رصد "اليوم السابع" انطلاق موسم حصاد فاكهة "المانجو" معشوقة قلوب المواطنين، والذين ينتظرون وصولها للأسواق.
حيث إن أشهر أنواعها بالصعيد "الصديقة والبلدى والتيمور والسكرية والهندى والعويسى والزبدية"، والتى ما أن تظهر بالأسواق فيتسارع الجميع لشرائها لترطيب القلوب فى الطقس الحار، ويتهافت عليها أصحاب المقاهى والكافيهات والعصارات لتقديمها للزبائن ولكن مع غلقها الفترة الماضية أدى ذلك لتضرر الموسم.
فيما ينتظر أصحاب مزارع المانجو بمحافظة الأقصر مع فتح المقاهى والمطاعم والكافيهات والعصارات بصورة طبيعية بقرارات مجلس الوزراء، لارتفاع أسعارها بعد النزول لأكثر من النصف خلال الأيام الماضية مع بدء الحصاد.
وفى هذا الصدد يقول على عبد الرحمن وزيرى مزارع وتاجر مانجو بمحافظة الأقصر، إنه يقوم بتجهيز مزرعته فى كل موسم لحصاد فاكهة المانجو بقرية الحلة جنوب الأقصر، قائلاً:- "موسم المانجو العام الجارى تأثر كثيراً بالعواصف الترابية التى ضرب مصر خلال الشهور الماضية، حيث إن المحصول هذا العام وصل لأقل من نصف محصول العالم الماضى، وكذلك دخول أزمة فيروس كورونا أثرت بالسلب على المحصول وعملية البيع والشراء فالتجار لا يقبلون بصورة كبيرة على المانجو بسبب غلق العصارات والمقاهى مم أسفر لقلة السحب عليها، وذلك فى بداية الموسم، وننتظر تحسن عملية البيع والشراء مع نهاية الحصاد وتقديم كافة المعروض بالمزرعة".
وأضاف على عبد الرحمن فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه بالنسبة للأسعار تتراوح ما بين 8 و9 جنيهات للأصناف العالية التى كانت تباع العام الماضى من 15 جنية فما فوق، حيث إنه العام الماضى كنا نبيع بصورة يومية سيارة تحمل عليها 5 أطنان مانجو ولكن حالياً لا نبيع فى اليوم الواحد طن من الأساس، معللاً ذلك بظروف كورونا وتأثيرها بالسلب على حركة بيع محصول المانجو بجنوب الصعيد.
ويؤكد تاجر المانجو الأقصرى على عبد الرحمن، أنه تم إهمال المحصول خلال الشهور الماضية بسبب الأزمات الأخيرة بمصر والعالم أجمع، حيث أن تكاليف زراعة فدان المانجو مرتفعة، حيث يحصل على 9 أجولة مبيد وكيماوى من الجمعية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة فقط، فيضطر صاحب الأرض لشراء كميات أخرى من المبيدات من خارج الجمعية لكى يلبي كافة احتياجات الفدان الواحد، كما يوجد تكاليف أخرى للعمال والنظافة ورش السم وخلافه، وبالنسبة للسماد فتصل تكلفة الفدان طوال العام لأكثر من 12 ألف جنيه، موضحاً أنه لا يزال الأمل موجود فى ارتفاع الأرباح وعدم عرضهم للخسائر مع قرار الحكومة الأخير بفتح المقاهى والمطاعم والكافيهات مما يساعدهم فى سحب التجار للمحصول بصورة أكبر وزيادة السعر خلال الأيام المقبلة.
أما مدثر عبد الرحمن وزيرى إبن قرية الحلة، وصحاب مزرعة مانجو فيقول لـ"اليوم السابع"، إن "فاكهة المانجو" هى فاكهة الصيف الأهم للمواطنين، والتي يعشقها الجميع فى المنازل والكافيهات والمقاهى بالأقصر وكافة أنحاء مصر، ويتم شراؤها فور ظهورها لدى البائعين بصورة أكبر من باقي الفواكة الأخرى، ولذلك ترتفع أسعارها عاماً بعد عام الذى سبقه ولكن هذا العام الوضع إختلف مع أزمة كورونا والعواصف الترابية الشديدة خلال الشهور الماضية، موضحاً أنه قبل قطع ثمار فاكهة المانجو من الأشجار يتم وضع أسفلها "مشمع أو مراتب" أو كميات من الحشيش لكى تحافظ على الثمرة من التكسر خلال سقوطها أرضا، ويتم تركها دقائق أسفل الشجر لتصفى المياة منها، ثم يتم نقلها فى أقفاص لبيعها للتجار.
