أكد عدد من العلماء أن الموت الأسود "وباء الطاعون" سببه سلالات مختلفة من نفس البكتيريا، فيقال إن طاعون جستنيان، الذى أصاب العالم فى القرن السابع الميلادى، وكان يقتل حوالى 5000 شخص في العاصمة البيزنطية القسطنطينية يوميا، قد جلبته الفئران إلى القسطنطينية على متن السفن التي تستورد الحبوب، وساهم دمار الطاعون الذى استمر أكثر من ثلاثة قرون، في سقوط الإمبراطورية الرومانية الشرقية القوية بجعلها عرضة لهجمات الجيوش الإسلامية.
وبعد أكثر من نصف قرن، دمرت جائحة مماثلة سكان أوروبا الغربية، خلال الأربعينيات من القرن التاسع عشر، وقتل الموت الأسود أو الطاعون الدبلى ما يصل إلى 20 مليون شخص، وعانى ضحاياه من الأعراض نفسها التي وصفها المؤرخ الرومانى بروكوبيوس عند الكتابة عن الطاعون السابق "الحمى والهذيان وتورم أسود غامض في الفخذ وتحت الذراعين وخلف الأذنين"، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
ورغم ذلك فإن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد نوع الطاعون بوضوح، لكن فى دراسة جديدة رائدة، استخدم فريق من العلماء الألمان تحليلاً متعمقًا للهياكل العظمية الموجودة في مقبرة ألمانية من القرن السادس لإعادة بناء جينوم العامل الممرض الذى تسبب في وباء جستنيان، ووجد الباحثون أن الميكروب المسئول عن تلك الوفيات الخمسين مليونًا في الإمبراطورية البيزنطية كان من نفس البكتيريا التي تسببت في الموت الأسود.
ويأمل العلماء في أن يقدم عملهم نظرة ثاقبة حول تطور الطاعون والتكيف معه وتأثيره، الذي أثر على البشرية منذ حوالي 5000 عام وما زال يفعل ذلك اليوم في بعض المناطق حول العالم.
وظهرت حالات تفشي المرض في السنوات الأخيرة في مدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبيرو، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، تم الإبلاغ عن 320 حالة إصابة بالطاعون في جميع أنحاء العالم في عام 2015 ، بما في ذلك 77 حالة وفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة