حاول الإمبراطور البيزنطى جستنيان الأول، خلال فترة حكمه التى استمرت من 527 إلى 565، من خلال حملات عسكرية قام بها في إيطاليا وشمال إفريقيا وأماكن أخرى من إعادة بناء الإمبراطورية الرومانية التى سقطت، وعانت جهوده من انتكاسة كبيرة، ومع ذلك، عندما بدأ الطاعون ينتشر في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط فى 541 مات العديد من الأشخاص، حتى جستنيان الأول زُعم أنه مصاب بالمرض، وتسبب الطاعون فى دمار أماكن بعيدة مثل أيرلندا وشبه الجزيرة الأيبيرية والصحراء وبلاد فارس.
وأدى الطاعون لدخول العالم ما يسمى بالعصور المظلمة، وقال هندريك بوانار، عالِم الوراثة التطورى فى جامعة ماكماستر "كان طاعون جستنيان مميتًا للغاية" ثم بدأ يتراجع "مؤقتا".
واندلع الطاعون مرة أخرى في منتصف القرن الثالث عشر، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 30 % إلى 60 %من سكان أوروبا، كما دمر الكثير من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستمر تفشي المرض فى أوروبا حتى القرن الثامن عشر وفى مصر حتى عام 1844.
ثم بدأت سلالة جديدة من الموت الأسود فى خمسينيات القرن التاسع عشر فى مقاطعة يونان الصينية، ومن هناك انتشرت إلى الهند وهونج كونج وحتى الولايات المتحدة، مما أسفر عن مقتل نحو 12 مليون شخص، بما في ذلك 172 فى سان فرانسيسكو وعشرات آخرين في لوس أنجلوس وسياتل وبعض الأماكن على طول ساحل الخليج.
وقال ديف واجنر، الأستاذ المساعد في جامعة شمال أريزونا والمؤلف المشارك في الصحيفة، من أجل معرفة المزيد عن التاريخ التطوري للطاعون "شجرة العائلة" قام العلماء بإزالة الأسنان من زوج يبلغان من العمر 23 عامًا تم العثور عليهما في مقبرة من العصور الوسطى في ألمانيا، ثم استخرجوا الحمض النووي لـ Yersinia pestis من آثار الدم الموجودة في لب الأسنان ورسموا خريطة الجينوم الكامل لسلالتين، وأوضح بوانار "إنه أقدم جينوم ممرض أعيد بناؤه حتى الآن"، عند مقارنتها بالموت الأسود والسلالات الحديثة، واستنتج العلماء أن طاعون "جستنيان" كانت سلالته متميزة.
جدير بالذكر، استمر المرض فى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، وانتقل أحيانًا من القوارض إلى البشر، وفي العام الماضي قتل تفشي المرض أكثر من 30 شخصا في مدغشقر، وبفضل المضادات الحيوية والتحسينات الصحية ، يبدو أنه من غير المحتمل حدوث جائحة عالمية آخرى.