تشهد المدن الفرنسية الاحد صراع حاد ، حيث ستحتدم المنافسة في الجولة الثانية للانتخابات البلدية، مع مخاوف من سقوط مدينة مارسيليا، ثاني أكبر مدينة فرنسية بعد باريس، في يد اليسار بعد ربع قرن من حكم اليمين ومخاوف أخرى من حكم اليمين المتطرف لمدينة بربينيون التى تحتوى على أكثر من 100 ألف نسمة.
وسلطت وسائل الإعلام الفرنسية الصوء على بعض المدن الفرنسية الهامة التي يتوقع أن يحتدم فيها التنافس الانتخابي كونها استراتيجية وحساسة بالنسبة لجميع الأحزاب السياسية التي تسعى إلى توسيع دائرة نفوذها الانتخابي قبل أقل من سنتين من الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو 2022.
وتأتى على رأس تلك المدن العالصمة باريس التى يتصارع على رئاستها ثلاث نساء (آن إيدالجو ورشيدة داتي وأنياس بوزان)، لكن يبدو أن المرشحة الاشتراكية والمنتهية ولايتها آن ايدالجو تملك حظوظا أكبر في البقاء في مركزها بعد أن تحصلت في الدورة الأولى على 29,3 بالمئة من الأصوات مقابل 22,7 بالمئة لصالح رشيدة داتي من الحزب الجمهوري اليميني المعارض و17,3 بالمئة لأنييس بوزان، ممثلة الحزب الحاكم "الجمهورية إلى الأمام" ووزيرة الصحة السابقة.
وما يرفع من حظوظ آن إيدالجو بالفوز بعهدة جديدة، هو الدعم الذي تلقته من دافيد بليار، مرشح الخضر والذي تحصل في الجولة الأولى على 10,8 بالمئة من الأصوات.
وفى مدينة مارسيليا بعد أن تربع على عرش ثاني أكبر مدينة فرنسية لمدة ربع قرن، لا يعرف جان كلود جودان، رئيس بلدية مارسيليا لمن سيسلم المنصب بسبب الغموض الذي يحيط الجولة الثانية من الانتخابات البلدية، وفقاً لقناة فرانس 24.
ويشار إلى ان هذه المدينة الساحلية قد تفوز بها ممثلة لائحة "ربيع مارسيليا" المصنفة في تيار اليسار ميشال ريبرولا التى حصلت على المرتبة الأولى خلال الدورة الأولى بـ23,44 بالمئة من الأصوات، فيما جاءت مارتين فاسال من الحزب "الجمهوري" والتي يأمل جودان أن تخلفه بـ22,32 بالمئة من الأصوات في المرتبة الثانية،و لكن هناك شكوك بتورطها في قضية فساد يمكن أن تأثر سلبا على طموحها بتولي منصب رئيسة بلدية مارسيليا.
في الجهة المقابلة، يسعى حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف إلى كسب معركة مارسيليا الانتخابية بعدما جاء مرشحه ستيفان رافييه في المرتبة الثالثة بـ19,45 بالمئة من الأصوات.
وتجدر الإشارة إلى أن حزب مارين لوبان لم ينجح فقط في توسيع دائرته الانتخابية في السنوات الأخيرة، بل أصبح يطمح بالفوز ببلدية مارسيليا العريقة هي أيضا.
وبينت الاستطلاعات الانتخابية بعد نتائج الدورة الأولى تأخر الحزب الحاكم في مارسيليا إذ لم يتحصل ممثله إيفون برلان سوى على 7,88 بالمئة من الأصوات متقدما على سامية جالي من اليسار بنقطة واحدة بعد أن تحصلت على 6,47 بالمئة من الأصوات.
اما فى بلدية لوهافر فهناك صراع بين إدوار فيليب وممثل الحزب الشيوعي، فرغم تصدره نتائج الجولة الأولى للانتخابات البلدية في مدينة لوهافر (شمال غرب فرنسا) بـ43,60 بالمئة من الأصوات، يواجه رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب منافسة شرسة من قبل منافسه جون بول لوكوك مرشح الحزب الشيوعي الفرنسي الذي تحصل على 35,88 بالمئة من الأصوات.
لكن استطلاع للرأي أجراه معهد "إيفوب" يشير إلى إمكانية فوز إدوار فيليب ببلدية لوهافر وهي مسقط رأسه بـ53 بالمئة من الأصوات مقابل 47 بالمئة للمرشح الشيوعي.
واغتنم إدوار فيليب الأزمة الصحية التي عصفت بفرنسا والعالم ليعزز صورته لدى الفرنسيين بشكل عام وعند سكان مدينة لوهافر على وجه الخصوص.
وفى مدينة بربنيون صاحبة الأكثر من 100 ألف نسمة فهناك شكوك لسيطرة ممثل حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، لوي أليو بعد أن تحصل على 35,6 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى مقابل 18,4 بالمئة لصالح منافسه جان مارك بوخول من حزب "الجمهوريون".
وهذه المرة الرابعة التي يحاول فيها لوي أليو الفوز ببلدية بربنيون التي تقع جنوب غرب فرنسا.
وعن مدينة بوردو الفرنسية فتشير الاستطلاعات إلى ان آلان جوبيه له نصيب كبير فى الفوز بها، ولكن هذه المرة الصراع الانتخابي سيكون صعبا نوعا ما للمرشح الذي خلف الرئيس السابق لهذه المدينة آلان جوبيه المعروف بمواقفه الوطنية.
وأخيرا مدينة ليل (شمال فرنسا)، فقد تنال مارتين أوبري رئاستها للفترة الرابعة، احتلت مارتين أوبري في الجولة الأولى للانتخابات البلدية المرتبة الأولى بعد تحصلها على 29,8 بالمئة من الأصوات، فيما جاء مرشح حزب الخضر ستيفان بالي في الدرجة الثانية بـ24,5 بالمئة من الأصوات متقدما على مرشحة الحزب الحاكم فيوليت سبيلبو بـ17 بالمئة من الأصوات.
ويشار إلى ان فيوليت سبيلبو قررت دعم مارتين أوبري في الجولة الثانية، مما ينذر بفوز رئيسة مدينة ليل الشمالية بعهدة رابعة على التوالي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة