أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد أبوبكر يكتب: 30 يونيو.. 7 أعوام من الألم والعمل والأمل.. رحلة إنقاذ وطن وحكاية شعب مع رجل كان عند حسن ظنه.. وتطلع لمستقبل افضل

الإثنين، 29 يونيو 2020 02:50 م
خالد أبوبكر يكتب: 30 يونيو.. 7 أعوام من الألم والعمل والأمل.. رحلة إنقاذ وطن وحكاية شعب مع رجل كان عند حسن ظنه.. وتطلع لمستقبل افضل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد ثورة يناير كان المجتمع المصري في حالة من التخبط السياسي تجارب ومشاهد جديدة، لم يرها أحد من قبل، واستطاع تيار الإخوان بمساعدة عدد من الدول أن ينقض على الرأي العام، كى يقنعهم بأنه التيار السياسي المظلوم الذي ناضل كثيرا من أجل الحري، وللأسف كثيرون وقعوا في هذه الخدعة، بعضهم تعاون معهم من باب المصلحة، والبعض الآخر خدع فيهم واستخدم دون أن يشعر، إلى أن جاء الإخوان إلى حكم مصر، وكانت صفقة سياسية إقليمية مع قطر وتركيا، كي يتم السيطرة على أكبر دولة عربية فى المنطقة.

فى بداية حكم الإخوان لم يكن فى بال أحد أنه بعد عام واحد سيتم خلعهم من الحكم، بالعكس كان لدى كثير من النخبة إحساس يدعمه الإخوان متمثل فى أنهم لن يتركوا الحكم إطلاقا، بعد سنوات طويلة من تخطيطهم لذلك.

 

واستمر الإخوان عن طريق أضعف شخصياتهم محمد مرسي في حكم مصر.

كانت المشاكل الاقتصادية أكبر منهم بكثير كما انهم لجأوا إلى أنصارهم بدل من أن يوجهوا حديثهم للشعب بأكمله، وكانوا دائما يحاولون اختراق كافة مفاصل الدولة فى القضاء والشرطة وعدد من القطاعات المهمة، وعزل مرسي المشير طنطاوي وزير الدفاع، وسامي عنان رئيس الأركان.

 

وهنا وكوضع طبيعي توقع الجميع أن يختار شخصية تكون أكثر طاعة لتيار الإخوان، ولاسيما إن كان شخص معروف عنه التدين والالتزام.

 

وبدأ الشارع المصري يتعرف على عبد الفتاح السيسي، الذي كان مديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع "وهو منصب رفيع جدا لكن ليس معروفا للعامة من الناس"، وهنا توهم البعض أن الرجل أتى كى يحقق أحلام الإخوان، ويثبت أقدامهم فى حكم مصر.

ومنذ اختياره اعتقد أن الأيام ما قبل 30 يونيو 2013 كانت أصعب مهامه الوطنية حيث كان مطلوب منه أن يواجه تنظيما إرهابيا إخوانيا مدعوما من النظام الأمريكي ومن قطر وتركيا، وهو وزير دفاع يمكن إقالته بقرا من رئيس الدولة في أي لحظة.

 

وهنا بدأ السيسي يرتب أوراقه الداخلية، واستطاع المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن يبقوا على قلب رجل واحد وخلف رجل واحد، وهذا كان بداية نجاح المواجهة لأنه لو اختلف واحد منهم فقط لما استطاعوا المواجهة..

فكانت الرسالة واضحة...

وخلق السيسي له ولرجاله هيبة كبيرة تمنع الاقتراب منه ومنهم، وبالتالي فهم الإخوان تماما، أن القرار بإقالة السيسي وقتها كان سيكلف الإخوان الكثير، واعتقد أنه استعمل خطة قوامها الهدوء والمراقبة عن بعد للأحوال السياسية دون أن يبدي رأيا لوقت طويل.

كان السيسي وهو مدير للمخابرات الحربية يقابل الشخصيات العامة، ويتعرف عليها، واستمر هذا الأمر وهو وزير للدفاع، وكان كل من يجلس معه يشعر ببساطته وتواضعه، وأيضا إحساسه بما يدور في الشارع دون أن تأخذ من الرجل كلمة واحدة ضد رئيس الدولة وقتها محمد مرسي.

 

والحقيقة استطاع أن يجعل الجميع في حيرة: مع أى فريق يقف هذا الرجل؟ في ظل غموض كبير أحاط به.

 

إلى أن تفاقمت المشاكل واحتقن الشارع وبدأت الدعوات لـ 30 يونيو، وظل السيسي يراقب ويستمع خطابات مرسي المتخلفة، ويكون وسط حشد إخواني ولا تأخذ منه الا نظره او سكون لا تفهم منه ماذا سيفعل..

وبعد 30 يونيو ينتظر الجميع من هذا الرجل أن ينحاز إلى الملايين فى الشوارع فإذا بالطائرات الحربية تحلق فوق الميادين المصرية بشكل استعراضي، يشعر الجميع بأن القوات المسلحة تقف مع الشعب في ثورته.

 

لتأتي خطوة غير مفهومة، وهي أن يمنح وزير الدفاع وقتها مهلة 48 ساعة لجميع الأطراف، وهنا كانت حيرتي في قمتها!! نحن في حاجة لكل ساعة ويعطيهم الرجل مهلة 48 ساعة!!!

 

وهنا دعيت لأكون أحد الحضور لمؤتمر لكل التيارات السياسية، وسرعان ما تم إلغاؤه بعد ساعات من الدعوة له، وانتهت 48 ساعه من الحيرة التي حسمت ببيان 3 يوليو، والذي جاء معبرا عن كل آمال الشعب المصري في كل ميادين مصر.