وييف مدثر وزيري، إن زراعة المانجو فى مصر تتركز فى المناطق حول نهر النيل لاحتياج المانجو لتربة خصبة وهى الأقرب لنهر النيل، موضحا أنه يوجد فى مزارع الأقصر حوالى من 6 لـ 9 أنواع مانجو، ولكن أفضلهم هى "الزبدة أو الزبدية" فهي تصدر لدول الخليج وبعدها فى الترتيب "الجلك – الصديقة – العويسى"، قائلاً:- "المانجو منها أنواع كثيرة فتوجد الزبدة والصديقة والجلك والعويس، وأنواع أخرى تصدر منها التومى والكى والصديقة أيضاً تصدر، وأجملهم طعما هى العويسى والهندى، كما توجد مانجو بلدى هى التي تباع بكثافة فى الأسواق".
وبالنسبة لزراعة الفدان الواحد من محصول المانجو فيقول مدثر وزيرى إبن محافظة الأقصر، أنه يتراوح ما بين 70 شتلة لـ100 شتلة مانجو، وتلك الشتلات تزرع على فترات ومساحات بين بعضها لكى تنبت بصورة قوية، وفى جانب الإنتاجية يقدم الفدان الواحد من 300 لـ400 قفص زنة الواحد 20 كيلو، وبذلك أقل فدان ينتج من 7 إلى 10 أطنان، وبالحسابات المادية لفدان المانجو الزبدية التى تصدر للخارج فيتراوح ما بين 40 لـ50 ألف جنيه، وباقي الأنواع فتقل فى السعر، والأشجار تزيد إنتاجيتها فى كل عام عن سابقه لكونها تكبر مع مرور الزمن عليها ويصبح إنتاجها أكثر، فالشجرة المطعمة بكل جدية واهتمام قد تصل إنتاجيتها إلى 40 قفص مانجو، وعن سعر الكيلو الواحد فيباع فى المزرعة برقم وخارجها برقم آخر، فالنوع "الزبدية" الأهم لدى الجميع فيباع من المزرعة من 10 لـ11 جنيها للكيلو الواحد، أما فى الشادر فتباع من 12 لـ13 جنيها، والنوع "الجلك" فيتراوح بالمزرعة من 8 لـ10 جنيهات، والنوع "الصديقة" من 10 لـ11 جنيها أيضا، أما النوع "البلدى" فهي من 6 لـ8 جنيهات للكيلو الواحد وهو النوع الذى تقبل عليه المصانع لكى يباع كعصائر.
وتعتبر "فاكهة المانجو" إحدى أنواع الفواكه الصيفية، حيث أن التحضير لزراعتها يحتاج لعدة شروط منها توافر الضوء من أشعة الشمس بصورة غير مباشرة ومع النمو للثمار تحتاج لأكبر قدر من الضوء، ومن الشروط أيضا المياه التي تحتاجها المانجو لكى تزيد من فرصة قوة ثمارها وتوافر المياه داخلها بقوة، وكذلك المناخ المناسب حيث تحتاج المانجو لطقس رطب وجاف كالمناطق الإستوائية وصعيد مصر التى تعد البيئة الأفضل لهذا المحصول، والتربة الغنية بالأغذية بجانب قدرتها على التصريف حيث تحتاج لتربة مميزة تشبه التى حول نهر النيل شرقاً وغرباً، وخلال الموسم تحتاج أشجار المانجو لرعاية كبيرة من مالكها بتوفير عمالة على فترات لتنظيف محيط الأشجار بجانب رى الجذور العميقة من الشجر لتنتج أفضل ثمار، كما يجب ترك السطح العلوى للتربة حتي يجف قبل إعادة رى النبتة بالماء، وضرورة تقليم أشجار المانجو على فترات متباعدة للأشجار التى تصل لعمر 4 سنوات للتخلص من كافة السيقان الضعيفة والمريضة وخلافه، وضرورة إستخدام مبيدات وسموم لمكافحة الحشرات والآفات التى تظهر حول الأشجار خلال فترة الرعاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة