تعانى البرازيل من العديد من الأزمات فى الفترة الأخيرة خاصة منذ انتشار فيروس كورونا ، الذى أصاب أكثر من مليون و313 ألف حالة وتجاوز عدد الوفيات 58 ألف حالة، وانفجرت الأزمات الصحية والسياسية والاجتماعية، وانتشرت سلالة جديدة من فيروس "زيكا" مجددا فى البلاد، فضلا عن تعرض البلاد لهجوم من قبل الجراد الذى يهدد بانتشار الأمراض التى تشبه الطاعون.
وأعلنت العديد من المستشفيات فى البرازيل من نقص المواد الطبية والأدوية ، وأعلنت المستشفيات الستة التابعة للنظام الصحي الموحد (SUS ) في مونتيس كلاروس ، في شمال ولاية ميناس أنها تقوم بإجراء فقط فى "حالات الطوارئ" وألغت جميع العمليات بسبب نقص مواد التخدير، وفقا لصحيفة "انفوباى" الارجنتينية.
مستشفى
وأكدت الصحيفة أن المستشفيات تعانى من نقص الأدوات الطبية بسبب الطلب المتزايد الناجم عن انتشار فيروس كورونا، حيث أن المخزون من الادوية وادوية التخدير ومرخيات العطلات ،انتهى وأصبحت تواجه صعوبات فى إجراء العمليات الجراحية، ولذلك فقد اعتمدت بعض المستشفيات "خطة طوارئ" وكإجراء أمنى فإن المخزونات التى لا تزال موجودة مخصصة لعلاج الحالات الطارئة.
وعلى عكس رغبة الرئيس البرازيلى، جايير بولسونارو، فقد قامت العديد من المستشفيات بتوجيه نداء الى المجتمع ، بالالتزام بالمنازل ، وذلك لسوء الأوضاع الصحية فى البلاد.
ونددت صحيفة " فولها دى ساو باولو" البرازيلية بالهوس الذى لدى البرازيليين تجاه عقار الكلوروكين، حيث أن هناك 31% من البرازيليين الذين يستخدمون الكلوروكيين كإجراء وقائى دون الاصابة بفيروس كورونا ، تم ادخالهم الى المستشفيات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لاستطلاعات للرأى فإن 47% من البرازيليين يستخدمونه مع توصية من الأكباء، و8% يطلبون الدواء من الطبيب، و4% يستخدمونه قبل دخول المستشفى او بالمعنى الصحيح كإجراء وقائى.
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب فى ذلك هو اتباع الرئيس البرازيلى ، بولسونارو بتغير بوتوكول وزارة الصحة ومخالفة الاتجاه العالمى والاصرار على استخدام الكولوروكين، وهو ما يهدد الشعب البرازيليى بالخطر لاعاراضه الجانبية التى تسبب الوفاة.
أما الفيروس الآخر الذى يهدد البرازيل ، فهو "زيكا" ، الذى هدد سلالة جديدة منه البرازيل ، وذلك لأن غالبية البرازيليين ليس لديهم أى أجسام مضادة ضد هذا النوع من الفيروسات، وفقا لصحيفة "ميلينيو" التشيلية .
وأفادت مؤسسة أوزوالدو كروز (FIOCRUZ) ، أكبر مركز للأبحاث الطبية في أمريكا اللاتينية أن سلالة جديدة من فيروس زيكا متداولة في البرازيل وقد تتسبب في وباء آخر في البلاد، ومن خلال رصد التسلسل الجينى، اكتشفت الفرق العلمية لأول مرة فى البلاد، نوعا إفريقيا من فيروس زيكا، والذى كان من الممكن تداوله فى البرازيل فى عام 2019.
وتم تحديد إدخال السلالة الجديدة في البلاد من خلال أداة المراقبة الجينية التي طورها الباحثون في مركز بيانات تكامل المعرفة للصحة (CIDACS) ، من FIOCRUZ ومقرها باهيا.
هذا فضلا عن الكوارث الاخرى التى تتعرض لها البرازيل مثل اعلان الحكومة البرازيلية حالة طوارئ للصحة النباتية فى ولايتين من الولايات الجنوبية للبلاد بعد تعرض مزارعها إلى الهجوم من قبل "جراد" موجود فى شمال الأرجنتين، وفقا لصحيفة "انفوباى" الارجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الزراعة قررت إعلان حالة الطوارئ فى ولايتى ريو جراندى دو سول وسانتا كاتارينا،وتستعد لخطة لمكافحة الحشرة واعتماد تدابير طارئة آخرى لحماية المناطق الزراعة فى كلتا الوكالتين، المعروفتين بإنتجاهما للحبوب.
