حذر مستشار حكومي من أن بريطانيا على "حافة السكين"، ومن المرجح أن تشهد زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا بحلول شهر يوليو. وقال السير جيريمي فارار، مدير صندوق ويلكوم ترست عضو المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية للطوارئ (سيج)، إنه يشعر بالقلق من أنه سيكون هناك قريباً عدد كبير من الإصابات الجديدة الناجمة عن تخفيف قيود الإغلاق مع نهاية شهر مايو، وفقا لصحيفة "التليجراف" البريطانية.
وقال لبرنامج أندرو مار على بي بي سي: "أتوقع، على ما أظن، أننا سنبدأ في رؤية بعض الزيادات في الحالات قرب نهاية يونيو أو الأسبوع الأول من يوليو، واستمرار رفع القيود وقرار الناس اتخاذ الأمور بأيديهم وعيش الحياة كالمعتاد".
وأضاف: "نحن على حافة السكين، الوضع محفوف بالمخاطر، خاصة في إنجلترا في الوقت الحالي، وأتوقع أن نشهد زيادة في الحالات الجديدة خلال الأسابيع المقبلة".
منذ منتصف مايو، سُمح بإعادة فتح بعض منافذ البيع بالتجزئة، مثل صالات العرض والحدائق، وبدأت المدارس في استقبال التلاميذ وسمح للناس بالالتقاء في مجموعات أكبر قبل افتتاح المحلات التجارية على نطاق واسع في منتصف يونيو. وقال السير جيريمي إن عملية الرفع كانت مبكرة للغاية لأن عدد الإصابات الجديدة في اليوم لا تزال مرتفعة للغاية.
وعندما تم رفع الإجراءات الأولى، كانت لا تزال هناك آلاف الحالات يوميًا، وحذر بعض الخبراء من أن 40 حالة وفاة في اليوم قد تكون التكلفة المستمرة لتخفيف الإغلاق قريبًا.
وعلى الرغم من أن الحالات قد انخفضت في الأسابيع الأخيرة إلا أن أحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) تشير إلى أن الانخفاض هو خط ثابت وقد تبدأ الأرقام في الارتفاع مرة أخرى.
وجادل السير جيريمي بأن الأشهر الثلاثة التالية حاسمة في مكافحة فيروس في بريطانيا، مضيفًا أنه من المهم وجود أنظمة تتبع للمدارس التي تعود في سبتمبر. وحذر من احتمال حدوث "انتعاش سيئ للغاية" للفيروس في أكتوبر أو نوفمبر.
وقال: "يمكننا أن نتوقع رؤية ارتدادات وموجات ثانية.. نحن نشهد طفرات ثانية الآن في أوروبا، وفي ألمانيا، وأعتقد أننا سنرى ارتدادات هنا.. لقد حدث تفشي في مصانع تعبئة اللحوم في جميع أنحاء القارة وفي المملكة المتحدة.. أعتقد أن موجة ثانية حقيقية ستأتي في أشهر الشتاء في أكتوبر ونوفمبر".
ومن ناحية أخرى، تدرس الحكومة البريطانية فرض حظر محلي في شرق ميدلاندز – المنطقة المركزية لإنجلترا في غضون أيام، بعد زيادة الحالات، حيث تجاوز إجمالي عدد الإصابات العالمية 10 ملايين.
وقال عمدة مدينة ليستر بيتر سولسبي: "قد تكون هناك حاجة لإعادة القيود في بعض الأحياء اعتمادًا على البيانات الجديدة بشأن مستوى انتشار الفيروس التاجي".
ومن ناحية أخرى، تعهد بوريس جونسون بأنه لن تكون هناك عودة للتقشف في أعقاب الوباء الذي أودى حتى الآن بحياة ما يقرب من 500 ألف شخص حول العالم.
ومن جانبها، قالت خبيرة في الصحة العامة إن اسكتلندا يمكن أن تقضى على الفيروس التاجي في غضون أشهر، إذا استمر تراجع الحالات الجديدة. ولم ترد أنباء مؤكدة عن وجود وفيات جراء الفيروس شمال الحدود أيام الجمعة والسبت والأحد الماضية.
وقالت البروفيسور ديفي سريدهار، من جامعة إدنبرة، إن اسكتلندا ستكون خالية من الفيروس إذا استمرت العدوى في الانخفاض بنفس المعدل. وقالت إن أكبر مشكلة هي الحدود المفتوحة مع إنجلترا. وقالت لـ"بي بي سي": "إذا كانت اسكتلندا جزيرة - مثل نيوزيلندا - لقلت إن تحقيق صفر حالات ممكنا تماما".
وأظهرت إحصاءات حكومية أمس الأحد، أن عدد حالات الوفاة في بريطانيا نتيجة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد ارتفع إلى 43550 حالة بزيادة 36 حالة عن اليوم السابق.
وكانت صحيفة صنداي تايمز البريطانية ذكرت -نقلا عن مصادر مطلعة- أن الحكومة تدرس فرض العزل العام في مدينة ليستر بعدما شهدت ارتفاعا في عدد المصابين بفيروس كورونا.
وأوضحت الصحيفة أمس الأحد أن وزير الصحة مات هانكوك يدرس ذلك الإجراء بعدما سجلت المدينة التي يقطنها ما يقرب من 350 ألف شخص أكثر من 650 إصابة بالفيروس في النصف الأول من يونيو.
يأتي ذلك في وقت تخفف فيه بريطانيا قيود التباعد الاجتماعي وقواعد العزل العام وتعاود فتح اقتصادها تدريجيا مع انخفاض عدد حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا، وكانت البلاد واحدة من أكثر الدول تضررا بالجائحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة