركات الأغذية التى أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تقول "من غير المرجح أن يلتقط الأشخاص عدوى Covid-19 من المواد الغذائية أو تغليف المواد الغذائية".
كما يؤكد الباحثون أهمية النظافة الصحية المناسبة لتقليل خطر تلوث أسطح الطعام ومواد تغليف المواد الغذائية بالفيروس من العمال المرضى، حيث أظهرت الأبحاث أن فيروس كورونا يمكن أن يعيش على بعض الأسطح لعدة أيام فى إعدادات المختبر.
وأكد أستاذ علم الأوبئة فى جامعة هونج كونج بنيامين كاولينج أنه فى حين أنه معقول من الناحية النظرية إلا أنه من غير المحتمل فى الواقع أن يتمكن فيروس كورونا من السفر لمسافات طويلة على اللحوم أو المنتجات الغذائية الأخرى، ويسبب العدوى بعد تلك الرحلة الطويلة، مضيفا "لا أعتقد أن مراقبة المنتجات الغذائية أو تغليف المواد الغذائية من المحتمل أن تمنع انتقال فيروس كورونا".
فى حين أن مصانع اللحوم معروفة بالنقاط الساخنة لـCovid-19، مع إصابة الآلاف من العمال على مستوى العالم إلا أنه بشكل عام لا يعتبر سوق اللحوم وسيلة لانتقال الفيروسات من قبل المنظمات الدولية، ويشك العلماء إلى حد كبير فى فعالية اختبار وحظر استيراد المواد الغذائية.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكيةfda على موقعها عبر الإنترنت: "نحن لا نتوقع أن المنتجات الغذائية ستحتاج إلى التذكير أو سحبها من السوق بسبب فيروس كورونا، حيث لا يوجد حاليًا دليل يدعم انتقال الفيروس المرتبطة بالطعام أو تغليف المواد الغذائية".
اتفق أخصائى سلامة الغذاء بنيامين تشابمان، الأستاذ فى جامعة ولاية نورث كارولينا فى الولايات المتحدة، أن الغذاء ليس طريق انتقال عالى الخطورة، حيث لم يكن هناك أى مجموعات من الأمراض حول طعام شائع أو عبوة غذائية، لكنه اعترف بعدم وجود بحث عن الغذاء كطريق انتقال، معلنا أنه خلال الـ 18 شهرًا القادمة أو نحو ذلك يجب أن يكون مجتمع سلامة الأغذية قادرًا حقًا على الإجابة عن هذه الأسئلة ببيانات وبحوث إضافية.
ماذا عن الثروة الحيوانية؟
يجادل علماء آخرون بأن التركيز على الاختبار الشامل للحوم المستوردة للتلوث السطحى يفتقد منطقة أكثر أهمية من السلسلة الغذائية التى يجب مراقبتها وهى الماشية، وما يجب النظر إليه هو الثروة الحيوانية قبل ذبحها، وأكد جريجورى جراى عالم وبائيات الأمراض المعدية وأستاذ فى جامعة ديوك على ضرورة التأكد من أن الماشية خالية من الإصابة بالفيروس.
ووجدت دراسات منفصلة فى معهد فريدريش - لوفلير الألمانى ومعهد هاربين للأبحاث البيطرية فى الصين أن الخنازير والدجاج غير عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