 

ولم يعجبني فقط فى بيان 3 يوليو، وجود حزب النور، ووجود بعض الشخصيات التى لا أعلم على أى أساس تم اختيارها.

 

ومن هذا الوقت أصبح السيسي ورفاقه خلف الرئيس المؤقت عدلى منصور فى حكم مصر، وعليهم مواجهة الرأي العام الذي لا يعرفهم، والذي هو في حالة هياج لم تتوقف منذ ثورة يناير، وأيضا عليهم أن يواجهوا الأخطار الإقليمية والأخطار عند الحدود الشرقية والغربية، وفى نفس الوقت تحدى البدء فى إقامة مؤسسات الدولة، ووضع دستور وانتخاب برلمان، واستكمال الخطط لإنقاذ الاقتصاد المتدهور جدا.

 

كنا نلتقي السيسي وقتها كثيرا، ويسمع لكل الشخصيات ونعرف أكثر عن شخصيته، وهنا وفى كل مرة تراه كانت تزيد قناعاتنا أن هذا الرجل لابد أن يحكم مصر لما لديه من أراده وصلابة في العمل، لم يكن وقتها واضحا أن لديه رؤية اقتصاديه أو خطة للحكم أو برنامج أو أي شىء من التي يحرص عليها السياسيون عند طرح أنفسهم للمناصب.

فقط إرادة قوية وعزيمة ووطنية

وكنت دائما أشعر أن حياة هذا الرجل مهدده بالخطر ليل نهار، لأن التخلص من السيسى فى هذا الوقت كان كفيلا أن يعيد الإخوان إلى الحكم فى أيام..

وتمر الأيام والشهور ...

وطُلب منه فعلا أن يتولي الحكم، واُنتخب رئيسا وقابلناه وسألته: ماذا لديك جديد لحكم مصر؟ أجابني: ارهان على المواطن المصري.

ولم يعطني أى إشاره عن خطة أو برنامج

وللأمانة وقتها لم أقتنع بالإجابة

وتمر الأيام والسنوات، ويواجه السيسي أخطارا في كل الجبهات داخليا وخارجيا..

أزمة اقتصادية، اغتيال النائب العام، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية، خطر فى سيناء، وأخطار في ليبيا ومشكلة سد النهضة وغيرها..

والعجيب أن الرجل نجح فى أن يكون قطار التنمية بعيدا عن كل هذه المشاكل.

وظل يكافح ضد فساد مستشر فى مصر القديمة، وأيضا يسرع فى بناء جديد وعصرى فى مصر ما بعد 30 يونيو.

وكأي رئيس باتت قراراته تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر، فلا يلتفت ولا يهتم وينظر إلى الأمام.

وبات أكثر شدة وأكثر صرامة وحسم.

واستخدم نظرية أرجوكم اتركوني أعمل وحاسبوني في النهاية.

ولم يسمح لأحد أن يعطله عن عمله حتى وإن كان قاسيا في بعض الأحيان..

 

واليوم وبعد مرور 7 سنوات على هذه الثورة، التي لولاها لكنا فى ظلام فكري، لم نكن لنخرج منه إلا بأجيال مشوهة ثقافيا، ولضاعت معه أكبر الدول العربية والأفريقية.

 

7 سنوات ألم ودماء لكثير من شهدائنا، ودموع أهاليهم، وهذا أكبر ما قدمناه من تضحيات طوال هذه السنوات.

وفى المقابل تنمية حقيقية لم تحدث فى تاريخ مصر على الإطلاق.

وفتح كل الملفات القديمة، والضرب بيد من حديد على كل فساد وفاسد، ومشروعات عملاقة لم نشهدها من قبل، واختراق لملف الصحة والتعليم بشكل كبير وعلاقات خارجيه متوازنة..

 

والآن يقف السيسي أمام شعبه ليحاسب عن عمله طوال هذه السنوات، ويستطيع أن يقتنص وبحق رضاء غالبية كبيرة من أبناء الشعب، وأن يكون له سفير فى كل بيت مصري، واستطاع أن يبنى علاقة كبيرة بينه وبين الشارع المصري، قوامها الثقة والاطمئنان لوجود هذا الرجل فى حكم البلاد والتغاطي عن أى شيء لمجرد الاطمئنان لوجوده.

7 سنوات ألم وعمل.. لنبدأ السنة الثامنة مع الأمل هذا الأمل الذي رأيته في كل أحاديث الرئيس قبل الرئاسة وبعدها..

أمل في بلد عصري ومتحضر متخلص من أمراضه المزمنة يتمتع شعبه بسيادة قانون حقيقية وبديموقراطية راقية وبحرية رأي كاملة.

أمل في مزيد من التنمية وتحقيق أعلى نسب النجاح الاقتصادي

أمل فى التغلب على المشاكل الكبرى، سد النهضة وسيناء وليبيا

أمل فى نجاح خطة التعليم وخروج أجيال جديدة على درجة كبيرة من الوعي

أمل في رعاية صحية تليق بالمواطن المصري

أمل في حياة سياسية حقيقية

 

طموحي بلا حدود كمواطن مصري يقف مع السيسي عن اقتناع، وهو الذي رفع سقف الطموحات

واستطاع أن يكسب الرهان وان يطور بلاده معتمدا على شعبه

 

سأظل خلف هذا الرجل الذي لم أندم يوما علي أننى خلفه

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة