كشفت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) والوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء الجوي (JAXA) عن لوحة أجهزة الرصد المشتركة الخاصة بفيروس كورونا، حيث جمعت الثلاث وكالات الفضائية معطيات رصدت التأثير العالمي لوباء COVID-19 في مصدر معلومات مشترك واحد على أمل المساعدة في فهم أزمة الصحة العامة.
وفقا لما ذكره موقع "Space" الأمريكي، قال توماس زوربوشن، المدير المساعد للعلوم في وكالة ناسا، خلال المؤتمر الصحفي: "لوحة أجهزة القياس توضح القدرة الأساسية المهمة لجميع هذه الأنواع العالمية من القضايا."
تعرض لوحة القيادة الجديدة حاليًا البيانات العالمية، بالاعتماد على 17 قمرًا صناعيًا نشطًا على الأقل تديرها الوكالات الثلاث.
في الأشهر الستة منذ ظهور COVID-19 على الساحة، تغير العالم بشكل كبير، حيث كانت التأثيرات على الصين الأولى، ثم الدولة بعد الأخرى، ووضعت الحكومات تدابير البقاء في المنزل وسعت الشركات لتبديل مكاتب الموظفين إلى العمل عن بعد حيثما أمكن.
وقد جاءت كل هذه الإجراءات مع عواقب متتالية والتي تراكمت في كثير من الحالات على رأس الأزمة الصحية نفسها.
وقال جوزيف أشباخر، مدير برامج رصد الأرض التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ، خلال المؤتمر الصحفي: "كان الشهرين الماضيين تحديًا حقيقيًا"، مضيفا: "لقد أظهرت لنا جائحة COVID-19 في الواقع إلى حد كبير مدى ضعف مجتمعات اليوم."
وأدركت وكالات الفضاء أن أقمارها الصناعية لرصد الأرض يمكن أن ترى هذه الأنشطة، وتتضمن لوحة القيادة الجديدة بيانات تظهر انخفاضات في انبعاثات الملوثات حيث يقود الناس بشكل أقل، وذلك بجانب تغيير أنماط الأضواء الاصطناعية في الليل، والحد من السفر بسبب الحدود المغلقة، وحتى التغيرات في جودة المياه.
وقال زوربوشن: "مع انتشار هذا الوباء في جميع أنحاء العالم، بدأ العلماء يرون من الفضاء كيف تتغير أنماط الأنشطة البشرية وكيف تؤثر هذه التغييرات على البيئة".
وأضاف زوربوشن، أن العلماء وراء المشروع يقومون بالفعل بتقييم بيانات إضافية يمكن دمجها في الأشهر المقبلة، مثل رصدات رطوبة التربة التي تتتبع الأثر على الزراعة.
وقال مسؤولون خلال المؤتمر الصحفي، إن لوحة القيادة قد تتطور إلى ما بعد الوباء الحالي، حيث أكد أشباخر "إننا نفكر بالفعل فيما إذا كان يجب أن نقصرها على فترة أزمة كوفيد 19"، مضيفا "لدينا التزام بتقديم بياناتنا الفضائية لجميع الناس على هذا الكوكب".