وقررت وزراة الزراعة البرازيلية توقيع وتنفيذ خطة للتعامل مع هجوم الجراد وتبنى إجراءات المكافحة ، على الرغم من أن التوقعات الأولية تؤكد أن الجراد سيتجه نحو جنوب الارجنتين أو إلى أوروجواى.
كما أشارت الصحيفة إلى الحالة الجوية المتقلبة والغير مشتقرة فى البرازيل وخاصة فى المنطقة الجنوبية ، والتى تشهد أمطارا وبرودة ، ولذلك فإنه من غير المحتمل أن تدخل الحشرات الأراضى البرازيلية التى تشهد عدم استقرار فى الاحوال الجوية من الامطار.
ومع ذلك ، أوضحت الوزارة أنها كانت تعمل بالفعل على تدابير الرقابة في حالة حدوث تغيير مفاجئ في التنبؤات الجوية التي تفضل وصول الجراد إلى الأراضي البرازيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الزراعة تفاوضت بالفعل مع اتحاد شركات الطيران الزراعي (Sindag) حول إمكانية مكافحة الجراد بمساعدة 426 طائرة مجهزة برشاشات تشكل أسطول ريو جراندي دو سول.
وتسببت أنواع الفصيلة Schistocerca cancellata بالعديد من الإصابات في 1938 و 1942 و 1946 ، مع تفشي الجراد في الأرجنتين التي دخلت المنطقة الجنوبية من البرازيل وأثرت على ولايات ريو جراندي دو سول وبارانا وسانتا كاتارينا وميناس جيرايس، في ذلك الوقت تسببوا في خسائر كبيرة ، وخاصة في محاصيل الأرز.
ومن بين العوامل التي قد تكون وراء انتشار هذه الحشرات المناخية ،درجة الحرارة والرطوبة النسبية وديناميات الرياح، التى تؤدى الى انتشار الجراد والطفيليات والامراض.
وعن الازمة السياسية ، تتعرض البرازيل لتلك الأزمة بسبب سياسات الرئيس البرازيلى المثيرة للجدل ، وقالت صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية إن عدد من الحركات الإجتماعية والسياسية إلى مظاهرات اليوم الأحد فى 50 مدينة فى 23 دولة،ضد الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو ، بسبب سوء إدارته لأزمة كورونا واتباعه العنصرية ضد السود والمرأة.
ودعت إلى تلك المظاهرات الحركات الشعبية والكيانات السياسية ، تحت شعار Stop Bolsonaro World"،ولم تكون فقط فى البرازيل بل تشمل أيضا بعض المدن الأوروبية مثل ميونيخ وبرلين بألمانيا، وبرشلونة ومدريد بإسبانيا، وباريس وروما وزيورخ وجينيف ودبلن.
وأوضحت الصحيفة أن تلك المظاهرات المناهضة لبولسونارو تم تنظيمها للعديد من الأسباب، منها مكافحة العنصرية والنيوليبرالية ، والتمييز بين الرجل والمرأة ، والإبادة الجماعية للسكان الأصليين، فضلا عن تدميره للبيئة.
ومن بين الحركات التي نظمت المظاهرة كوليتيفو استريلا دا ديموقراطية ، والجبهة الدولية للبرازيليين ضد الانقلاب (فيبرا) ، ومجموعة النساء المتحدين ضد بولسونارو، وانضمت منظمة Única dos Trabalhadores (CUT) ، المنظمة النقابية البرازيلية الرئيسية ، إلى الاحتجاجات ودعت إلى تعبئة عالمية ضد يير بولسونارو
وقال عدد من المنظمات فى بيان مشترك "منذ فوز بولسونارو بالانتخابات ، انفجرت إزالة الغابات ، وقتل السكان الأصليين ، والعنصرية ضد السود ، والتمييز ضد النساء ، والهجوم المنهجي على الثقافة ، والتعليم ، وزيادة العمل غير المستقر ، وركود الاقتصاد، وأضاف "هناك أعداد كبيرة من الاصابات بفيروس كورونا فى البلاد دون الابلاغ والوضع الغير مستقر فى المستشفيات ، ونقص الدعم للمهنيين الصحيين، فضلا عن عدم وجود أى تدابير احترازية إجبارية لاحتواء الفيروس ، مما جعل البرازيل الدولة الثانية على مستوى العالم من حيث عدد الاصابات والوفيات".