احذر قبل ما تنزل.. التصرفات الخاطئة وقت تخفيف القيود أدت لانتشار الأوبئة قديما

الإثنين، 29 يونيو 2020 07:00 م
احذر قبل ما تنزل.. التصرفات الخاطئة وقت تخفيف القيود أدت لانتشار الأوبئة قديما الأوبئة - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خففت الحكومة المصرية، بدءا من أول أمس السبت، قيود الإغلاق، فى الوقت التى شددت فيه على بعض الإجراءات الأخرى، للحد من تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وهو الأمر الذى قامت به أيضا عددا من الحكومات الأخرى حول العالم.
 
لكن قبل أن يفكر أن الناس فى النزول، عليهم أن يلتزموا بالإجراءات الصحية التى أعطتها الحكومة، ويبدو أن عدم التزام الناس قديما بالتعليمات الصحية التى فرضتها الحكومات، وكذلك عدم اتخاذهم كامل الاحتياطات الوقائية، ساعد كثيرا فى انتشار الأوبئة خاصة طاعون "الموت الأسود" الذى حصد فى الماضى أرواح ملايين البشر.
 
جاء فى كتاب " عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور" فإن وباء "الطاعون" الذى عرف تاريخيا باسم "الموت الأسود" استمر طِيلة خريف عام ١٦٦٥، ومع دنو الشتاء، لوخظ أن الوباء يخمد على ما يبدو، وبدأت الاعتقاد بأن الطقس البارد أو الشتاء يقضى على الوباء، لكن هذا لم يحدث؛ بحسب وصف المؤلفين سوزان سكوت وكريستوفر دنكان، لأن المراهقين ساعدوا على استمراره.
 
كذلك عندما قامت الثورة الزراعية الثانية فى القرن الثامن عشر، لقد أدى إدخال الآلة والإدارة الأكثر تعقيدًا للمحاصيل إلى زيادة الإنتاجية، التى كانت ضرورية لإطعام السكان سريعى التزايد، وكان الطاعون قد اختفى وقتئذ، إلا أن المدن الكبرى كانت أماكنَ غير صحية، فقد أودت أمراض الجدرى والحصبة والسعال الديكى والدفتيريا وغيرها من الأمراض المعدية بحياة نحو ربع الأطفال فى إنجلترا، وتوفى الكثير من الكبار على إثر الإصابة بالسل والإنفلونزا، ومع ذلك تعلم الناس أن يتعايشوا مع هذه الأمراض، وبالرغم منها استمر السكان فى النمو.
 
لما انتاب الجميع الرعب، قام الجميع برد الفعل المعتاد، ففروا بالحافلات والقطارات ناشرين المرض فى كل حدب وصوب، وعندما منعت السلطات كافة أشكال المواصلات، سعى الناس إلى الفرار سيرا على الأقدام، جارّين عربات يد وراءهم، إلا أن هذا كان عديم الجدوى؛ فقد حملوا المرض معهم، وانتشر الوباء بثبات وبلا هوادة فى صورة أشعة منطلقة من المركز وكأنه موجات تنتشر فى بركة لدى إلقاء حجر فيها، موجة عنيدة وكريهة وهائلة من الرعب والمعاناة المفجعة، ثم التقى الفارون موجة اللاجئين القادمة من الاتجاه المعاكس، كانت الظروف مثالية للآفة، وقد وفرت الملايين الغفيرة المكتظة مصدرا لا ينضب على ما يبدو من الأفراد الذين لديهم قابلية للإصابة، قدر فيما بعد أن التعداد النهائى للخسائر فى الأرواح سوف يحصى بالمليارات فى النهاية، وقد استحال دفن الأجساد التى تحللت سريعا فى ظل درجة الحرارة المرتفعة؛ مما أسفر عن مشاهد لا يمكن تخيلها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة